انتهى الحظر، وفي نهايته انتهت حقبة القرارات الطارئة، فلم يبق أمامنا إلا الاستعداد لحقبة ما بعد "كوفيد-19"، ولن نستعجل العودة بشكل مطابق للحياة كما كانت في شهر فبراير من هذا العام، بل سنسعى إلى اتخاذ المسار الآمن والمناسب للتعامل مع الفترة الحالية والقادمة.

وقبل الانطلاق بالأفكار دعونا نقف للحظات من الصمت لنترحم على الأرواح التي استشهدت أثناء أداء واجبها بخطوط الدفاع الأولى في المؤسسات الصحية.

Ad

وبعيداً عن صخب البرلمان وازدحام منصة الاستجواب دعونا نستذكر منصات أخرى كانت فاعلة خلال أزمة كورونا وعكست إدارة الحكومة للأزمة خلال الوباء العالمي، فكانت نموذجاً للاستراتيجيات الناجحة والتطبيقات الفاعلة ومنها تطبيق "شلونك" الخاص بوزارة الصحة، الذي شكل قاعدة ضخمة من البيانات الصحية لعل الدولة تستفيد منها بدراسات مستقبلية.

ومن الاستراتيجيات الناجحة أيضا منصة "معاكم" التي أطلقتها وزارة الخارجية للتواصل مع المواطنين العالقين في الخارج، بالإضافة إلى أبنائنا الطلبة الراغبين في العودة، والمنصة الخاصة بتنظيم حجز مواعيد الجمعيات التعاونية والمستشفيات، إذ لم تنجح تلك الأدوات إلا بفضل الجنود المجهولين من فرق الطوارئ في الوزارات الذين عملوا خلال الأزمة.

ولن ننسى أيضا العمل الدؤوب لمنتسبي وزارة الداخلية وانتشارهم في المناطق كافة لتطبيق الحظر ومنع التجمعات المتسببة في انتشار الوباء بالإضافة إلى حراستهم للمدارس التي تم تسكين العمالة المصابة بها، ومن ضمن الجهود أيضا دور منتسبي الحرس الوطني الذين باشروا خلال الأسابيع الأولى من انتشار الوباء في إنشاء وتركيب عيادة طبية في مناطق الحظر الكلي، بالإضافة إلى إدارتهم لجمعية تعاونية بعدما تفشى الوباء فيها وأصاب عمالها.

والآن ومع الاستعداد للعودة بحذر للروتين اليومي أتساءل: هل ستقوم الحكومة بتقديم خطة ما بعد "كوفيد-19" قابلة للتنفيذ؟ وهل سيمهلها البرلمان في التقاط أنفاسها؟ أم سيمطرها بحزمة من المساءلات البرلمانية اللانهائية حتى تفقد توازنها؟

وللحديث بقية.