صرح أولي هانسن رئيس استراتيجية السلع لدى «ساكسو بنك»، أن دول الخليج تواجه صعوبات في موازنة اقتصاداتها خلال الفترة الحالية بسبب الضغوط التي تشهدها أسعار النفط وتوقعات بعدم انتعاش سعر البرميل فوق 50 دولاراً قبل نهاية العام الحالي على أقرب تقدير.

وفي حديثه خلال إحاطة صحافية عبر الإنترنت استضافها «ساكسو بنك» أمس أوضح هانسن أن هناك عدة عوامل تؤدي إلى بقاء سعر النفط دون عتبة 50 دولاراً للبرميل حتى 2021، ويعود ذلك إلى تعثر الطلب العالمي على النفط بسبب القيود على حركة السفر التي فرضتها جائحة «كوفيد-19»، والتزايد المتسارع بمخزون النفط في مرافق التخزين، وتخفيض السعودية لسعر صادراتها النفطية. وقال هانسن: «شهدت أسعار النفط الخام استقراراً نسبياً عند 40 دولاراً تقريباً منذ شهر يونيو، لكن هناك مؤشرات في بيانات السوق الفعلي على وجود مخاطر ناشئة، إذ إن هوامش أرباح تكرير النفط الضعيفة، الناتجة بشكلٍ أساسي عن زيادة الديزل ووقود الطائرات غير المرغوب، ستؤدي إلى امتلاء مرافق التخزين بسرعة كبيرة».

Ad

وفي الوقت نفسه، خفضت السعودية أسعار المبيع الرسمية لصادراتها إلى آسيا، مما عزز الاعتقاد بتعثر انتعاش الطلب العالمي في تزايد جديد لأعداد المصابين بمرض «كوفيد-19» في مختلف أنحاء العالم.

وقد يكون تخفيض السعودية لأسعار المبيع محاولة لتشجيع الصين على استيراد النفط، إذ تزداد المنافسة على هذا العميل المهم مع تباطؤ مستويات الطلب العالمي.

ويأتي ذلك عقب انخفاض في واردات الصين من النفط الخام المنقولة بحراً في أغسطس بنسبة 5.4 في المئة على مقارنة بالشهر السابق، لتصل إلى 11.3 مليون برميل في اليوم، ولا تزال أكثر من العام الماضي بنسبة 13 في المئة.

وذكر هانسن أن من غير المتوقع حصول عمليات بيع جديدة للنفط الخام، لكن علينا قبول حقيقة أن جائحة «كوفيد-19» والقلق من عدم توفر لقاح قد يؤخر انتعاش السعر إلى 50 دولاراً وأكثر حتى العام القادم.

وتابع: «سيفرض تباطؤ انتعاش أسعار النفط تحديات على الدول الأعضاء في منظمة «أوبك +»، التي رفعت سقف إنتاجها قبل انتعاش الطلب بما يكفي لاستيعاب هذا الإنتاج الإضافي. ويفرض التأثير طويل المدى لانخفاض أسعار النفط والتأثير السلبي لجائحة «كوفيد-19» على السياحة العالمية تحديات على اقتصاد الإمارات العربية المتحدة وغيرها من دول الخليج.

ويتطلع أعضاء منظمة «أوبك» إلى انتعاش الأسعار وذلك لأن سعر 40 دولاراً للبرميل يعتبر تقريباً نصف السعر الذي يحتاجه العديد من أعضاء المنظمة، بما فيهم السعودية، للمحافظة على توازن ميزانياتهم.

ويتوقع هانسن أن تبقى مشكلة الطلب العالمي للطاقة على أجندة حكومات المنطقة فترة من الوقت، بسبب عدم وجود توقعات واضحة لقطاع الطاقة حتى مع إيجاد لقاح يضع حداً للجائحة.