أكد مصدر دبلوماسي أوروبي بطهران، لـ«الجريدة»، أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كان مقرراً أن يقوم بزيارة مكوكية لألمانيا وفرنسا وبريطانيا ثم إيطاليا وإسبانيا لبحث مواجهة تحركات الولايات المتحدة الرامية لتفعيل «آلية الزناد» في الاتفاق النووي والتهديدات بوضع عقوبات على أي دولة لا تلتزم بالقرار الأميركي الهادف إلى إعادة جميع العقوبات، لكن بعد إعدام المصارع نويد أفكاري تم إبلاغه أن الدول الأوروبية تريد إدراج موضوع حقوق الإنسان بجدول المباحثات.

وأضاف المصدر أن برلين، التي تسلمت الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أقنعت كل الدول التي كان ظريف يريد زيارتها باتخاذ موقف موحد والإصرار على أن تكون حقوق الإنسان على جدول المباحثات ومطالبة الوزير بتوضيح حول تسريع طهران إعدام المصارع الذي اتهم بقتل حارس أمن خلال احتجاجات على تردي الأوضاع المعيشية في 2018.

Ad

وذكر أن الأوروبيين طالبوا طهران بأدلة إدانة المصارع لكنها رفضت وتعللت بأن الأمر يتعلق بشأن داخلي لا يحق للدول الأجنبية التدخل فيه، لافتاً إلى أن الدول الأوروبية، وبضغط من منظمات حقوق الإنسان الدولية التي أكدت أن الإعدام سياسي يهدف إلى إسكات المعارضة، أبلغت الإيرانيين أنها لن تجلس على طاولة واحدة مع حكومة تقوم بإجراءات تعسفية تشمل إعدام محتج على الظروف المعيشية.

ولفت إلى أن الأوروبيين حذروا من أن سلوك الحكومة الإيرانية بمجال حقوق الانسان قد يؤدي إلى تغيير مواقف أوروبا من النظام الإيراني وحتى بالمشاريع التي تهدف للجم الضغط الاقتصادي الأميركي للمساعدة على إبقاء الاتفاق النووي.

وذكر أن ظريف كان يعلم أنه سيواجه هجوماً شرساً من العواصم الأوروبية ومنظمات حقوق الإنسان، ولهذا فضل التحجج بجائحة «كورونا» لإعلان تأجيل الزيارة أمس.

وأمس استدعت السلطات الإيرانية السفير الألماني هانس أودو موتسِل، للتنديد بتغريدات السفارة الألمانية في طهران التي هاجمت «الإعدام الذي يهدف لتكميم الأفواه».

وأثار استعجال الإعدام، الذي نفذ السبت الماضي في شهر المحرم بالمخالفة للعرف السائد في الجمهورية الإسلامية، غضب المعارضة والمنظمات الدولية والعديد من العواصم الأوروبية والولايات المتحدة.

واتهمت المعارضة السلطات بتسريع الإعدام والدفن لقطع الطريق أمام محاولة أسرة أفكار دفع دية لأسرة القتيل، من أجل التصالح، ولإخفاء آثار تعذيب على جسده، قالت إنه تعرض له بهدف انتزاع اعتراف، تم بثه على التلفزيون الرسمي، بارتكاب الجريمة.