برزت معالم مشهد انتخابات مجلس النواب المصري، المقررة نهاية الشهر المقبل، بعد الإعلان عن قائمة وطنية موحدة يقودها حزب مستقبل وطن ومعه 15 حزبا وتنسيقية شباب الأحزاب، وكلها من المؤيدة للرئيس عبدالفتاح السيسي، في مشهد مكرر من انتخابات مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان)، التي أجريت الشهر الماضي، وسط عزوف شعبي قياسي بسبب عدم وجود منافسة بين المرشحين، الأمر الذي حذر مراقبون من تكراره في انتخابات "النواب".

وأعلن "مستقبل وطن" أسماء المرشحين على قائمته الموحدة للمنافسة على 284 مقعدا مخصصة لأربع قوائم انتخابية، بعدما عقد مؤتمرا صحافيا مساء أمس الأول لإعلان تشكيل القائمة الموحدة، وقال النائب الأول للحزب أشرف رشاد إنهم يشكلون "تحالفا انتخابيا ديمقراطيا يضم جميع التيارات السياسية"، لافتا إلى أن الاجتماع "يصعب على أهل الشر أن يتصوره".

Ad

ويحاول تحالف انتخابي آخر بمسمى "تحالف المستقلين"، بقيادة رئيس حزب المستقلين الجدد، تشكيل قائمة انتخابية منافسة، وكذلك يحاول تجمع "التيار الوطني"، بقيادة محافظة الإسكندرية السابق اللواء طارق المهدي، تشكيل قائمة ثالثة، لكن مصادر مطلعة أكدت لـ"الجريدة" أن المحاولتين تواجهان صعوبات في استكمال قائمة تضم 284 مرشحا، وفي حال فشلهما ستحصل قائمة مستقبل وطن على هذه المقاعد بأقل مجهود لعدم وجود منافسين.

في سياق منفصل، ساد الغموض حول مصير مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، إذ كان من المفترض أن تجرى جولة مفاوضات جديدة أمس، لكن حتى مثول "الجريدة" لم تظهر أي أنباء عن عقد الجلسة التي أعلنتها إثيوبيا الشهر الماضي بشكل منفرد، بعد أن أرسلت الدول الثلاث مسودات منفصلة تتضمن رؤية كل دولة لحل الأزمة إلى رئاسة الاتحاد الإفريقي المشرفة على المسار التفاوضي الحالي.

والتزمت وزارة الموارد المائية والري المصرية الصمت حتى عصر أمس، بينما صرح المتحدث باسمها محمد السباعي، مساء أمس الأول، بأن الفترة الحالية تتضمن مناقشات وتواصلا على المستويين الدبلوماسي والسياسي، لتحديد ما سيكون وسيترتب عليه خلال الفترات المقبلة.

وفي وقت تشهد علاقات أرمينيا تطورا كبيرا مع تركيا، استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وزير خارجية أرمينيا زوهراب مناتسكانيان، أمس، لمناقشة مستقبل العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حيال الملفات الإقليمية في المنطقة ومواجهة التدخلات الخارجية فيها.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي إن الرئيس السيسي شدد على حرص مصر على تعزيز آليات التعاون المشترك بين البلدين على مختلف الصعد، بينما نقل الوزير الأرميني تحيات رئيس بلاده، معربا عن اعتزاز أرمينيا بما يربطها بمصر من علاقات وثيقة في ظل وجود جالية أرمينية كبيرة فيها.

وشهد اللقاء تبادل الرؤى ووجهات النظر حيال الملفات الإقليمية بالمنطقة، بما فيها تطورات الأوضاع في ليبيا وسورية ولبنان والقضية الفلسطينية، إذ توافق الجانبان على أهمية تقويض التدخلات الخارجية في المنطقة، والتي تسعى إلى تحقيق مكاسب مباشرة لمصلحة مطامعها الخاصة ومنفعتها الذاتية على حساب أمن واستقرار ومقدرات الشعوب.

وتمتلك مصر وأرمينيا علاقات متوترة مع تركيا، ما ظهر بوضوح في المؤتمر الصحافي بين وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الأرميني، في القاهرة، أمس الأول، إذ اتهم مناتسكانيان أنقرة بالعمل على نقل المرتزقة إلى أذربيجان، في إطار دعم الأخيرة في صراعها مع أرمينيا.

ورد شكري على تصريحات مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي، بشأن العلاقات مع مصر، مؤكدا أن التواجد العسكري التركي في الأراضي السورية والعراقية والليبية والتوتر القائم في شرق المتوسط تنبئ بسياسات مزعزعة للاستقرار في المنطقة، وبالتالي ليس الأمر بما يصرح به، ولكن بأفعال وسياسات تعزز الاستقرار.