بعد ليلة ثالثة من التظاهرات العنيفة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا، ذكرت السلطات، أمس، أن حجم الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية تراجعت، بعد تفريق التظاهرات بعنف، أطلقت خلالها الشرطة النار ما أسفر عن سقوط جريح.

وتعم احتجاجات مناهضة لإعادة انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو الذي يتولى زمام السلطة منذ 26 عاماً، العاصمة مينسك والعديد من المدن الأخرى في البلاد منذ مساء الأحد الماضي.

Ad

وقامت الشرطة بتفريق التظاهرات مستخدمة القنابل الصوتية والرصاص المطاطي، وأسفرت الاحتجاجات عن اعتقال آلاف الأشخاص ومقتل شخص وإصابة أكثر من 250 آخرين، حسب أرقام رسمية.

وجدّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دعمه للمتظاهرين في بيلاروسيا وطلب من نظام مينسك الامتناع عن استخدام القوة.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش في براغ، أمس، قال بومبيو: «نريد أن يتمتع شعب بيلاروسيا بالحريات التي يطالب بها ويعتقد أنها لمصلحته العليا». وأضاف: «نطلب فوراً أن يكون المتظاهرون غير العنيفين محميين وبأمان، وليس من مصلحة أحد التحرك بهذه الطريقة». واعتبر بابيش، من جانبه، أن مسار الأحداث في بيلاروس «صادم و فاضح».

وأضاف: «آمل ألا يكتفي الاتحاد الأوروبي بنشر البيانات فحسب، بل أن يتخذ إجراءات أيضاً»، معتبراً أن النظام القائم في بيلاروسيا «غير مقبول».

وندد الاتحاد الأوروبي، أمس الأول، بالاقتراع الذي فاز به الرئيس المنتهية ولايته ألكسندر لوكاشينكو، الذي يتولى السلطة منذ 26 عاماً، معتبراً أنه «لم يكن حراً ولا نزيهاً» وطالب بوضع حد للقمع، ملوحاً بإعادة فرض العقوبات على روسيا البيضاء بعد أن رفعها في عام 2016 عقب ما اعتبره تقدماً.

في المقابل، رفضت وزارة الخارجية البيلاروسية الانتقادات الدولية لقمعها العنيف للاحتجاجات الشعبية، معتبرة أنه لم تكن هناك أي محاولة أوروبية لتقييم الموقف بموضوعية.

ودانت الحكومة الألمانية بشدة تصرفات قوات الأمن في بيلاروسيا.

وقال شتيفن زايبرت، الناطق باسم الحكومة:» ما يحدث هناك هو موجة قمع بمعنى الكلمة، شملت اعتقال آلاف الأشخاص بعد الانتخابات التي لم تكن نزيهة ولا حرة».

وأضاف:» كل الذين تم اعتقالهم في بيلاروسيا لأنهم تظاهروا بشكل سلمي من أجل حقوقهم الديمقراطية، يجب إطلاق سراحهم ويجب أن يتم الاستماع إليهم»، مشيراً إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيجرون مشاورات غداً بشأن اتخاذ خطوات مشتركة حيال هذه التطورات.

من ناحية أخرى، تحوّل جيران بيلاروسيا في الاتحاد الأوروبي إلى ملجأ للمعارضين المطالبين بالديمقراطية إثر موجة القمع التي يتعرضون لها في بلادهم، وآخرهم تيخانوفسكايا التي وجدت في ليتوانيا ملاذاً.

تجمع ليتوانيا العضو في حلف شمال الأطلسي والتي كانت أيضاً تحت حكم الاتحاد السوفياتي سابقاً، حدوداً بطول 680 كلم مع جارتها الجنوبية بيلاروسيا، وهي منذ زمن ملاذ للناشطين المعارضين من روسيا وبيلاروسيا. وتقع العاصمة الليتوانية فيلنيوس على بعد 170 كلم فقط من مينسك، ما يجعلها «موقعاً جغرافياً ملائماً» للناشطين من أجل الديمقراطية في بيلاروسيا، وفق ما أوضح المحلل السياسي من «جامعة فيلنيوس» لوريناس جونافيشيوس. وعرضت كل من ليتوانيا ولاتفيا، التي تملك أيضاً حدوداً مع بيلاروسيا، استقبال اللاجئين السياسيين.

وطلبت ليتوانيا وبولندا عقد قمة طارئة للاتحاد الأوروبي حول بيلاروسيا، فيما عرضت بولندا وساطتها في أي حوار بين المعارضة ولوكاشينكو.

ويوجد في بولندا نحو 28 ألف بيلاروسي، وتلقت البلاد 37 طلب لجوء من بيلاروسيين عام 2019.

وتستقبل ليتوانيا نحو 20 ألف بيلاروسيّ ومنحت حق اللجوء لنحو 55 منهم منذ 2011، فيما تستعد السلطات الآن لتلقي طلبات جديدة.

وقالت وزيرة داخلية ليتوانيا ريتا تاناسونيينيه إنه تم الإعداد «لخطة تدابير، في حال ارتفع عدد المواطنين البيلاروس الذين يطلبون اللجوء في ليتوانيا».