طلبت الولايات المتحدة وألمانيا من تركيا وقف «استفزازاتها المتعمدة» في «المتوسط»، بعدما أرسلت أنقرة مجددا سفينة «عروج ريس» لاستكشاف الغاز في شرقي البحر المتوسط، ما قد يؤجج الأزمة مع اليونان.

وفي بيان غير معهود من واشنطن، التي تتعامل ببرود مع هذه القضية، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة «تستنكر» قرار تركيا إعادة السفينة.

Ad

وقالت المتحدثة باسم الخارجية مورغان اورتاغوس: «نطالب تركيا بوقف هذا الاستفزاز المتعمد، والبدء فورا في مباحثات تمهيدية مع اليونان»، مضيفة أن «إعلان تركيا الأحادي يؤجج التوترات في المنطقة، ويعقد بشكل متعمد استئناف محادثات تمهيدية مهمة بين حليفينا في حلف شمال الأطلسي اليونان وتركيا».

واعتبرت أن «الإكراه والتهديدات والترهيب والأنشطة العسكرية لن تحل التوترات في شرق المتوسط».

من ناحيته، حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي تلعب بلاده دور الوسيط، تركيا من مواصلة الاستفزازات تجاه اليونان وقبرص في شرق المتوسط.

وقال ماس، أمس، في مستهل زيارته لكلتا البلدين الأوروبيين، وبعد وصوله الى نيقوسيا، «إذا وصل الأمر حقا إلى القيام باستكشافات غاز تركية جديدة في المناطق البحرية المثار حولها جدل كبير في شرق البحر الأبيض المتوسط، فسيكون ذلك بمنزلة انتكاسة شديدة لجهود تهدئة التصعيد، وبالتالي لمواصلة تطوير العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا».

وصرح بأنه يزور كلتا الدولتين من أجل التعهد بـ «التضامن الكامل» لألمانيا أيضا، في إطار دورها في رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي. وكان ماس توجه إلى قبرص واليونان أمس، من أجل التشاور بشأن النزاع القائم حول الغاز الطبيعي بين كلا الدولتين المنتميتين للاتحاد الأوروبي وبين تركيا.

وناشد قبل بدء الزيارة «جميع الأطراف» ضرورة العمل على علاقة حسن الجوار مستقبلا، لأن تركيا ستظل جارا لليونان وقبرص، وأضاف: «لذا، نناشد تركيا ألا تسد مجددا نافذة الحوار التي تم فتحها للتو مع اليونان، من خلال إجراءات أحادية الجانب، وسحب سفينة التنقيب».

وشدد على أنه يتعين على أنقرة إنهاء «لعبة التبديل بين الإرخاء والاستفزاز إذا كان ينبغي بالفعل تجديد استكشافات الغاز التركية في المناطق البحرية المثار حولها جدل شرقي البحر المتوسط، سيكون ذلك بمنزلة انتكاسة كبيرة بالنسبة لجهود التهدئة، وكذلك بالنسبة أيضا لمواصلة تطوير العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، على النحو الذي قرره المجلس الأوروبي أخيرا».

وفي أثينا، أكد وزير الدولة اليوناني جورج غيرابيتريتيس أمس أن بلاده لن تشارك في محادثات استكشافية مع تركيا طالما بقيت «عروج ريس والبوارج الحربية المرافقة لها» في مياه الجرف القاري لليونان، مضيفا ان أثينا سترفع النزاع «في شكل مؤكد» للمجلس الأوروبي الذي سيعقد بدءا من اليوم.

وأعلنت اليونان، أمس الاول، أن قرار أنقرة إرسال السفينة إلى منطقة قرب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية القريبة من الساحل التركي يمثل «تصعيدا كبيرا وتهديدا مباشرا للسلام في المنطقة».