مثلٌ عالمي مثير المعنى يهدهد خيال المرأة دائماً "وراء كل رجل عظيم امرأة"... اليوم سنُدخل عليه تعديلاً بسيطاً لنجعله "وراء كل رجل عظيم امرأة مجنونة"، وهذا ما أكده تاريخ واحد من أعظم رؤساء أميركا، والذي سنوجزه لقراء «الجريدة».

***

Ad

• إنها شابة صغيرة متوردة الخدين زرقاء العينين تفيض حيوية وذات حظ من خفة الظل والملاحة، نجدها مشتبكة في حوار عاصف مع شقيقتها الكبرى وزوج شقيقتها، لأنهما يرفضان بشدة اقترانها بالرجل الذي تقدم للزواج منها:

* إنكما تعارضان زواجي منه ولكنكما لا تقدمان مبررات معقولة ومنطقية لهذا الرفض، هل لأنه قليل الكلام؟... أريد أن أعرف؟

- يا عزيزتنا ماري نحن نريد مصلحتك فأنت محط أنظار الكثيرين من الشبان الذين يترددون على بيتنا، وكل واحد منهم له مستقبل مضمون.

* إنه محام وعضو في المجلس التشريعي.

- لا تجعلي عاطفتك تتغلب عليكِ يا ماري إنه أشبه بخيال مآتة.

* اسمعاني أرجوكما... إنه فقير نعم، قليل الكلام نعم، ونحيل نعم، كل هذا صحيح، لكنني جالسته طويلاً، وأدركت أنه الوحيد الذي يصلح لي.

- ليس هذا كل شيء في الزواج يا ماري.

* والله سأتزوجه رضيتم أم كرهتم، لأنني أحبه وهو يحبني.

***

• ويتردد القس أن يعقد عليهما بدون موافقة الأسرة فترد عليه بحدة:

* إن لم تعقد قراننا فسنذهب إلى قس المدينة المجاورة.

فأذعن لها القسيس، وأصبحت ماري زوجة للمحامي إبراهام لينكولن، الذي أخذ نجمه يرتفع في حزبه رغم طبيعته الهادئة، بينما زوجته ذات الطبيعة الثائرة أخذت على عاتقها مهمة الرد على مهاجميه ممن يتهمونه بالضعف فيقول لها:

- ماري إنني واثق من قدراتي على خدمة أميركا، سواء تم اختياري للرئاسة أو لم يتم، فسوف أحقق ما قدره الله لي.

* السياسة التي تخوضها يا حبيبي تريد إنساناً متوحشاً وأنت رجل وديع.

• لكن هذا الرجل الوديع انتقل بعد سنوات قليلة إلى البيت الأبيض رئيساً للجمهورية في أشد الأوقات صعوبة، ووسط صيحات ترفض رئاسته، وقد شنت عليه الصحف هجوماً عاصفاً فتقول له زوجته:

* لماذا لا ترد عليهم؟... إنك الآن رئيس البلاد، وباستطاعتك أن تلجم الصحف التي تهاجمك؟

- ماري عزيزتي إنني أحمل آلام هؤلاء الناس في قلبي، وأعرف ما يقاسونه، فلا أريد أن أزيد من أحزانهم، دعيهم يخففوا مما في صدورهم بالهجوم والسباب والشتائم.

لكن الزوجة العصبية تتصرف بنزق وتهور، بعد أن أخذت تشمر عن سواعدها بالرد على الهجوم بهجوم أعنف منه، وفي ظنها أنها تساعد زوجها بذلك، لكن ماري لينكولن ارتكبت أفدح الأخطاء بسمعة زوجها، بعد أن ضجت الصحف والرأي العام، بل والكونغرس، على ما كانت تكتبه:

- ماري أرجوكِ هذا لعب بالنار، إن من بين الذين تكتبين إليهم محررين خبثاء يعرفون كيف يستغلون ما تكتبين ضدنا.

* أنت لا تعرف كيف تتعامل مع هؤلاء الموتورين، أنا أعرف كيف أوقفهم عند حدهم.

- ماري أرجوكِ سيطري على أعصابك.

* هل تريد القول إنني مجنونة؟

***

• وبالفعل فقدت ماري قدرتها على التحكم في أعصابها فوضعت بمستشفى الأعصاب إلى أن ماتت.