الشمس تشرق من الشرق وتغرب في الغرب، والرياح شمالية غربية معتدلة إلى نشطة السرعة مثيرة للغبار أحياناً في المناطق المكشوفة، تنقلب في وقت لاحق إلى جنوبية شرقية تزيد معها نسبة الرطوبة حتى تلتصق الدشاديش بالأجساد في المناطق غير المكشوفة.

الجرائد تعيد الأخبار ذاتها من قبل سنة أو قبل ألف سنة، لا جديد عندها، لأنها تؤمن بأن الجديد والقديم والتكرار هي سيان وتغير بالألفاظ مع وحدة المعنى، وهي ثقافة تقدمية عنيفة تهز العقول الخامدة، وستغير حركة التاريخ وتدفعها للأمام، ولا تنسوا من يبارك صفحات جرائدنا من عشيرة كتاب "املأ الفراغ بالكلمات المناسبة".

Ad

ستدفع صحافتنا وإعلامنا بقيادة الرمز الفكري العميق وزير الإعلام الجبري إلى عصر لن توجد فيه "كورونا" ولا كمامات، حتى لا يسجل الزمن غداً أن الناس تساووا مع الكلاب العضاضة في سنوات الكمام. لا جديد هنا في الكمامات، وإذا انتهينا في يوم قادم من كمامات "كورونا" فستظل باقية كمامات المنع والحظر والعقاب في حريات التفكير والتكفير والتعبير في جرائم النشر والمدونات، وكل كلام آخر لا يعجب أهل الحل والعقد، الله يبارك فيهم، يحشر خطأ في مدونات غير مستساغة، تفكير أو تكفير لا فرق غير تبديل مكان الكاف والفاء، أيهما يدفع مرتكبها الفاعل المجرم الخارج عن الطوع نحو السجن أو الغرامة، وإذا لم تتحرك النيابة تفاعل المخلصون الحريصون على الدين والعادات والتقاليد لضرب يده أو ضرب عنقه - حسب الظروف - بتقديم شكوى للقضاء هي روشتة الشهرة تشل يد كل متطاول على المقدسات الاجتماعية أو الدينية، كما يفهمها فقهاء مدرسة "أنا أقدم شكوى إذن أنا موجود".

نعم، أمورنا بخير، ثابتة مستقرة، ولم يتغير أي أمر في عالم السياسة أو الاجتماع غير التأكيد على منع التجمعات وتثبيت الكمامات المادية والفكرية، الجديد هو وقف بث الأخبار وقت الأذان، وفرض تدريس مادة القرآن الكريم على أطفال الروضة، بتوافق رئيس الوزراء والنائب محمد هايف. سياسة حصيفة ولدت من رحم ثقافة سلطوية متوارثة بين المجلس والحكومة تقول إن الباب الذي يأتي منه الريح سدّه واستريح.

لا تحدثونا عن العجز المالي، أو تخفيض قيمة الدينار، فهذه كلها إشاعات مغرضة، الهدف منها "زعزعة الثقة بالاقتصاد"، والذين ينشرونها لا يعرفون أن هذه جريمة عقوبتها السجن في الكويت وألمانيا والنمسا والسويد وفي دول جنوب الصحراء الكبرى، رواتبنا تودع في البنوك من أمنا الحكومة في مواعيدها الثابتة، ولا ضرائب ولا رسوم أو رفع دعوم، في بلد "لا مساس لجيب المواطن".

لا شيء ينقصنا، وليكن شعارنا الأثير "أنتم شتبون... أنتم شتبون"، كما قالها الحكيم سعد الفرج، الله يطول بعمره، شكراً لكم.