بينما تريدُ سويسرا التي خاضت آخر حرب خارجيّة منذ أكثر من 200 عام والتي ليس لديها أعداء واضحون، إنفاق المليارات لشراء ما يصل إلى 40 طائرة مقاتلة جديدة بحلول عام 2030، سيتعيّن على السويسريين الاقتراع في استفتاء مقرّر 27 الجاري، ليقرّروا ما إذا كانوا يقبلون أم يعارضون أمر شراء المقاتلات.

وخلال العام الحالي، وافقت غالبية النواب في البرلمان السويسري على حزمة ائتمان بقيمة 6 مليارات فرنك سويسري (6.6 مليارات دولار) لشراء الطائرات في 2030.

Ad

ومع هذا، فإنّ الموافقة على التمويل في الاستفتاء الملزم ستتيح للحكومة اتخاذ القرار العام المقبل بين "يوروفايتر" من "إيرباص" الفرنسية، و"رافال" من "داسو" الفرنسية أيضاً، و"سوبر هورنيت F A-18 " من "بوينغ" الاميركية، أو"F35-A Lightning II" من "لوكهيد مارتن" الاميركية.

وستحل الطائرات الجديدة محل أسطول سويسرا القديم المكون من 30 طائرة من طراز "F A-18 هورنيت" والتي ستخرج عن الخدمة عام 2030.

ويعارض الكثيرون هذه الفكرة، معتبرين أنّ "الدولة المحايدة لا تستطيع تحمّل تكاليف الطائرات الحربية المتطورة، ولا تحتاج إليها للدفاع عن منطقة جبال الألب التي يمكن لطائرة أسرع من الصوت عبورها في غضون 10 دقائق".

ومع ذلك، يقول المعارضون إنّ "الطائرات الجديدة غير ضرورية وهي تبديد للموارد، ويجادلون بأنه من الأفضل استخدام الأموال المرصودة لعملية الشراء، بالإغاثة في حالات الكوارث أو في مجال الصحة أو في مشاريع من أجل المناخ أو وسائل النقل العام أو معاشات الشيخوخة أو التعليم".

كذلك، يرى هؤلاء أن "سويسرا يمكن أن تسيطر على مجالها الجوي بطائرات نفاثة أرخص، الأمر الذي سيكون أيضاً أقل ضرراً على البيئة".

وفي هذا الإطار، تساءلت عضوة البرلمان عن "حزب الديمقراطيين الاشتراكيين" اليساريين بريسكا سيلر غراف: "من هو عدونا، من الذي يهاجم دولة صغيرة مُحايدة محاطة بحلف شمال الأطلسي؟"، مضيفة: "إنه أمرٌ سخيف حقاً".

وقالت غراف إن "البدائل الأرخص، مثل النسخة المقاتلة من طائرة التدريب Leonardo’s M346 trainer، تقدم قيمة أفضل من الطائرات باهظة الثمن"، مضيفة: "نحن بحاجة إلى طائرات جديدة، وهذا أمر لا جدال فيه، لكن شراء طائرات أبسط سيكون كافياً. سيكون من الأفضل أن يكون لديك سيارة فيات من سيارة مازيراتي".

بدوره، اعتبر النائب توماس هورتر من "حزب الشعب السويسري" اليميني أن "على سويسرا حماية نفسها من دون الاعتماد على دول أخرى"، مضيفا: "إذا لم نستبدل هذه الطائرات القديمة، فهذا يعني أنه ليس لدينا قوة جوية، ولا توجد حماية بعد الآن".

ولفت إلى أن "الطائرات الصغيرة لا تستطيع الطيران عالياً بدرجة كافية، أو لديها القدرة اللازمة للاستجابة بسرعة لحالات الطوارئ". وأردف: "لا نعرف ما الذي سيحدث في الـ50 سنة القادمة. يجب أن يكون رجال الإطفاء جاهزين عندما يكون هناك منزل محترق، وإلا فقد يفوت الأوان".