على وقع التظاهرات العنيفة وارتدادات انفجار مرفأ بيروت الكارثي، ترنحت الحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب ودخلت نفق "الاستقالات" دون أن يؤدي ذلك إلى سقوطها تماماً.

وكانت باكورة الاستقالات الحكومية، أمس، خروج وزيرة الإعلام منال عبدالصمد من التشكيلة الوزارية، في وقت سرت معلومات حول استقالات أخرى أبرزها لوزير البيئة ديمانوس قطار ووزير الاقتصاد راؤول نعمة، غير أن اتصالات دياب بهما أقنعتهما بتأجيل استقالتيهما إلى ما بعد جلسة الحكومة اليوم.

Ad

وقالت مصادر سياسية، لـ "الجريدة" أمس، إن "دياب يعتبر جلسة المجلس النيابي الخميس المقبل، لمناقشة الحكومة تداعيات انفجار المرفأ، لغماً له إذ من المتوقع أن يحمّل النواب المشاركون، وبلغة عالية، رئيس الحكومة المسؤولية عن الكارثة"، مرجحة أن "يقدِم دياب على الاستقالة تفادياً لتطاول النواب عليه".

وكان النائبان نعمة أفرام وميشال معوض أعلنا، أمس، استقالتيهما من البرلمان اللبناني، ليصبح عدد النواب المستقيلين سبعة.

وبينما عاد التوتر إلى الشارع لليوم الثاني على التوالي، تداعى المجتمع الدولي، أمس، في اجتماع استثنائي لإنقاذ لبنان من جراء الانفجار الذي وقع الثلاثاء الماضي وأدى إلى وقوع أكثر من 160 قتيلاً، إضافة إلى أضرار جسيمة بالأبنية والممتلكات قدرت تكلفتها بنحو 10 مليارات دولار.

ورعى مؤتمر المانحين لمساعدة لبنان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي حط في لبنان الخميس الماضي وعاين مكان الانفجار بنفسه والأضرار الناتجة عنه، داعياً في افتتاح المؤتمر إلى "التحرك سريعاً وبفعالية لضمان وصول المساعدات مباشرة إلى الشعب اللبناني".

وحث ماكرون السلطات اللبنانية إلى "التحرك لتجنيب البلاد الغرق وللاستجابة للتطلعات التي يعبر عنها الشعب اللبناني حالياً بشكل مشروع في شوارع بيروت"، داعياً إلى "أن نفعل جميعاً ما أمكن كي لا يهيمن العنف والفوضى على المشهد في لبنان". وبعد ختام المؤتمر غرد ماكرون بالعربية: "الآن يتحدد مستقبل لبنان" في حين دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تحقيق شفاف في ملابسات الانفجار.

وبينما قدمت فرنسا 50 مليون يورو، وألمانيا 20 مليون دولار، والكويت 41 مليوناً، وقطر 50 مليوناً والمفوضية الأوروبية 63 مليون يورو مساعدات إلى لبنان، أكد رئيس الجمهورية ميشال عون، خلال كلمته أمس، أن "إعادة بناء ما دُمّر واستعادة بيروت بريقها تتطلبان الكثير؛ فالاحتياجات كبيرة جداً، وعلينا الإسراع في تلبيتها، خصوصاً قبل حلول الشتاء، إذ ستزداد معاناة المواطنين الذين هم من دون مأوى".

وعما يتعلق بصندوق التبرعات المزمع إنشاؤه، شدد عون على أن تكون إدارته منبثقة عن المؤتمر.