كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة في طهران، لـ «الجريدة»، أن روسيا بدأت جهوداً جديدة وربما تكون الأخيرة لتفادي استحقاق 20 سبتمبر، الموعد الذي وضعته واشنطن لبدء سريان جميع العقوبات التي كان يفرضها مجلس الأمن على إيران قبل توقيف الاتفاق النووي في 2015، بعد استخدامها «آلية الزناد» المنصوص عليها في الاتفاق.

ورغم أن مجلس الأمن لم يعترف بشرعية استخدام واشنطن لهذه الآلية، لكن عملياً بعد 20 سبتمبر ستكون الدول الأخرى وشركاتها الكبرى أمام أمر واقع جديد، وستجد نفسها مضطرة للتعامل مع حزمة العقوبات الأميركية الواسعة الجديدة.

Ad

وبحسب المصدر، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعمل على مبادرة لجمع الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني في لقاء ثلاثي يجمعه بهما، بعد أسابيع في نيويورك حيث ستجري الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن المقرر أن يزور روحاني نيويورك حيث مقر الأمم المتحدة في 22 الجاري.

وأشار المصدر إلى أن مبادرة بوتين تقوم على فكرة أن ترامب يستطيع الاستفادة من اللقاء مع روحاني قبل الانتخابات الرئاسية، خصوصاً بعدما كشف الديمقراطيون استراتيجيتهم مع طهران القائمة على العودة إلى الاتفاق النووي، وفي المقابل، يحصل روحاني على تعهد باعتراف واشنطن برفع حظر السلاح عن طهران في أكتوبر، وتخفيف جزئي للعقوبات.

ولفت إلى أن موسكو تعمل على سيناريو آخر هو إمكانية عقد اجتماع واسع لجميع موقعي الاتفاق النووي ومنهم ترامب وروحاني.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعرب، قبل أيام في كلمة أمام جامعة العلاقات الدولية بموسكو، عن استعداد بلاده للمساعدة في تهيئة الظروف لحوار مباشر بين الولايات المتحدة وإيران.

في السياق، كشف مصدر بمكتب رئيس الجمهورية الإيرانية، لـ«الجريدة»، أن اتصالات جرت بالفعل حول المبادرة الروسية، وأن الرئيس روحاني هاتف بوتين دون وضع وزير الخارجية محمد جواد ظريف بالصورة، الأمر الذي تسبب في خلاف بين الرجلين حتى أن ظريف امتنع عن المشاركة في جلسات الحكومة وجلسات المجلس الأعلى للأمن القومي.

وأضاف المصدر أن ظريف يعارض قطعياً عقد لقاء مثل ذلك، خصوصاً أنه وعد الديمقراطيين الذين تجمعه بهم اتصالات لم تنقطع، بأن طهران لن تمنح هذه الورقة لترامب.

ولفت إلى أن روحاني كلف بالملف مساعده السياسي فريدون وردي نجاد، المقرب منه والذي شغل سابقاً منصب نائب قائد «فيلق القدس» ومثّل طهران في المفاوضات المعروفة بـ «فضيحة مك فارلن» في الثمانينيات.

وأشار إلى أن روحاني يعتقد أنه من الأفضل أن تقبض طهران نقداً من الجمهوريين بدلاً من أن تنتظر الديمقراطيين، لأن ذلك سيساعد فريقه السياسي قبيل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة في 2021.

وبحسب المصدر، فإن قبول المبادرة الروسية أو رفضها بات الآن رهن ما ستحمله زيارة متوقعة من وزير الخارجية السويسري لطهران حاملاً عروضاً تفصيلية من واشنطن حول ما يمكن أن تقدمه مقابل لقاء ترامب وروحاني، مؤكداً أنه، في نهاية المطاف، لن يكون القرار النهائي لروحاني أو لظريف بل للمرشد الأعلى علي خامنئي.