وجدت دمشق وإسطنبول نفسيهما في "خندق واحد"، فيما يخص الاتفاق النفطي الذي أبرمته "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي يهيمن عليها الأكراد وتسيطر على شمال شرق سورية بدعم أميركي، مع شركة نفطية أميركية.

وغداة تنديد الحكومة السورية بالاتفاق معتبرة أنه "سرقة" واعتداء على السيادة السورية، وصفت تركيا الاتفاق بأنه "غير مقبول"، لافتة إلى أنه يساهم في "تمويل الإرهاب".

Ad

وجاء في بيان لوزارة الخارجية التركية: "نأسف للدعم الأميركي لهذا الأمر الذي يتجاهل القانون الدولي، والذي يمت إلى تمويل الإرهاب"، كاشفة أن الاتفاق أبرم مع شركة "دلتا كريسنت إنرجي".

ولم تعلّق الإدارة الذاتية الكردية ولا "قسد" على الأمر، لكنّ مسؤولين في واشنطن تحدثوا عن اتفاق "لتطوير حقول النفط" بدون ذكر اسم الشركة الأميركية أو تقديم مزيد من التفاصيل.

وتشن تركيا مع فصائل سورية موالية لها هجوما على المقاتلين الأكراد في شمال سورية، هو الثالث بعد هجوم أوّل في عام 2016 سيطرت خلاله على مدن حدودية عدّة، وثان عام 2018 سيطرت خلاله على منطقة عفرين الكردية، متسببة في نزوح عشرات الآلاف من السكان.

وتُعدّ أنقرة "وحدات حماية الشعب الكردية" YPG، العمود الفقري لـ "قسد" منظمة إرهابية وامتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها منذ عقود.

وكان السناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام المعروف بعلاقته الوطيدة مع القياديين الأكراد في سورية، كشف الخميس الماضي في جلسة استماع بالكونغرس انه تحدث في اليوم السابق عن الصفقة مع القائد العام لـ "قسد".

وقال غراهام: "يبدو أنهم وقعوا صفقة مع شركة نفط أميركية لتطوير حقول النفط في شمال شرق سورية. استغرقت الصفقة وقتًا أطول بقليل مما كنّا نأمل، ونحن الآن في مرحلة التنفيذ"، مضيفاً أن الصفقة "يمكن أن تكون قوية جدا".

وبلغ إنتاج سورية من النفط قبل اندلاع النزاع عام 2011 نحو 400 ألف برميل يومياً. لكن القطاع مُني بخسائر كبرى، ولا تزال غالبية حقول النفط والغاز تحت سيطرة "قسد" في شمال وشرق البلاد.

الى ذلك، قتل 18 عنصراً من قوات النظام والفصائل المقاتلة بينها "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) خلال اشتباكات اندلعت أمس بين الطرفين في شمال غرب سورية وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكر المرصد أن اشتباكات دارت فجراً في شمال محافظة اللاذقية الساحلية، إثر محاولة قوات النظام التقدّم في منطقة جبل الأكراد الخارجة عن سيطرتها، وتصدّي مقاتلي الفصائل لها.