أعلن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب فوزه بمنحة مؤسسة غيتي العالمية "Getty Foundation" لدراسة الحماية المستدامة لفن تصميم وتنفيذ الأطباق المعدنية التي تغطي الهياكل الكروية لأبراج الكويت والمصممة من المعمارية الدانمركية ميلينا بيورن عام 1968.

وقال المجلس، في بيان صحافي أمس، إن ذه المنحة تساهم في حماية قيمة الأبراج التاريخية والثقافية وتحقيق شروط الأصالة حسب معايير لجنة التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو.

Ad

وأضاف أن هذه المنحة تأتي من خلال برنامج "Keeping It Modern" وهي مبادرة منح دولية تعبر عن التزام مؤسسة "غيتي" بالحفاظ على التراث المعماري والعمراني للقرن العشرين لاسيما المباني ذات القيمة العالمية الاستثنائية والتي تمثل فرصة للتقدم العلمي والممارسات الفنية المعنية بصون هذا النوع من التراث وترميمه.

المباني التاريخية

وأوضح أن البرنامج منح العديد من المباني التاريخية المهمة حول العالم ومنها دار سيدني للأوبرا في أستراليا وسيدي حرازم في المملكة المغربية ومعرض "طرابلس" رشيد كرامي في لبنان.

وأشار إلى أن هذه المنحة تعتبر فرصة للتعاون العلمي والتبادل المعرفي لحفظ تراث الحداثة وهو مجال حديث نسبياً ومازال في مراحل التطور في الكويت، مبيناً أن برنامج الدعم هذا في سنته الأخيرة ويستقبل العديد من الطلبات سنوياً التي تتنافس للترشح للدعم الفني والمالي لمواقع ذات أهمية بالغة إذ قدم لهذه المنحة 90 طلباً وتم اختيار 13 مبنى أحدها أبراج الكويت.

قيمة استثنائية

وقال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة كامل العبدالجليل، إن هذا المشروع أصبح ممكناً بعد موافقة مؤسسة "غيتي" على طلب المجلس بتقديم الدعم والخبرة للحفاظ على أبراج الكويت لأنها من المباني المعمارية الحديثة ذات القيمة العالمية الاستثنائية.

وبين أن ذلك يأتي ضمن مبادرة المؤسسة تحت شعار "المحافظة على الحداثة" التي تشمل دولاً أخرى بينها دولة الكويت لهذا العام.

وأضاف العبدالجليل أن اهتمام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالعمل المشترك مع مؤسسة "غيتي" يأتي امتداداً لالتزام المجلس في صون التراث العمراني وتراث الحداثات وتعزيز القدرات المهنية للعمل في هذا المجال.

وقال إن هذا الدعم يعكس ثقة المؤسسة في جودة المشروع ومبدأ الشراكة الثقافية مع جهة مرموقة عالمياً للدفع بجهود البحث والحفاظ على نظام التثبيت للأقراص المعدنية لأبراج الكويت كما هو موضح في مقترح المشروع مع اشتراط الخضوع لكل القوانين المرعية من الطرفين بهذاالشأن.

فترة المشروع

وحول الجدول الزمني وميزانية المشروع، أكد العبدالجليل أن الفترة بدأت في 25 يونيو 2020 وتستمر إلى 31 مايو 2022 حيث تنفق أموال المنحة على البنود المدرجة في الميزانية المقدمة في مقترح المشروع.

وشكر العبدالجليل كل القائمين على تسهيل أعمال هذه المبادرة وعلى رأسهم الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف الدكتور بدر الدويش وخبراء التراث الثقافي وممثلي وفد دولة الكويت في لجنة التراث العالمي المهندسية زهراء علي بابا والمهندس جابر عبدالله القلاف لدى الأمانة العامة بالمجلس، والجهات الرسمية الأخرى ذات الصلة كوزارة المالية ممثلة بالوكيل المساعد لشؤون أملاك الدولة والشؤون القانونية د. غازي العياش، ووزارة الخارجية.

حماية التراث العالمي

يذكر أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وبناء على قرار مجلس الوزراء رقم "869" بشأن تسجيل أبراج الكويت ضمن قائمة التراث العالمي باليونيسكو قام باستكمال إجراءات التسجيل ومنها إعداد خطة الإدارة والمحافظة على الموقع ليتوافق مع اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لسنة 1972 ضمن جهود المجلس في الحفاظ على التراث وصيانته وفقاً للمرسوم الاميري رقم 11 لسنة 1960.

ويحرص المجلس الوطني على المساهمة في دعم الرأس المال الاجتماعي الذي يعتبر عنصراً جوهرياً في عملية التنمية ومحوراً أساسياً في النظام الوطني للابتكار وهو نهج اجتماعي ثقافي يدل على قيمة وفعالية العلاقات الاجتماعية وأثر التعاون بين الأفراد والمجموعات والمؤسسات العامة والخاصة في تحقيق الأهداف.

وفي هذا الاطار تم التنسيق مع إدارة المخطط الهيكلي في بلدية الكويت بخصوص تنظيم البناء والنسق الحضري للمنطقة المحيطة بأبراج الكويت كونها منطقة عازلة للممتلك الثقافي تنطبق عليها المحاذير المتبعة عالمياً وفقاً لنظام التراث العالمي في "اليونيسكو".

وقام المجلس الوطني بطلب زيارة استشارية من المجلس الدولي للمعالم والمواقع "ICOMOS" في 2017 وهي المنظمة المعتمدة من "اليونيسكو" لتقييم ملفات الترشيح للتراث العالمي وكللت الزيارة بتقديم مقترح للمنطقة العازلة تم ربطه مع المخطط الهيكلي لدولة الكويت 2040.

وكانت أبراج الكويت نالت جائزة الآغا خان في العمارة الإسلامية والتي تمثل مساهمة إبداعية متميزة للعمارة في القرن العشرين لأنها رمز لحداثة الكويت فهي تعبر عن المتغيرات الحياتية والتصميم والهندسة المعمارية وتكشف عن أحدث التقنيات في البناء في ذلك الوقت كتخصيص خزان كبير للماء على هذا الارتفاع مع الالتزام بشكل معماري أنيق في الوقت نفسه.