بعد أيام من إعلان قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي (سنتكوم) أن جيش بلاده يخطط لوجود طويل الآمد في سورية والعراق، استهدفت مروحيات أميركية أمس، نقطة تفتيش للجيش السوري في ريف مدينة القامشلي، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من العسكريين بينهم ضابط برتبة ملازم.

وقال مصدر عسكري، لوكالة "سانا" الحكومية السورية، إن "دورية أميركية حاولت الدخول إلى منطقة انتشار أحد تشكيلاتنا المقاتلة في ريف مدينة القامشلي؛ فأوقفهم عناصر حاجز رشو في منطقة تل الذهب بريف القامشلي ومنعوهم من المرور"، مضيفاً: "أطلق عناصر الدورية الأميركية عدة رشقات نارية، وبعد نحو 30 دقيقة هاجمت حوامتان أميركيتان عناصر الحاجز بالرشاشات الثقيلة؛ مما أدى إلى استشهاد جندي وجرح اثنين آخرين".

Ad

من ناحيته، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل جنديين سوريين بعد أن اعترضت القوات الحكومية طريق رتل عسكري لقوات التحالف جنوب مطار القامشلي وحصل تبادل لإطلاق النار قبل تدخل الطائرة واستهداف الحاجز.

ووفق وكالة "سبوتنيك" الممولة من الحكومة الروسية فإن عناصر حاجز رشو منعوا الرتل الأميركي المكون من 4 مدرعات من العبور من جهة بلدة تل براك الواقعة تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد) المتحالفة مع واشنطن ووقع "اشتباك مباشر بين الطرفين، مؤكدة مقتل جندي سوري، بالإضافة إلى إصابة عدد من الجنود الأميركيين بجروح بليغة ونقلهم من المنطقة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تمنع حواجز الجيش السوري الدوريات الأميركية في ريف القامشلي من العبور، ولكن التطور الجديد هو الرد على الحادثة من الأميركيين وقتل وجرح عدد من الجنود السوريين.

وفي إدلب، تعرضت مجموعة تابعة للجيش التركي، للتفجير بواسطة عبوة لم يحدد نوعها بعد، خلال دورية مشتركة مع القوات الروسية على امتداد طريق M4 السريع الذي يربط شرق سورية بغربها.

وفيما أكد مسؤولو أمن أتراك وقوع الهجوم وتسببه في أضرار مادية دون سقوط قتلى، أعلنت وزارت الدفاع الروسية أن الانفجار استهدف مدرعة تركية ولم يسفر عن إصابة أي من جنودها.

وأشار المركز الروسي إلى أن الحادث وقع خلال تنفيذ الدورية المشتركة الثانية والعشرين على M4، مذكراً بتفجيرات وقعت سابقاً أبرزها استهداف سيارة مفخخة في 14 يوليو الماضي، دورية مماثلة ما اسفر عن إصابة 3 جنود روس وعدد من الجنود الأتراك، في عملية تبناها فصيل مجهول يطلق على نفسه "كتائب خطاب الشيشاني" وظهر لأول مرة في إدلب.

سياسياً، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان ناقشا خلالها الوضع في سورية والتأكيد على تكثيف الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب".

واتفق الطرفان على مزيد من التنسيق من أجل تحقيق الاتفاقات الروسية التركية بشأن منطقة خفض التصعيد في إدلب، بما في ذلك، البروتوكول الإضافي لمذكرة سوتشي لعام 2018 والذي تم تبنيه في موسكو في 5 مارس الفائت".

إلى ذلك، أكد الرئيس بشار الأسد، خلال استقباله كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي أصغر خاجي والوفد المرافق له، استمرار حكومته في المضي بمسار اجتماعات لجنة الدستور في جنيف "رغم محاولات البعض تحريف مهامها وغايات تشكيلها، والسعي لتغيير آليات عملها".

وبحث الأسد وخاجي سبل تعزيز التعاون مع إيران لمواجهة الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد سورية، والخيارات الممكنة للتعامل معه ومع آثاره بمساعدة والحلفاء.

وإذ شدد الجانب الإيراني على أهمية تعميق مستوى التعاون الاقتصادي لمواجهة هذا الحصار وهنأ سورية بإنجاز الانتخابات البرلمانية الأخيرة، واعتبرها دليلاً على تمسك الشعب بأرضه ودولته، وحرصه على المشاركة بالاستحقاقات الدستورية الهامة رغم كل الظروف.

بدوره، بحث نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وليد المعلم، في دمشق أمس مع خاجي آفاق العلاقات وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وكانت واشنطن أعلنت قبل أيام حزمة جديدة من العقوبات على سورية في إطار قانون قيصر، وهددت بالمزيد بعد أسابيع.