مع اقتراب الانتخابات الأميركية، بدأت أسواق المال تتفاعل معها بصورة كبيرة خلال الوقت الحالي. وفي وقت كان يسود سيناريوهان محتملان لنتائج الانتخابات، أصبح هناك سيناريو ثالث وهو الذي تتخوف منه الأسواق بصورة كبيرة الآن.

وقال رئيس أبحاث السوق والتدريب في أمانة كابيتال وليد الحلو، إن الانتخابات الأميركية الحالية تعد أول انتخابات يكون فيها ثلاثة سيناريوهات متوقعة.

Ad

وأوضح الحلو لـ«العربية»، أن السيناريو الأول هو فوز دونالد ترامب، والثاني هو فوز جو بايدن مع تسليم سلمي للسلطة، والثالث هو فوز بايدن وعدم تسليم السلطة بصورة سلمية، وهو أسوأ سيناريو يمكن أن يواجه الانتخابات خصوصاً للأسهم الأميركية.

ويرى أن الأسواق بدأت تشعر بأن بايدن ليس سيئاً بالنسبة للأسواق وللاقتصاد الأميركي، خصوصاً أنه في حالة فوزه بالانتخابات فسيكون بيد الديمقراطيين فقط تحويل 3 كراسي لمجلس الشيوخ بجانب مجلس النواب الذي يسيطرون عليه، وبالتالي ستكون إدارة البلاد سلسة.

ويعتبر أن الضرائب الأميركية من المتوقع على نحو كبير أن ترتفع سواء في حال فوز بايدن أو ترامب وذلك لتغطية عجز الموازنة بعد الإنفاق الكبير للحكومة.

وأكد في الوقت ذاته أنه في حال فوز ترامب فلن يكون مثل الفترة الأولى، وسيكون أكثر شدة، وتتوقع أن تتأثر ملفات الحرب التجارية بصورة كبيرة.

وتحولت مؤشرات الأسهم الأميركية للهبوط القوي عند ختام التداولات، ليفقد «داو جونز» نحو 375 نقطة بعد تأجيل الرئيس دونالد ترامب محادثات صفقة التحفيز الإضافية.

وجاءت خسائر «وول ستريت» بعد إعلان الرئيس الأميركي تأجيل محادثات التحفيز مع الديمقراطيين لما بعد الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في نوفمبر المقبل.

وكتب ترامب أن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تطالب بحزمة تحفيز بقيمة 2.4 تريليون دولار لإنقاذ الولايات الديمقراطية التي تدار بشكل سيئ ولا علاقة لها بأي شكل من الأشكال بالوباء، لكن الجمهوريين تقدموا بعرض سخي جداً يبلغ 1.6 تريليون دولار، على حد قوله.

ويأتي هذا القرار بالرغم من تعليقات رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي جيروم باول بشأن أهمية استمرار التحفيز المالي والنقدي القوي من أجل تحقيق التعافي الاقتصادي.

وعند الإغلاق، تراجع مؤشر «داو جونز» بأكثر من 1.3 في المئة ما يعادل 375.9 نقطة ليصل إلى 27.722 ألف نقطة، بعد أن كان يتداول داخل النطاق الأخضر في وقت مبكر من التعاملات.

بينما تراجع مؤشر «S&P 500» بنحو 1.4 في المئة أو 47.7 نقطة مسجلاً 3360.9 نقطة، في حين شهد مؤشر «ناسداك» انخفاضاً بنحو 1.6 في المئة أو 177.9 نقطة ليغلق عند 11.154 ألف نقطة.

وتراجع سهم «بوينغ « بأكثر من 6.7 في المئة عند نهاية التداولات، ليكون الأسوأ أداء في مؤشر «داو جونز» الصناعي.

وجاءت الخسائر في سهم الشركة الأميركية بعدما أعلنت توقعات متشائمة حيال مبيعات الطائرات في غضون العقد المقبل، بفعل تداعيات الوباء على قطاع السفر الجوي.

وتتوقع «بوينغ» أن يبلغ الطلب على الطائرات التجارية 18.350 ألف طائرة خلال السنوات العشر المقبلة، مما يعتبر أقل بنحو 11 في المئة عند المقارنة مع التوقعات الصادرة في العام الماضي.

كما تضررت «بوينغ» من إعلان الرئيس دونالد ترامب تأجيل المحادثات بشأن تقديم حزمة تحفيز إضافية لدعم الاقتصاد والشركات المتضررة من الوباء لما بعد الانتخابات في نوفمبر المقبل.

وعند نهاية التداولات، تراجع سهم «بوينغ» بنسبة تزيد على 6.7 في المئة ليهبط إلى 159.67 دولاراً.

وفي الأسواق الأوروبية، ارتفع مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنسبة هامشية 0.07 في المئة أو 0.2 نقطة ليصل إلى 365.9 نقطة.

كما صعد المؤشر البريطاني «فوتسي 100» أكثر من 0.1 في المئة (+7 نقاط) ليصل إلى 5949.9 نقطة، فيما زاد «داكس» الألماني بنحو 0.6 في المئة (+77.7 نقطة) مسجلاً 12.906 ألف نقطة، وسجل «كاك» الفرنسي زيادة 0.5 في المئة (+23.6 نقطة) إلى 4895.5 نقطة.

وفي آسيا، استقرت مؤشرات الأسهم اليابانية في نهاية تعاملات أمس مع إعلان الرئيس دونالد ترامب قرار تأجيل مباحثات حزمة التحفيز الاقتصادي إلى ما بعد انتخابات نوفمبر وهو ما أسهم في زيادة حالة عدم اليقين.

كما يتابع المستثمرون تطورات الحالة الصحية للرئيس الأميركي إذ أصيب بفيروس «كورونا» في مطلع الشهر الجاري أي قبل شهر من انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة.

وتراجعت أسهم الشركات اليابانية التي تتعاون مع «بوينغ» بعدما خفضت الشركة الأميركية توقعاتها للطلب على الطائرات على مدار 20 عاماً، فانخفض سهم «ميتسوبيشي هيفي إنداستوريز» 0.7 في المئة، كما هبط سهم «كاواساكي هيفي إنداستوريز» 0.1 في المئة.

وعند الإغلاق، تراجع مؤشر «نيكي» بأقل من 0.1 في المئة إلى 23423 نقطة، فيما استقر مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً مسجلاً 1647 نقطة.