قبل توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يسمح بفرض عقوبات على الأطراف غير الأميركية التي تتعامل مع إيران، حذر المرشد الإيراني علي خامنئي من أن "العدوان على بلاده مكلف".

وقال خامنئي، في كلمة بمناسبة ذكرى الحرب الإيرانية العراقية، في ثمانينيات القرن الماضي، إن "حرب الأعوام الثمانية أظهرت تصميم الجمهورية الإسلامية على الدفاع عن نفسها ضد أعدائها"، دون التطرق مباشرة إلى التوتر الراهن بين بلاده والولايات المتحدة، مشددا على أن "الدفاع المقدس ضد الدكتاتور العراقي صدام حسين أظهر أن العدوان على هذا البلد مكلف، وهذا ما يمنح إيران الأمان".

Ad

واعتبر أن الدكتاتور العراقي الراحل صدام حسين كان أداة للدول التي دعمته خلال الحرب، لاسيما الغربية منها، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي تعتبرها إيران بمنزلة "الشيطان الأكبر"، متابعا: "لقد حرمنا الغرب من أبسط الإمكانات حتى المعدات والأسلحة الخفيفة، وفي المقابل أعطوا الجانب الآخر كل شيء"، وأضاف: "لقد منحوا صدام حتى السلاح الكيميائي الذي استخدمه ضد شعبنا وضد شعبه في حلبجة".

في موازاة ذلك، قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه إن الولايات المتحدة تشن حربا ضد إيران بفرضها عقوبات على صادراتها من النفط الخام، مضيفا: "اليوم لا تزال إيران تخوض حربا. لقد شنت أميركا حربا على إيران من دون إراقة دماء"، ودعا منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" إلى رفض استخدام النفط كأداة سياسية لفرض العقوبات والضغط على الدول المنتجة.

أمر ترامب

وجاء ذلك في وقت يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإصدار أمر تنفيذي يسمح بفرض عقوبات على الأطراف غير الأميركية التي تتعامل مع إيران، بعد أيام من إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تفعيل آلية "سناباك"، وإعادة جميع العقوبات الأممية التي كانت مفروضة على طهران قبل توقيعها الاتفاق النووي عام 2015.

وكانت واشنطن أكدت، أمس الأول، أن الجمهورية الإسلامية تمتلك مواد تمكنها من صناعة قنبلة نووية نهاية العام.

وكشف مسؤول أميركي كبير أن واشنطن ستفرض عقوبات على أكثر من 24 شخصا وكيانا شاركوا في البرامج النووية والصاروخية والأسلحة التقليدية الإيرانية، مضيفا ان واشنطن تعتقد أن إيران ربما تملك مواد انشطارية تكفي لصنع قنبلة نووية بحلول نهاية العام، وأشار إلى أن إيران وكوريا الشمالية استأنفتا التعاون بشأن مشروع الصواريخ بعيدة المدى.

وقوبلت الخطوة الأميركية بانتقادات واسعة، لاسيما من روسيا والدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي، والتي رأت أن "تفعيل واشنطن سناباك لا يستند لأساس قانوني، لاسيما أن إدارة ترامب انسحبت بشكل أحادي من الاتفاق عام 2018، وأعادت فرض عقوبات مشددة على طهران.

وأمس، اعتبر مبعوث الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون أن إعلان الولايات المتحدة عودة العقوبات الدولية على إيران "غير شرعي وباطل"، مؤكدا أن بلاده ملتزمة باتفاق 2015، وستبذل جهودا حثيثة من أجل إيجاد حل سياسي للمسألة النووية الإيرانية.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيزور موسكو بعد غد.

في السياق، دعا وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، أمس، إيران إلى تنفيذ جميع التزاماتها والتعاون الكامل مع الوكالة لمعالجة الإشكالات المتعلقة بأنشطتها النووية.

وقال الوزير الإماراتي، أمام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن سياسة بلاده النووية شفافة، بعدما افتتحت أول معمل للطاقة النووية هو الأول في المنطقة.

في شأن منفصل، كشف تقرير، نشر أمس، شن قراصنة تابعين للنظام الإيراني هجمات سيبرانية مكثفة ضد نشطاء معارضين للنظام من الأقلية الاذرية، تستهدف أجهزة الحاسوب والجوال والمواقع الإلكترونية الخاصة بهم.

إلى ذلك، حذر قائد منظومة الدفاعات الجوية في سلاح الجو الإسرائيلي العميد ران حوخاف كوتشاف من احتمال إقدام إيران على مهاجمة أهداف داخل إسرائيل، على غرار الهجوم الذي استهدف منشأتين كبيرتين للنفط في السعودية عام 2019.