بعد رحيل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، غفر الله له، انتهت مرحلة الأمراء المؤسسين، وأقصد الأمراء الذين كانوا أعضاء المجلس التأسيسي الذي وضع الدستور والعهد مع الشعب الكويتي.

الشيوخ صباح السالم وجابر الأحمد وسعد العبدالله وصباح الأحمد، رحمهم الله جميعاً، كانوا على تماس مع نقاشات المجلس التأسيسي، وسجالاته، والتنافس على الصلاحيات في الدستور الموعود في حينه.

Ad

بتولي الشيخ نواف الأحمد مسند الإمارة، أعتقد أننا دخلنا في مرحلة الدولة الكويتية الحديثة الثالثة؛ بعد الأولى في 1961، والثانية بعد التحرير من الغزو العراقي الغاشم 1991، والثالثة التي بدأت في 30 سبتمبر الماضي.

لا نعلم حجم التغييرات التي ستشهدها الدولة الثالثة، فالأولى شهدت الدستور والحياة النيابية، والثانية تم فيها فصل ولاية العهد عن مجلس الوزراء وتولي الوزارات السيادية، كما يُطلق عليها، من وزراء من الشعب، ومنح المرأة الكويتية حقوقها السياسية.

طبعاً تحديات الدولة الثالثة محددة ومعروفة، وهي: تفشي الفساد، واحتكار المناصب، والخلل الاقتصادي، وهي تحديات خطيرة، فهل تشهد الدولة الثالثة إصلاحات كبيرة في مجال معالجة خلل العملية الانتخابية، ومكافحة الفساد، وتعظيم مداخيل الدولة من أملاكها، ومعالجة الاختلالات الاقتصادية؟