شاركت الفنانة التشكيلية سكينة الكوت في المهرجان الافتراضي للمرأة العربية للإبداع "الدورة الخامسة" تحت عنوان "تأثير التحول الرقمي وتحديات التنمية وسط انتشار فيروس كورونا" بمشاركة أكثر من 15 دولة عربية.

وقدمت الكوت خلال المهرجان ورقة بعنوان "التوجه الفني بعد جائحة "كوفيد-19" وتأثير التحول الرقمي فيه" أوضحت فيها أن الفن نتاج البيئة، والمشهد العام اليوم هو كيف تكون فكرة ممارسة الحياة تحت واقع جائحة عالمية غطت الكرة الأرضية، وأوجدت بيئة جديدة للفن التشكيلي، مما دفع هذا الفن إلى الاستقواء بالتقنية الرقمية.

Ad

وقالت إنه من هذا المنطلق طرح كثير من الفنانين وأصحاب المعارض الفنية حلولاً لتفعيل النشاط الفني مع جائحة كورونا وبعد انحسارها من إقامة المعارض الافتراضية وتدريجياً إلى حين التمكن من عودة التجمعات الفنية الطبيعية وإعادة منهجية الفنون لتستقطب الزوار وعشاق الفن التشكيلي.

علاقة تكاملية

وتطرقت إلى عدة محاور، منها دور الفن في رقي الإنسان وبينت فيه أن علاقة الفن بالثقافة هي تكاملية في المجتمع، فهو يؤدي إلى رقي المجتمع ويرفع قيمة الإحساس بالجمال، ويعلي قيم الأخلاق والعلم.

وعن محور دور الفن في الأزمات الإنسانية، لفتت إلى أنه في الأزمات تتفاعل الفنون وفق معطيات الأزمة، فتحدِث لدى المجتمع الإنساني جانباً متفائلاً يغلفه الأمل في الخروج بسلام من الأزمة، فما يتعلق بالحروب غير ما يتعلق بالأوبئة، غير ما يتعلق بالكوارث، فلكل منها تأثيره المختلف على سائر الفنون ومنها الفن التشكيلي إذ يسلط الفنان الضوء على الحدث من وجهة نظره وإحساسه ومعاناته، فجائحة "كوفيد-19" حالة عالمية غير مسبوقة شملت مساحات العالم كاملاً، مما جعل البشرية توجه إبداعاتها نحو محاولة إحداث التغيير في النفس الإنسانية ومحاولة التأريخ للحدث من خلال إظهار مشاعر وأحاسيس الناس.

تخفيف المعاناة

واستعرضت الكوت نماذج للوحات تاريخية للأحداث والكوارث، وذكرت في محور الفن في مواجهة "كوفيد-19" أن الفنانين على الرغم من الوباء وانتشاره، ومن الحجر الصحي فإنهم بالموسيقى وبالريشة والكنفاس والألوان ينثرون الحب والأمل والتفاؤل بين الجمهور المتطلع للتخلص من الخوف، وبالموسيقى والفن التشكيلي توقظ الأمان خاصة للأطفال وكبار السن وحتى للشباب من خلال معزوفات رائعة تؤدي إلى الحماس ورفع المعنويات وتخفيف المعاناة.

وأكدت الكوت أن الفن المعاصر تأثر كثيراً بالتطور التكنولوجي الرقمي من ناحية، والتقدم المذهل في استحداث خامات جديدة أجمل وأفضل وأكثر متانة، وقد فتح هذان التأثيران أمام الفنانين مجالات للإبداع والابتكار وفي توفير الوقت المهدر لتنفيذ المنتج، فاتسعت المساحات للعمل والابتكار بل وأفكار مليئة بالإبداع وإنتاجات هائلة من الأعمال الفنية.

وعن التحدي الجديد الذي يواجهه الفنان أفادت بأن الفنان يمتلك الآن كماً هائلاً من الأدوات التي تمكنه من العمل بسهولة، لكن لابد أن يتحلى بإلمام كامل بهذه الأدوات كي يستطيع أن يترجم ما يفكر به وما هو في خياله من خلال تلك الأدوات وبوقت أسرع وأكثر دقة. ولا بد له من ترويض هذه الإمكانات الهائلة مع خياله وإبداعه الذاتي، ليفرض عمله الفني والإبداعي وليظهر ملكاته على إنتاجه وفي النهاية ليعبر عن شخصيته.

وأوضحت أنه يوجد سباق فني ومعنوي ومنافسة بين الفنانين لإظهار أفكار وإبداعات أكثر يسبق غيره بها وهذا بحد ذاته يعتبر تحدياً صعباً ومعقداً لإثبات نفسه وفنه وقدرته لاستخدام تلك الأدوات والتكنولوجيا الحديثة.