قد تكون تجربة التعليم عن بعد في المجال التعليمي جديدة علينا، ولكنا خضنا قبلها وبدون أن نشعر تجربة تعليم عن بعد أخرى في مواقع التواصل، وخصوصاً في المجال السياسي والاجتماعي والوطني أيضا، في "توتير" مثلا نحن نمارس تعليما عن بعد كل يوم وفق مناهج كثيرة مطروحة علينا محليا وخارجيا، فنناقش ونحاور ونعترض ونقول رأينا في كل منهج نراه أمامنا في التايم لاين.

وهناك كذلك اختبارات قصيرة تجري لنا كل فترة تخوض فيها مصداقيتنا وفهمنا أسئلة متنوعة تضمها اختبارات المواقف المختلفة، وأصعب الاختبارات القادمة التي تلوح في الأفق هي اختبار شهر نوفمبر القادم، حيث توزع علينا أوراق التصويت لنجيب عن أسئلة سهلة وممتنعة شرحتها مناهج سياسية واقتصادية واجتماعية درسناها طوال ٤ سنوات في "توتير"، وعلامة الصح التي سنضعها حول الأسماء ستختزل فهمنا واستيعابنا لكل ما درسناه يوميا عن بعد من شاشات الأجهزة.

Ad

وإجابتنا حينها ستحدد هل نحن راضون أم غير راضين عن وضعنا الاقتصادي والاجتماعي؟ وهل نحن راضون عن تشريعات معينة أم نريد تعديلها بما يتناسب مع مواد دستورنا؟ وهل كلامنا في "توتير" حديث ليل هاشتاقي يمحوه نهار الصناديق؟! وهل طموحنا للتغيير يتناسب مع إرادتنا المتغيرة؟ وهل المرشح فلان هو السلم المناسب الذي سيصعده حلمنا ليصل إلى قمة الواقع؟ أم أنه مجرد برشامة نخفيها في عقلنا الباطن لنغش بها أنفسنا ومجتمعنا؟ وهل علان هو الرجل المناسب على الكرسي الأخضر المناسب، أم أنه مناسب فقط لكرسي آخر يقبع في عقلنا اللاواعي تحت مسمى كرسي القبيلة والطائفة؟!

كل هذه الأسئلة سيتضمنها اختبار نوفمبر وكلها أسئلة شملها المنتج التويتري طوال ٤ سنوات ولا أعتقد أن أحدا سيعجز عن إجابتها، إلا إذا كان لا يريد ذلك، أو كان فهمه ميتا إكلينيكيا، ويرقد على سرير فالج لا تعالج!