ارتفعت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، أمس، مع بدء واشنطن إعادة تفعيل جميع العقوبات الأممية التي كانت مفروضة على طهران قبل توقيعها الاتفاق النووي عام 2015 تحت البند السابع الذي يتيح استخدام القوة لتطبيقها.

وحذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي أعلنت بلاده إعادة العقوبات من جانب واحد في ظل معارضة أوروبية وروسية وصينية للخطوة، «الدول التي ستتهاون» من عواقب عدم الالتزام، مؤكداً أن واشنطن ستعلن إجراءات جديدة خلال الأيام المقبلة لتعزيز العقوبات الأممية على طهران ومحاسبة منتهكيها.

Ad

وكتب بومبيو على «تويتر»، أمس: «إذا أخفقت الدول في القيام بواجباتها بتطبيق العقوبات، فإن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام سلطاتها الداخلية لفرض عواقب على الجهات التي تقف وراء هذه الإخفاقات، وضمان ألا تجني إيران مكاسب من هذا النشاط المحظور من قبل الأمم المتحدة».

وتعهد الوزير باستمرار حملة إدارة الرئيس دونالد ترامب للضغوط القصوى على النظام الإيراني، وبالتنسيق مع حلفاء واشنطن، حتى توقيع اتفاق شامل، يكبح تهديداتها النووية، و«نشر الفوضى والعنف وسفك الدماء».

وتسبب إعلان دخول العقوبات حيز التنفيذ في تراجع الريال الإيراني إلى مستوى قياسي منخفض مقابل الدولار الأميركي. وعرض الدولار، في السوق غير الرسمية، بسعر يصل إلى 273 ألف ريال، مقارنة بـ 267 ألفاً و800 ريال أمس الأول.

ونددت السلطات الإيرانية بالخطوة الأميركية، داعية باقي دول العالم للوقوف صفاً واحداً في مواجهة «تحرّكات واشنطن المتهورة وغير القانونية».

وبشأن إمكانية قيام واشنطن بتفتيش السفن والطائرات الإيرانية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد زادة إن «طهران سترد بحزم على أي إجراء ينتهك سيادتها والقوانين الدولية».

ولاحقاً، ذكر الرئيس ​حسن روحاني​ أن «​أميركا​ واجهت هزيمة وعزلة، وقوبلت برد فعل سلبي من المجتمع الدولي في مسعاها لإعادة فرض العقوبات»، مضيفاً أن «إيران لن تخضع أبداً للمطالب الأميركية غير المشروعة. ونقول دوماً إن هناك طريقة واحدة فقط للتعامل مع الأمة الإيرانية، وهي التحدث إليها بلغة الاحترام».

وحذر روحاني من رد «إيراني حاسم» إذا «استمرت الولايات المتحدة في بلطجتها وقامت بخطوات عملية» فيما يتعلق بإعادة فرض العقوبات الأممية.

وعلى وقع انتشار عسكري أميركي مدعوم بحضور حاملة طائرات ومجموعة بحرية ضاربة بمياه الخليج، هدد القائد العام لـ«الحرس الثوري» حسن سلامي باحتلال وتدمير القواعد الأميركية في المنطقة، لكنه استبعد نشوب معركة، ورأى أن الولايات المتحدة لا تملك الظروف المواتية لفرض حرب جديدة على بلاده.