(بمناسبة مرور مئة عام على إنشاء النادي الأدبي في الكويت) 1342-1442هـ

Ad

نونٌ خلت من رسمةِ التنوينِ

نورٌ بقلبِ الذِكرِ والتدوينِ*

بالحرفِ والقلمِ المجيد إشارةٌ

لتوجّهٍ وثقافةِ وسفينِ

إذ أقسم اللهُ العظيمُ بأنهِ

ما بالبشيرِ الحقِّ أيُّ جنون

بالبِرِّ جاء وبالهدى، برسالةٍ

فيها لكل الخلقِ خيرُ مَعينِ

وعلى كتاب الله، سنة حِبِّهِ

بعلوِّ بنيانٍ وحُسنِ يقينِ

ببلاغة وفصاحةٍ وتمكنٍ

ظهرت طلائعُ نهضةِ العشرينِ

أدباؤنا مسكوا اليراعَ ليكتبوا

بالحسِّ والوِجدانِ كل مبينِ

بكويتنا وعلى سواعدِ أهلِها

خرجوا بناديهِمْ إلى التكوينِ

فتلألأوا مثلَ الثريا في السما

وسقوا جفافَ ترابهم بعيونِ

ليكون منهم في البيانِ لواذعٌ

صاغوا بديعَ القولِ والمضمونِ

وعلى خطاهم قد تتابع سيرهم

بمواكبٍ جاءت بكل ثمينِ

منهم سأذكرُ، لا مجالَ لحصرهم

أسماءَ ترفعُ هامَ كلِّ فطينِ

(صقرُ الشبيبِ) كما المعري شاعرٌ

قهرَ الظلامَ الصعبَ عبر سنينِ

و(العسكرُ) المحزونُ دوّنَ شاكياً

تُحَفَ القصيدِ بعَبرةِ المغبونِ

(محمودُ شوقي) لم تزل أبياتُهُ

بجمالها في روضةٍ وغصونِ

و(الفايزُ) البحّارُ من أسفارِهِ

جلبَ اللآلئَ، لم يكن بضنينِ

(خالد سعود الزيد) سائلَ نفسَه

عن طائهم، ما شأنُها، والسينِ

(سقافُ أحمدَ) بالعروبة قد سما

وأتى بشعرٍ راجحٍ ومتينِ

(سبتيُّ) ناجى ذكرياتِ ربابِهِ

بحديثِ نفسٍ تائقٍ مشجونِ

شعراءُ بزوا غيرَهم بكفاءةٍ

في كل ساحٍ ماجدٍ ورزينٍ

حتى أتينا اليومَ نشهدُ جمعنا

من بعد قرن حافلٍ بمكينِ

صلى عليك اللهُ يا خيرَ الورى

يا مَن ملكتَ قلوبَنا باللينِ

يا سيد الأدباءِ إذ أوتيتَ من

دُررِ الكلامِ جوامعَ المكنونِ

كرّمتَ كعباً* إذ هداكَ قصيدةً

فيها الثناءُ لقدركَ الميمونِ

فمنحته أسمى وسامٍ خالدٍ

هي بردةُ المحمودِ والمأمونِ

يا طيب الكلمات في كل الدُنا

واسيتَ بائسنا بهذا الدينِ

يا رحمةً للعالمينَ ونعمةً

عُظمى بقولٍ صادقٍ وأمينِ

لا ليس شعراً، إنما عن خالقٍ

سبحان من برأ الورى من طينِ

صلى عليك اللهُ ما روضٌ زها

أو خُطَّ شعرٌ ماتعٌ بيمينِ

* (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُون)

* ك