بعد تداول أخبار متضاربة حول اتصال عاصف تخللته إهانات لاذعة بين الرئيس الأسبق محمد خاتمي، والرئيس الحالي حسن روحاني، وإقرار المنسق المستقيل للإصلاحيين موسوي لاري، بصحة الحدث مع الحرص على نفي أن يكون الحوار قد تخلله شتائم وإهانات من قبل الأول للثاني، أكد مقرب من الرئيس الأسبق، لـ«الجريدة» أن خاتمي، المعروف بلباقته، أجرى المكالمة بحضور عدد من كبار الشخصيات في التيار الإصلاحي، وخرج عن الأطر التقليدية خلال حديثه مع روحاني «بسبب قيامه بتخريب كل جهود الإصلاحيين للعودة إلى القوة».

وقال المصدر إن خاتمي فقد أعصابه، ووجه سيلا من الشتائم الركيكة إلى روحاني وحكومته، بعد أن تبرأ الأخير من الإصلاحيين، واعتبر أنه وصل إلى السلطة بجهوده الخاصة وبجهود مناصريه، وليس مديوناً لهم لكي يحق لهم استجوابه.

Ad

وبحسب المصدر، فإن روحاني ألقى باللوم على المرشد الأعلى علي خامنئي، مؤكداً أن كل ما يحدث نتيجة قراراته، وإذا ما كانت البلاد تواجه الانهيار والنظام يمكن أن يسقط فإن الأمر يعود برمته للأول، لأنه لا يمكنه الوقوف بوجهه أو بوجه «الحرس الثوري».

ودافع روحاني عن نفسه بالتأكيد أنه فعل كل ما يمكن فعله لإنقاذ البلاد، لافتا إلى أنه تقدم في ولاية الرئاسية الثانية بـ3 استقالات إلى المرشد، لكنه رفض وفرض عليه الاستمرار رغم أنه أبلغه أنه لا يمكنه إدارة الحكومة بتلك الظروف.

وأضاف المصدر أن روحاني أكد لخاتمي انه تحدى مجلس «الشورى الإسلامي»، الذي سماه «مجلس الحرس الثوري»، في إشارة إلى خضوعه لسطوة المؤسسة العسكرية بعد هيمنة التيار المتشدد عليه. وقال روحاني إنه تعلل بجائحة «كورونا» للإفلات من طلب المجلس استجوابه، ودعاه إلى إقالته «ليرتاح من المسؤولية»، لكن مكتب المرشد أمر النواب بعدم متابعة الاستجواب. وأضاف أن روحاني وخاتمي اتفقا على أن الحل الوحيد لكل الأزمات والمشاكل يكمن في إنهاء الخلافات مع الولايات المتحدة، لكن العائق الوحيد يتمثل بشخص خامنئي وحاشيته من المستفيدين من العقوبات الأميركية.

وقال إن حالة من الاندهاش سادت بين الحضور بسبب خروج الحديث عن اللباقة، وبعد انتهاء المكالمة، مازح خاتمي ضيوفه ضاحكاً بالقول: «اسمعنا خامنئي ما نريد بشكل غير مباشر، فإذا كنا لا نستطيع القيام بذلك مباشرة فإننا (خاتمي وروحاني) على ثقة من أن جواسيس مكتبه قاموا بتسجيل الحوار وسيرسلون الشريط إليه».