خلال الانتخابات الأولية في كاليفورنيا، فاز بيرني ساندرز بأصوات الناخبين اللاتينيين تحت عمر التاسعة والعشرين بنتيجة 71% مقابل 5% لجو بايدن، كذلك فاز ساندرز بـ47% من أصوات الناخبين الشباب البيض مقابل 5% لبايدن، وكان نمط التصويت مشابهاً في تكساس، ورغم اتّضاح مسار السباق الانتخابي في مارس، فاز ساندرز بأصوات اللاتينيين في إيلينوي وميشيغان.

لقد أدرك ساندرز أن الناخبين اللاتينيين لا يشكّلون كتلة موحّدة في توجهاتهم ولا تقتصر اهتماماتهم على مسائل معدودة كتلك التي تشدّد عليها وسائل الإعلام الأميركية، وخلال الانتخابات الأولية، وفي فترة المناظرات تحديداً، بدا وكأن وسائل الإعلام وعدد كبير من المرشحين الآخرين يتعاملون مع اللاتينيين من منظور الهجرة أو مواضيع محصورة بمواقع محددة، كشف استطلاع أجرته جامعة فلوريدا الدولية مثلاً انقساماً شديداً في آراء مختلف الأجيال داخل أوساط الناخبين الأميركيين الكوبيين، إذ لم يعد الشباب يتخذون موقفاً متشدداً من الحكومة الكوبية.

Ad

حين تُركّز وسائل الإعلام الأميركية على كوبا، هي تتجاهل بذلك مجموعة متنوعة من الناخبين اللاتينيين الذين تأثروا بتجارب عائلاتهم في بلدان أخرى، إذ تتألف أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي من أكثر من 20 بلداً، ويحمل كل بلد منها تاريخه الخاص ويواجه تحديات مختلفة. في السنة الماضية، قبل أن يطغى فيروس كورونا على نشرات الأخبار، كان الشباب اللاتينيون يتابعون بكل اهتمام الأحداث السياسية التاريخية التي تحصل في أميركا اللاتينية، وكان ساندرز المرشّح الوحيد الذي يأخذ عناء التطرق إلى أحداث تهمّ هذه الفئة من الناخبين علناً، وقد صرّحت بيلين سيزا، السكرتيرة الصحافية المتخصصة بالشؤون اللاتينية الوطنية، خلال الانتخابات الأولية: "لقد أعطانا بيرني الأمل بألا نضطر أخيراً للاختيار بين حبّنا لمختلف الأماكن التي ترسم هويتنا". لم يتكلم المرشحون الديمقراطيون الآخرون عن أحداث تشيلي في السنة الماضية مثلاً، لكن عبّر ساندرز من جهته عن تضامنه مع الشباب اللاتينيين ضد قمع المحتجين التشيليين، وفي حين اتخذ الديمقراطيون الآخرون موقفاً نيوليبرالياً وأكثر اعتدالاً حول فنزويلا، دعا ساندرز إلى الامتناع عن غزو البلد واعتبر إقدام اليمينيين على إسقاط الرئيس البوليفي السابق إيفو موراليس انقلاباً. تعليقاً على آراء ساندرز حول النزعة التقدمية في أميركا اللاتينية وفي أوساط اللاتينيين الأميركيين، تقول مُنظِّمة الشؤون اللاتينية في جنوب غرب ديترويت الذي يطغى عليه اللاتينيون: "تبدو حملة ساندرز ثورية في هذا المجال بالذات، هكذا نشاهد صور بيرني وهو يقاتل في الخطوط الأمامية ونشعر بقربه منا". استعانت حملة جو بايدن حديثاً بجهات جديدة، منها شركة استطلاعات الرأي Latino Decisions، لتسهيل التواصل مع الناخبين اللاتينيين، كما أنها تستهدف في إعلاناتها مناطق وانتماءات عرقية محددة وتستخدم معلّقين يتكلمون باللكنات المناسبة، على غرار اللكنة الأميركية المكسيكية في أريزونا والأميركية الكوبية في فلوريدا. قد لا يؤيد بايدن خطة الرعاية الصحية الشاملة أو إلغاء قوانين الجمارك، لكن يحاول الناشطون الجدد في حملته تسليط الضوء على النقاط المشتركة بين بايدن وساندرز، حيث كتب المستشار السياسي تشاك روشا حديثاً في مقالة نشرتها صحيفة "الغارديان": "يتعلق جزء من عملنا بنشر رسالة مفادها أن بيرني ساندرز وجو بايدن يتفقان في 75 أو 80% من المواضيع".

حاولت واحدة من أبرز جماعات الشباب المهاجرين الداعمة لساندرز إحراج بايدن ونجحت في مساعيها بدرجة معينة، فدعت مثلاً إلى تعليق عمليات الترحيل طوال مئة يوم وإنهاء الاعتقالات الخاصة في حال انتخابه رئيساً للبلاد. تشمل قاعدة الناخبين اللاتينيين في الولايات المتحدة 32 مليون ناخب في هذه الدورة وسيصوّت عدد كبير منهم للمرة الأولى. لقد نجح ساندرز في كسب أصواتهم سابقاً وحان الوقت الآن كي يقوم بايدن بالمثل.

* «خوليو ريكاردو فاريلا»