أوحت الأجواء السياسية خلال اليومين الماضين عن اتجاه لدى الرئيس المكلف مصطفى أديب لتقديم تشكيلته الحكومية إلى الرئيس اللبناني العماد ميشال عون خلال زيارته إلى قصر بعبدا أمس.

وتمحورت الأسئلة حول موقف عون من هذه التركيبة: هل يوقّعها؟ هل يرفضها أم يتريّث في تحديد خياره منها؟

Ad

غير أن المفاجأة تمثّلت في أن أديب، هو مَن تريّث فلم يقدّم أي تشكيلة إلى عون، وخرج بعد اللقاء الذي دام 45 دقيقة معلناً أنّ الجلسة كانت لمزيد من التشاور.

وقالت مصادر سياسية متابعة، أمس، إن "أديب لا يريده حكومة تحدّ أو مواجهة، لاسيما أن مهمّتها الإنقاذية تحتاج أكبر إجماع وتعاون من القوى السياسية كافة". وأضافت: "قرّر الرئيس المكلّف التريث لإجراء مزيد من المشاورات مع الكتل السياسية والوقوف على خاطرها. فبدأ هذا المسار مساء أمس الأول، باتصال أجراه برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ويبدو أنه سيستكمل جولة اتصالاته هذه في الساعات المقبلة، وعين التينة (مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري) محطة أساسية ضمنها، حيث سيسعى إلى التوصل لصيغة وسطية في شأن حقيبة المال التي يتمسك بها الثنائي الشيعي (حركة "أمل" التي يتزعّمها بري و"حزب الله)".

وتابعت المصادر: "أديب في الفترة الزمنية الإضافية التي افتتحها اليوم (أمس)، سيقف على خاطر القوى السياسية، لكن من ضمن الأُطر التي يُحدّدها، والتي سلّم الجميع بها أصلاً في اجتماع قصر الصنوبر: حكومة اختصاصيين مستقلّين مصغّرة رشيقة مع مداورة في الحقائب". وتابعت: "كما جرى الاتفاق بين عون وأديب خلال اللقاء على بدء رئيس الجمهورية مشاورات مع رؤساء الكتل النيابية بعد ظهر اليوم (أمس الاثنين) وغداً (اليوم الثلاثاء) للاستماع لوجهات نظرهم بالنسبة لعملية التشكيل وتبادل الآراء"، وهو استقبل لهذه الغاية أمس، باسيل إضافة إلى ممثل "التكتل الوطني" النائب فريد الخازن ورئيس كتلة نواب "الحزب السوري القومي الاجتماعي" النائب أسعد حردان وعضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر ممثلاً التيار "الأزرق".

جنبلاط في باريس

وسط كل ذلك، وصل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، مساء أمس الأول، إلى العاصمة الفرنسية باريس يرافقه عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور في زيارة تستمر بضعة أيام. وأكدت مصادر سياسية، أمس، أن "الزيارة تتضمّن لقاءات مع مسؤولين فرنسيين وأوروبيين حول مختلف التطورات في لبنان والمنطقة، لكن لا جدول أعمال محضراً سلفاً أو مواعيد محددة مسبقاً، بل جدول أعمال مفتوح"، لافتة إلى أن "هدف زيارة جنبلاط تشريح الواقع اللبناني بدقة للمسؤولين الفرنسيين المعنيين من أجل إيجاد حل للمأزق الحكومي".

جريمة "كفتون"

في سياق منفصل، أعلن الجيش اللبناني، أمس، أنه قتل رأس الخلية الإرهابية التي نفذت عملية كفتون في الشمال، المطلوب خالد التلاوي. وأشار في بيان إلى أن "وحدات الجيش نفذت عملية دهم في منطقة جبل البداوي حيث قام التلاوي بإلقاء قذيفة يدوية وإطلاق النار على عناصر الدورية ما أدى إلى مقتل ثلاثة عسكريين وإصابة رابع بجروح بليغة أدت إلى مقتله لاحقاً".

وأضاف: "خلال العملية أقدم الإرهابي التلاوي على إطلاق النار باتجاه أحد العسكريين الذي رد عليه بالمثل، ما أدى إلى مقتله على الفور، وجرت ملاحقة أفراد المجموعة الإرهابية لتوقيفهم".

وكانت بلدة كفتون في الكورة شهدت في 22 أغسطس الماضي، قيام سيارة مجهولة بإطلاق النار أثناء مرورها في البلدة، ما أدّى إلى مقتل 3 أشخاص من أبناء البلدة هم ابن رئيس البلدية واثنان من شرطة البلدية.

واعتبر الرئيس عون، أمس، أنه "مرة جديدة، يدفع أبطال الجيش اللبناني من دمائهم ثمناً للتصدي للإرهاب وحفظ أمن المجتمع وسلامته. من أجل الشهداء الذين سقطوا، علينا أن نترفع عن الأنانيات ونعطي الفرصة لوطننا للنهوض، ولشعبنا للالتفاف حول دولته ومؤسساته". 

وسأل من ناحيته رئيس المجلس النيابي نبيه برّي أمس: "هل المطلوب المزيد من الشهداء كي ندرك أن لبنان مازال ضمن دائرة خطر الإرهاب وشياطينه التي بدأت تستيقظ؟".

سجن رومية

على صعيد آخر، نفّذ عدد من أهالي السجناء في سجن رومية وقفة احتجاجية، أمس، أمام قصر العدل في بيروت، للمطالبة بإصدار قانون العفو العام عن أبنائهم، معبرين عن مخاوفهم من تفشي فيروس "كورونا" في السجون بعد تسجيل إصابات بين أفراد القوى الأمنية وموقوفين في سجن رومية.

ورفع الأهالي لافتات ضمت شعارات تحذر من مخاطر "كورونا" على المساجين، كما عقدوا لقاءً مع وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم، التي شرحت لهم موقفها من الوضع في السجون وقانون العفو العام.