بداية، يقول الفنان التشكيلي الكبير سامي محمد إن سمو الأمير نواف الأحمد له بصماته في سجل التاريخ، لاسيما أنه تبوّأ العديد من المناصب منذ مرحلة الشباب، حيث تقلّد مناصب عدة؛ منها وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، والإعلام، والداخلية، والدفاع، مشيراً إلى أنه رجل دولة وسياسي متمرّس، وكان ملازماً للأمير الراحل صباح الأحمد، وتتلمذ على يديه في العمل السياسي.

ويرى محمد أن سمو الشيخ نواف سيكمل مسيرة العطاء والبذل التي كان شاهداً عليها على مدار السنوات الماضية، حيث كان ضمن التشكيل الحكومي في مختلف الوزارات والمناصب ما يمنحه القوة والجَلَد والقدرة على العمل الدؤوب والمثمر، فهو يملك البصيرة النافذة والحكمة والدراية.

Ad

وأضاف: «نحن على ثقة تامة بأن سموه سيكون خير خلف لخير سلف، وستستمر النهضة والسؤدد والتطور في البلد».

وفيما يتعلق بالتطلعات المستقبلية التي يأمل أن تتحقق خلال المرحلة المقبلة، يشير محمد إلى أن قطار الثقافة سيمضي في طريق الإنماء، لاسيما أنه كان ضمن الرؤية السامية التي انتهجها الأمير الراحل وضع الثقافة ضمن خطة التنمية والتطور، ونسأل الله أن يمدّ أميرنا سمو الشيخ نواف الأحمد بالصحة، ويلبسه العافية ويطيل بعمره ويحفظه لنا قائداً لمسيرتنا ورباناً لسفينة الخير وملهماً لإنجازاتنا.

وتحدث سامي محمد عن أهمية إنشاء متحف متطور يحمل اسم الكويت، ويضم أبرز أعمال الفنون الجميلة، أسوة بمتاحف العالم المشهورة، آملا أن يتحقق ذلك في العهد الجديد لسمو الأمير نواف الأحمد.

الحكمة والتواضع

بدوره، قال الفنان التشكيلي الكبير محمد قمبر إن الكويت ستشهد مرحلة جديدة، لكنها ستسير بنهج سمو الشيخ الراحل صباح الأحمد الذي رسم للكويت خريطة طريق طويلة الأمد، لاسيما أن سمو الأمير نواف الأحمد كان عضيداً للأمير الراحل، وهو الرجل الكفؤ بتحمّل المسؤولية وقيادة الكويت لمزيد من الخير والرفعة والأمن والأمان، فهو يتصف بالحكمة والروِّية والتواضع.

واستطرد قمبر في الحديث عن النهضة الثقافية والفنية في الكويت منذ خمسينيات القرن الماضي، قائلا: «حكام الكويت لم يدخروا وسعا في دعم الثقافة والفنون في الكويت، وصرفت المليارات للارتقاء بالفنون والأدب والتشكيل، كما أن مؤسسات الدولة العامة والخاصة ساهمت في دفع عجلة التطور من خلال تسليط الضوء على النماذج المشرفة ودعمها إعلاميا.

وعن التطلعات التي يأمل تحقيقها خلال الفترة المقبلة، قال قمبر: «نأمل أن تحظى الحركة التشكيلية بمزيد من عناية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والعمل على تطوير الآليات المتبعة في تنظيم العمل، كما نأمل من الأمين العام للمجلس كامل العبدالجليل أن يولي اهتماماً بالشباب الواعدين والمتميزين من التشكيليين، ويعمل على تشجيعهم ودعمهم، كما ندعوه إلى انتقاء شخصيات من ذوي الخبرة والكفاءة والدراية في الفنون التشكيلية، ليكونوا ضمن اللجان الفنية بالمجلس الوطني».

واستطرد في الحديث عن أولويات المرحلة المقبلة، قائلا: «نأمل التركيز على المشاركات الخارجية للفنانين الكويتيين ضمن المعارض الدولية للتعريف بالفن الكويتي، لاسيما أن ثمّة أسماء باتت معروفة، ولديها مشاركاتها الخارجية في فعاليات تشكيلية عالمية، ويفضل أن تكون مهمة انتقاء المشاركين في مثل هذه المشاركات تحت إشراف المجلس الوطني للثقافة، نظراً لأهميتها وما تعود به جودة الأعمال المعروضة على سمعة الكويت الفنية ومكانتها بين الدول المتقدمة تشكيلياً.

أولويات المرحلة المقبلة

أما رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية عبدالرسول سلمان فقال: «ستعقد الجمعية اجتماعا عقب أسبوعين لتحديد أولويات المرحلة المقبلة، وباسم أعضاء الجمعية نهنئ سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد بتوليه مسند الإمارة، وإن شاء الله يكون خير خلف لخير سلف، وهو سياسي محنّك، لاسيما أنه نهل من مدرسة الأمير الراحل الحكمة والإيجابية وحسن الاختيار، والتريث قبل إصدار أي قرار، كما أنه يحظى بحب الجميع».

وتحدث عبدالرسول عن تجربته الشخصية مع سمو الأمير نواف، قائلا: «عرفته حكيماً سخياً حليماً يدعم الفن والفنانين، ولا يتأخر عن فعالية أو نشاط يسعى إلى إبراز دور الكويت في المحافل العالمية، لأنّ همّه الأول والأخير الكويت».

وأضاف: «نحن في عهد جديد، نأمل أن يستمر العطاء والنهضة والتطور، وخلال الاجتماع سنناقش الدور الذي ستؤديه الجمعية التشكيلية خلال المرحلة المقبلة، لاسيما أننا في الفترة الماضية حققنا إنجازات محلية ودولية، وقدمنا التشكيل الكويتي في المحافل الدولية في أوروبا وآسيا، حاصدين النجاح في كل جولة كنّا نقوم فيها، كما نأمل أن تشهد المرحلة المقبلة انفتاحاً أكثر على الثقافة والتشكيل».

وتابع: «لا يفوتني أن أقدّم واجب العزاء إلى الرئيس الفخري للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، الشيخ ناصر صباح الأحمد، وعائلته وأشقائه».

الخطة الاستراتيجية

وفي السياق ذاته، قال أمين سر رابطة الأدباء الكويتيين الكاتب حميدي حمود: «بلا شك أن صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد، أمير البلاد حفظه الله ورعاه، ليس غريبا عن المشهد الثقافي، وهو مواكب لتطوراته، لكونه تقلد مهام وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في السابق، وهذا ما يجعلنا كمثقفين وأدباء مطمئنين لمستقبل الثقافة في الكويت، متطلعين في الوقت نفسه إلى مزيد من الحريات في مجال الأدب والفنون الأخرى، فهي بلا شك عنوان رقيّ وازدهار المجتمع، ونحن كمثقفين وأدباء نمدّ يد العون للمساهمة في أن نكون ضمن الخطة الاستراتيجية لرؤية الكويت 2035 في الجانب الثقافي الفني، وأن يكون بناء الإنسان مواكبا لبناء العمران والاقتصاد، فهو الثروة الحقيقية».

وأضاف:» وليس أجمل من أن تكون هناك وزارة مستقلة للثقافة، تعنى بها وبكل أشكالها وفنونها، فهذا حلم وطموح كل المثقفين والأدباء، والذي نرجو أن يتحقق في عهد سمو أمير البلاد».

وحول تطلعات الرابطة، قال: «أما بالنسبة للجانب الخاص برابطة الأدباء، فنحن نطمح أن يكون هناك دعم مالي أكبر من الجهات الحكومية المسؤولة لما تقوم به الرابطة من أنشطة شبه يومية لا يغطّيها الدعم الحالي، ولما للرابطة من مكانة محليا ودوليا بما تضمّه من أدباء خدموا وأسهموا في رفع اسم الكويت ثقافيا في جميع المحافل، كما نأمل أن يُفسح مجال أكبر لرابطة الأدباء للمشاركة والتمثيل في اللجان المشكلة من قبل الجهات الحكومية والمتعلقة بالجانب الثقافي، ولا أفضل من أن يوسد الأمر لأهله».

دعم صناعة النشر

من جانبه، شدّد عضو اتحاد الناشرين العرب، المدير العام لـ «ذات السلاسل»، سعود المنصور، على أن مسيرة الثقافة وصناعة النشر في الكويت ستستمر بدعم صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد.

وأضاف: «لا يفوتني أن أتقدم بالعزاء في رحيل المغفور بإذن الله سمو الشيخ صباح الأحمد، أمير الإنسانية وعميد الدبلوماسية، الذي ترك إنجازات خالدة للكويت وللمنطقة، إنه ترك إرثًا نفخر به، وأتمنى السداد والتوفيق لسمو الشيخ نواف الأحمد، الذي تصدى لحمل المسؤولية، وهذا ليس غريبا عليه، فهو أحد الذين واجهوا المحن وعبروا بسفينة الكويت إلى برّ الأمان، وبالتأكيد سيكمل مسيرة دعم الثقافة وصناعة النشر».

وأكد أن سموه سيبذل غاية جهده وكل ما في بوسعه حفاظًا على رفعة الكويت وعزتها، وهذا معروف عن أسرة الخير الكرام، فمسيرتهم متصلة، وهم خير من يدعم الثقافة والتنوير والفكر وصناعة النشر.

وقال الشاعر دخيل الخليفة: «بدون شك الكويت متقدمة في دستورها وتجربتها الديمقراطية على كثير من الدول، وأتمنى فعلاً إزالة كل ما يعترض حرية التعبير، وما أقرته السلطتان التشريعية والتنفيذية من قوانين بهذا الشأن، وأن يتطور وعي المجتمع ليدرك أن التجربة الديمقراطية هي مكسبه الحقيقي، وأن يعي أن مخرجات الانتخابات النيابية تمثل وعيه أمام الآخرين».

وأضاف الخليفة «وأتطلع فعلاً إلى أن يكون العهد الجديد بقيادة سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد مكملاً لمسيرة الخير، وأن ينهي أبرز القضايا التي تعوق تطور البلاد، كما أتمنى تنويع مصادر الاقتصاد، والتركيز على تنمية الفرد الكويتي عبر تطوير عملية التعليم، وتطوير الدوائر الحكومية، والقضاء على البيروقراطية، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وإلغاء أي تمايز بين مواطن وآخر عبر قوانين فاعلة».

وأعرب عن أمله أن «يشمل البرنامج الحكومي ما يؤكد الاهتمام بالشأن الثقافي؛ لأن الثقافة منطلق لكل تطور يمكن أن تشهده البلاد، ولعل حقبة السبعينيات خير دليل على هذا».

وعي وفهم عميق

ومن جانبها، قالت د. سعاد العنزي: «يقول المفكر المصري نصر حامد أبوزيد: (الثقافة تعني تحول الكائن من مجرد الوجود الطبيعي إلى الوعي بهذا الوجود)، ومن المهم في الفترة المقبلة أن تكون لدينا حالة وعي اجتماعي بوجودنا وكياننا وأهمية تطور الهوية الاجتماعية بالحفاظ على مكتسبات الماضي، وطرح قيم ومفاهيم جديدة ودعمها إعلاميا من أجل الوصول إلى فهم عميق للهوية الفردية والاجتماعية والبعد عن الهوية الاستهلاكية، والوعي بخطورتها وتدميرها للإنسان الكويتي».

وأضافت العنزي أن «المجتمع الكويتي يعاني اليوم حالة من الكراهية للجد والاجتهاد وبذل السبل من أجل تطوير الذات، ومحاربة العلم والثقافة، لأن أفراد المجتمع كما يقول مؤلف رواية (فهرنهايت 451) راي برادبري: (يكرهون الكتب ويخافون منها، والكتب تكشف المسام في وجه الحياة. الناس المرتاحون لا يريدون إلا وجوه قمر شمعية بلا مسام وبلا شعر وبلا تعابير)».

وأكدت «أننا أصبحنا مجتمعا يبتعد عن ممارسة النقد الذاتي والقراءة التي تجعلنا نتعرف على ذواتنا بشكل جيد»، مقترحة «أن تقوم الدولة ببرامج مكثفة حول تنشيط القراءة والثقافة وأهميتها في بناء المجتمعات، وتفكيك النظرة الاجتماعية المغلوطة لدور المثقف في المجتمع».

وأعربت عن أملها أن «تُعطى المرأة اهتماما أكبر في المبادرات الاجتماعية والثقافية ليس حضورا ومشاركة فحسب، بل من ناحية الموضوعات والنقاشات المطروحة».

ودعت إلى طرح قيم الاختلاف وقبول الآخر على المستوى السياسي والديني والاجتماعي في الشأن اليومي والمعيشي أكثر من كونها خطابات وشعارات سياسية وتعليمية فقط، «وباختصار، نحن لسنا بحاجة إلى نهضة عمرانية ومادية، بل نحن اليوم في أشد الحاجة إلى إعادة إحياء الجانب الإنساني، وإيقاظ بصيرة المعرفة، بدلا من حالة العمى الثقافي والإنساني والانسلاخ القيمي التي نعيشها اليوم».

الأدب الكويتي

من جهته، قال الروائي عبدالله البصيص: «أتطلع أن يكون الاهتمام بالأدب الكويتي منطلقا من قناعة أنه مكون فاعل في ترقية المجتمع ويعبر عن هويتنا الوطنية أمام العالم كمنتج وطني إبداعي، ولنا الحق أن تبذل حكومتنا المزيد من الاهتمام بالأدب الكويتي وقوته الصاعدة، وتفرد له مساحة واسعة من التقدير».

التنمية الداخلية

بدوره ، قال مؤسس دار «نوفا بلس» للنشر والتوزيع، الروائي عبدالوهاب السيد الرفاعي: «في عهد الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، تعطلت التنمية لدرجة كبيرة بسبب الهموم الخارجية، ووقتها كانت توجد أمور أهم مثل الغزو، وإعادة الإعمار، وبعدها حرب العراق، فكان الهاجس الأمني أهم بكثير من التنمية داخليا، وكان تركيز الشيخ جابر على ذلك الأمر، أما في عهد الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، فكنت دائما أردد، الله يعينه على المسؤولية، لأن اهتماماته كانت منصبة على التنمية الداخلية، وفعلا مثلما عهدناه وتوقعنا منه، أمر بخطة التنمية وتابعها بنفسه، غير المشاريع التي أنشأها الديوان الأميري بتوجيهات منه، ورأينا في زمنه مشاريع مختلفة».

وأضاف الرفاعي «والآن في عهد سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد لدي أيضا هذا التوقع وعندي هذه الأمنيات، أن يستمر في متابعة خطة التنمية، كما صرح سموه أنه سيشرف على ملفات الفساد بنفسه»، لافتا إلى أن «الرياضة في الكويت معطلة بسبب الصراعات الداخلية التي قتلت الرياضة، وأتمنى من سمو الأمير أن يكون متابعا لهذا الأمر».

مبادرات ومسابقات

من ناحيته، قال المدير العام لـ «بلاتينيوم بوك للنشر والتوزيع» جاسم أشكناني: «أتمنى التوفيق والسداد لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وأتمنى أن تدشن مرحلته بمزيد من التقدم والازدهار في كل المجالات وعلى وجه الخصوص الثقافية، ونتمنى أن نشهد المزيد من الحريات، والانفتاح، والدعم للثقافة والمثقفين والكتب على وجه التحديد، ونتمنى أن نرى مبادرات ومسابقات متعددة، وأن يكون هناك مكتبة في كل ركن في الكويت، وتسهيل الإجراءات لإنشاء مكتبة تجارية، ودعم تراخيص المكتبات، وتسهيل العملية على الناشرين وأصحاب المكتبات، ليساهموا مع بقية المواطنين والمقيمين في نهضة المجتمع، وفي تكوين الدولة الحديثة، لأن ذلك مرتبط ببناء الإنسان».

قطاع التعليم

أما الباحث فهد العبدالجليل فقال: «أرى أنه يجب أن تعدل المناهج الدراسية لتواكب التطور الذي وصل إليه المجتمع خلال السنوات الأخيرة، وكذلك الاستثمار في قطاع التعليم الافضل لأنه يلامس حاجات الشباب، ويساهم في بناء المستقبل القائم على العلم والمعرفة في مجالات عدة، مما ينعكس بالنفع على مجتمعاتنا بالتقدم الاقتصادي والثقافي».

وأضاف العبدالجليل: «ويجب أن نقتدي بتجارب الدول الأخرى، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة التي خصصت هذا العام ليكون عاما للقراءة، وأيضا تخصيص شهر مارس من كل عام ليكون شهرا للقراءة».

واقترح أن تكون هناك لجنة خاصة من لجان مجلس الأمة تختص برفع المستوى الثقافي في الكويت، والتواصل مع المثقفين وأخذ آرائهم، لأن الأمم تنهض بالثقافة.