غابت شمس الكويت، غاب نور الصباح المضيء، غابت الابتسامة الرائعة، غاب القلب الحنون العطوف، غاب حامي ديارنا وراعي أمتنا وولي أمرنا، فتقطعت قلوبنا حزناً عليه، غاب حاكمنا الخامس عشر قائد العمل الإنساني، غاب والد الجميع ورحل صباحنا إلى الأرحم، إلى الأحن، الغفور الرحيم.

اللهم لا اعتراض على قضائك، انفطرت قلوبنا حزناً وألماً على فراقك يا والدنا ووالي نعمنا الكثيرة،

Ad

يا من جعلتنا نعيش في رخاء ونعيم وسعادة، ولم تفرق بيننا أبداً، بل جعلتنا نسيجاً وطنياً واحداً، وشعباً محباً لبعضه يتجمع صفاً واحداً في الشدائد والصعاب.

ضحكتك الجميلة المستبشرة خيراً دائماً سوف تبقى داخلنا ما دمنا أحياء ولا نراك، فكل الخير شهدناه في عهدك، عهد النعيم والعمران، عهد الإنسانية والتسامي، عهد النهضة والعلاقات الدولية الكثيرة،

عهد الاقتصاد العالمي، عهد الصلاح والعدل وفك النزاعات والتهدئة، عهد المواقف المشرفة على مستوى العالم طوال مسيرتك الحافلة بالإنجازات يا والدنا الغالي الطاهر.

القلب بكى قبل العيون، دموعنا ذرفت قهراً على فراقك، ألماً على فقدك يا أميرنا الحبيب، فجعنا يوم خبر وفاتك، يوم وداعك، يوم عدم رؤياك مرة أخرى في هذه الحياة، إلا أنك يا صباحنا في داخلنا تزهو باقياً إلى لقياك في جنات النعيم، إن شاء الله، مع الصالحين والشهداء والمؤمنين وحسن أولئك رفيقاً.

رحلت يا بابا صباح وسيبقى معنا سمو أخلاقك وصفاتك الحميدة وطيبة قلبك الكبير، رحلت وستبقى معنا إنجازاتك وعلاقاتك الطيبة مع الجميع، رحلت وستبقى معنا إنسانيتك التي غمرت كل بقاع الأرض من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، رحلت جسداً وستبقى روحاً داخل كل قلب كويتي وعربي ومسلم وصديق على كوكب الأرض، رحلت لكنك حي في قلوبنا ما دمنا أحياء.

وعزاؤنا جميعاً نحن- الشعب الكويتي- في حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، ليكون خير خلف لخير سلف، وليكمل المسيرة، مسيرة الإنسانية والعطاء، وأسأل الله أن يسدد خطاه وأن يرزقه البطانة الصالحة.

اللهم ارحم واغفر لأميرنا الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأدخله واسع جناتك وأنعمه بنعيمها يارب العالمين.