يُعَد الفنان والمخرج محمد سليمان من الجيل الثاني في فرقة المسرح العربي، بعد جيل الرواد عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وخالد النفيسي وغانم الصالح، وعلى الرغم من مسيرته الطويلة التي قدم خلالها مجموعة من المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية، بالإضافة إلى توليه المناصب الإدارية، فإنه لم يُخرج في العقدين الماضيين سوى ثلاثة أعمال مسرحية حصدت جميعها الجوائز، ويجهز الآن لإخراج مسرحيته الرابعة "المصعد"، بعد انتهاء أزمة كورونا، التي أوقفت كل الأنشطة المسرحية.

وبسؤاله عن هذا الغياب الطويل مسرحيا رد سليمان، أنه يعتبر نفسه من محبي المسرح، ويعمل فيه بروح الهواية، رغم أنه درس في معهد التمثيل، وأنه تمسك بنصيحة الراحل زكي طليمات أن يظل هاويا للمسرح، لافتا إلى أن أول عمل مسرحي قدمه مع طليمات، الذي تعلم منه طريقة الإلقاء والأداء، كانت مسرحية "قيس وليلي" لأمير الشعراء أحمد شوقي، مع فؤاد الشطي، وحمد ناصر، وعبدالمجيد قاسم "عوعو".

Ad

وأشار إلى أن هناك أجيالا جديدة من الشباب الأكاديميين أثبتوا وجودهم، ويتمتعون بالموهبة، فيجب تشجيعهم وترك الفرصة لهم، لكي يعبروا عن جيلهم بطريقتهم وأسلوبهم.

وأوضح أنه يعمل على مسرحيته الجديدة "المصعد" منذ أكثر من عامين، وهي مستوحاة من مسرحية "فندق العلمين" للكاتب الفرنسي إيريك إيمانويل شميت، لافتا إلى أنه أخذ منها الإطار العام فقط، وعمل على إعدادها بشكل يتناسب مع البيئة المحلية الكويتية، ووضعها في قالب فنتازي ساخر يناقش قضايا محلية اجتماعية، متطرقا إلى أغوار النفس البشرية، وما يعتريها من تقلبات وأزمات في زمن العولمة وضياع الهوية.

حصد الجوائز

وعن سر حصد أعماله القليلة الجوائز، قال سليمان، إنه لا يتعجل ظهور أعماله، ويطبخها على نار هادئة، ولا يتوقف عن التعديل والتبديل حتى يرضى عنها تماما، ثم يتصدى لإخراجها بعد اختيار فريق العمل بدقة، مشيرا إلى أن مسرحيته "العامود" من تأليف أسامة الشطي تجمع بين الواقعية والرومانسية، من بطولة الراحل كنعان حمد، وباسمة حمادة، وحصلت على جائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان الكويت المسرحي، وأفضل نص مسرحي، وحققت أيضا العديد من الجوائز في مهرجان الأردن المسرحي.

وأضاف أن مسرحيته "ومن الحب ما قتل" فازت بجائزة أفضل ممثل، وفاز بها الفنان حسن البلام، أما مسرحيته "خادمة مع التحية" فحققت جائزة أفضل ممثل دور ثان، مؤكدا أن أعماله لم تخرج من مهرجان الكويت المسرحي إلا بالجوائز، وأنه يستعين دائما بالصديق الفنان فاضل الدمخي كمخرج مساعد.

وحول أسباب ابتعاده عن الدراما الكويتية، أوضح سليمان أن الدراما التلفزيونية الآن تعتمد على العناصر النسائية أكثر من الرجال في كثير من الأحيان، وهذا الأمر ليس في الكويت فقط بل على مستوى العالم العربي.