وسط استطلاعات رأي سلبية وشكوك داخل معسكره، زار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، ولايتي ميشيغان وويسكونسن لحشد قاعدته في مواجهة خصمه الديمقراطي جو بايدن، الذي عقد لقاءات في "ميشيغان" المتأرجحة أيضاً.

وقبل أن يبدأ جولة في الولايات الغربية، جال ترامب للمرة الثانية على ولايتي فلوريدا وجورجيا، التي يجب ألا يخسرهما إن أراد الفوز بفترة رئاسية ثانية في 3 نوفمبر المقبل.

Ad

وقبل انطلاق الانتخابات بأسبوعين ونصف الأسبوع نظم ترامب لقاءات جماهيرية في فلوريدا وبنسلفانيا وأيوا في محاولة لضمان ولايات حاسمة فاز بها في 2016.

وسافر بايدن إلى أوهايو وفلوريدا، ولم يغيّر جدول أعماله رغم ثبوت إصابة شخص سافر معه على الطائرة بفيروس كورونا، الذي ضرب فريق نائبته كاميلا هاريس وتسبب بإلغاء خططها الأسبوعية كإجراء احترازي.

وعلى أمل ألا تميل كفة الاقتراع في فلوريدا إلى الديمقراطيين، تحدث ترامب في مدينتي فورت مايرز وأوكالا، ثم توقف عقب ذلك في ماكون بولاية جورجيا، التي فاز بها بفارق كبير على منافسته السابقة هيلاري كلينتون في 2016 وكذلك في ميشيغان وويسكونسن قبل أن يتقدم فيها بايدن حالياً، وفق الاستطلاعات.

هجوم بايدن

وفي حضور حاكمة ميشيغان غريتشن ويتمر، التي نجت من مؤامرة من اليمين المتطرف لاختطافها و"محاكمتها" بتهمة "الخيانة"، هاجم بايدن رفض ترامب "المفاجئ" لإدانة المدافعين عن تفوق البيض خلال مناظرتهما الأولى في 29 سبتمبر، مؤكداً أنه "لا مكان للكراهية في أميركا".

وقال بايدن، في مدينة ساوثفيلد أمام 20 من ضيوف وصحافيين، "لا تنخدعوا، فهم إرهابيون من الداخل، وهذا هو نوع السلوك الذي يتوقع أن يصدر عن تنظيم داعش، ويفترض أن يشكل صدمة للجميع"، واعداً مرة جديدة بتوحيد الأميركيين إذا تم انتخابه.

تصويت واستطلاع

ومع عودة الخصمين إلى المسار الانتخابي، أفادت جامعة فلوريدا بأن التصويت المبكر واصل تحطيم الأرقام ليبلغ 21.4 مليون أميركي مقارنة مع 1.4 مليون في انتخابات عام 2016، التي شارك فيها إجمالاً نحو 136.6 مليوناً.

وعلى وقع الإقبال القياسي هذا الأسبوع في ولايات جورجيا ونورث كارولاينا وتكساس المتأرجحة، التي قد تحسم نتيجة الانتخابات، انضمت للتصويت المبكر، أمس الأول، ولاية لويزيانا، التي تعد من معاقل الجمهوريين التقليدية وينوي ترامب تدشين حملته فيها غداً.

وأظهر استطلاع لصحيفة "نيويورك تايمز" وكلية "سينيا" أنه في ألاسكا، التي تضم 3 مجمعات انتخابية، تقدم ترامب بـ45 في المئة مقابل 39 في المئة لبايدن، لتتحول الولاية، التي لم تنتخب رئيساً ديمقراطياً منذ عام 1964، إلى متأرجحة.

مواجهة غريبة

وفي مواجهة تلفزيونية غريبة، عرض ترامب وبايدن على شبكة NBC التلفزيونية ومنافستها ABC فجر أمس الأول أسلوبيهما المختلفين وخلافاتهما العميقة حول القيادة والأزمة الصحية والأمن القومي ومصير العنف المرتبط بالعرق والهجرة والمحكمة العليا ودعم العائلات والتغير المناخي.

وعلى NBC، بدا ترامب عدوانياً وأبدى استياء من أسئلة طرحت عليه وخصوصاً عن امتناعه عن وضع الكمامة دائماً ورفض الإقرار بأي خطأ، مؤكداً أنه "قام بعمل رائع واللقاحات قادمة والعلاج قادم".

وإذ أعرب ترامب عن قلقه من حدوث عمليات تزوير محتملة، اشترط أن تجري الانتخابات بطريقة نزيهة وعادلة للقبول بانتقال سلمي للسلطة"، مكرراً تأكيده بأن الاستحقاق المرتقب خلال 18 يوماً مليء بالتحايل.

وانتقد ترامب برنامج "أوباماكير" للرعاية الصحية وواعداً بآخر "أفضل وأقل تكلفة"، متهماً الديمقراطيين بالوقوف عقبة في طريق إقرار خطة جديدة لتحفيز الاقتصاد ومساعدة المصابين بالفيروس لأسباب انتخابية.

ورفض ترامب أيضاً أن يدين بشكل واضح حركة تبني نظرية المؤامرة "كيوأنون". وقال: "لا أعرف شيئاً عن كيوأنون"، قبل أن يؤكد موافقته على مواقفها "ضد الاستغلال الجنسي للأطفال".

موحد أميركا

وبهدوء، قدم بايدن نفسه على ABC على أنه موحد أميركا المنقسمة بسبب العنصرية، وقال: "نحن في وضع لدينا فيه أكثر من 210 آلاف وفاة، وماذا يفعل ترامب؟ لا شيء ولا يزال لا يرتدي كمامة".

وأفاد بايدن بأن موقفه من ملء مقاعد المحكمة العليا يعتمد على كيفية تعامل الجمهوريين في مجلس الشيوخ مع عملية تثبيت القاضية إيمي كوني باريت، مشيراً إلى أنه ينوي إبقاء بعض التخفيضات الضريبية التي أقرها ترامب.

وفي معركة التقييمات التلفزيونية، فاز بايدن، الذي بقي 30 دقيقة أخرى بعد انتهاء المدة المحددة للقاء للرد على أسئلة المشاهدين بعيداً عن الميكروفون، على منافسه ترامب، بحسب بيانات "نيلسن".

وأوضحت شبكة CNN أمس الأول أن عدد مشاهدي بايدن بلغ 13.9 مليون مشاهد على قناة ABC، التابعة لوالت ديزني، مبينة أن ترامب استقطب 13 مليوناً عبر NBC التابعة لشركة "كومكاست".

تقلبات جمهورية

وساهم استمرار تقدم بايدن في استطلاعات الرأي وأيضاً في جمع التبرعات التاريخية، بتراكم الأخبار السلبية على ترامب، إضافة إلى التقلبات اليومية داخل المعسكر الجمهوري الذي يبدو أنه لم يعد يعير اهتماماً لتغريداته، التي جاء في آخرها: "أرقام الاستطلاعات جيدة جداً. حشود رائعة، حماس متقد. موجة حمراء هائلة بصدد الارتفاع"

وعقب كشف السناتورين تيد كروز وليندسي غراهام عن شكوك قادة الحزب الجمهوري باحتمال وقوع تسونامي ديمقراطي، جاء دور سناتور نبراسكا بان ساس، الذي قال، في تسجيل سرّب للإعلام، إن ترامب مسؤول "سيئ"، ورجّح هزيمته، مضيفاً أنه "يسخر من الإنجيليين وراء ظهورهم، استفادت عائلته من الرئاسية كفرصة تجارية، وغازل أنصار تفوق العرق الأبيض". وانتقد السناتور المحافظ طريقة إدارة الأزمة الصحية.

ظهور أوباما

وفي أول ظهور إذاعي له، اعتبر الرئيس السابق باراك أوباما أن خليفته ترامب يفتقد للتركيز والصبر اللازمين لقيادة الدولة، مؤكداً أنه دائم البحث عن الاهتمام.

وسيشارك أوباما الأربعاء لأول مرة في حدث انتخابي ميداني لدعم بايدن وهاريس، ومن المقرر أن يتوجه إلى فيلادلفيا، المهمة التي فاز فيها ترامب عام 2016 بفارق ضئيل.

وتمكنت بايدن من جمع أكبر مبلغ من التبرعات الشهرية وصل إلى 383 مليون دولار في سبتمبر بفضل سيل التبرعات بعد مناظرته الأولى مع ترامب، الذي حصل الشهر الماضي على 248 مليون دولار.