أسفرت التحذيرات التي أطلقها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بإغلاق السفارة الأميركية في بغداد، إذا استمرت الميليشيات المدعومة من إيران في استهداف السفارة، عن منح رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي صلابة داخلية.

وبمواجهة جبهة داخلية عريضة، ضمت المرجعية الدينية بالنجف وهيئة "الحشد الشعبي" وتحالف "الفتح"، وإصدار تلك الجبهة بيانات تندد بالهجمات على المقرات الدبلوماسية والمنطقة الخضراء حيث تقع السفارة الأميركية، وجدت أغلب الفصائل العراقية المتشددة المدعومة من طهران نفسها معزولة. كما خيمت أجواء مشحونة على مباحثات وفود إيرانية وعراقية ببغداد وطهران أمس، وسط جهود مكثفة تبذلها حكومة الكاظمي لمنع انزلاق الوضع في بغداد إلى مواجهة مفتوحة بين إيران والولايات المتحدة أو وقوع اقتتال عراقي.

Ad

وخفضت الجمهورية الإسلامية مستوى التمثيل بوفد عسكري زار بغداد للقاء وزير الدفاع جمعة عناد، بالتزامن مع شن المسؤولين الإيرانيين هجوماً لاذعاً على الوجود الأميركي بالعراق خلال مباحثاتهم مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الموجود في طهران منذ أمس الأول.

ورغم تأكيد الرئيس حسن روحاني أن بلاده لم تسع مطلقاً للتدخل بالشأن العراقي، فإنه شدد على أن إخراج القوات الأميركية من المنطقة ضرورة تقع على عاتق الدول التي توجد بها، مشيداً بقرار البرلمان العراقي المطالب بذلك.

كما شدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني على أن "الحد الأدنى من العقوبة بحق من يقف وراء جريمة مقتل سليماني هو خروج الأميركيين من المنطقة، خصوصاً العراق".

وغداة معارضة "حزب الله" وحركة "النجباء" وفصيل منشق عن "جيش المهدي" لمبادرة زعيم تحالف "سائرون" مقتدى الصدر بتشكيل لجنة للتحقيق في الهجمات على المؤسسات الدبلوماسية، شدد الأخير على أن العراق لن يتحول إلى "مستعمرة أجنبية لا شرقية ولا غربية".

وتقاطعت الأجواء المشحونة مع تنديد تحالف "النصر" العراقي بمهاجمة صحيفة المرشد الإيراني علي خامنئي لدعوة المرجع الأعلى بالنجف السيد علي السيستاني الأمم المتحدة لمراقبة الانتخابات العراقية.

في غضون ذلك، كشف مصدر مطلع، لـ "الجريدة"، تفاصيل جديدة عن "تهديدات بومبيو" بتوجيه رد قوي يشمل تصفية زعماء الميليشيات وقصف 120 موقعاً بعضها داخل إيران في حال أسفرت الهجمات على المصالح الأميركية في العراق عن سقوط قتلى أميركيين.

وذكر المصدر أن قائد "فيلق القدس" إسماعيل قآني دخل العراق عبر منفذ بري للمشاركة في مسيرات أربعين الإمام الحسين بكربلاء، لافتاً إلى أنه طلب الإذن من المرشد للظهور علانية من أجل إعطاء رسالة تحدٍّ بوجود إيران حتى إن وصل الأمر إلى قيام واشنطن بقتله.