حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، من دمار كبير للمدن في حال عدم حصوله على ولاية ثانية في انتخابات الثالث من نوفمبر المقبل، في وقت اعتذرت جامعة نوتردام في إنديانا عن استضافة مناظرته الأولى مع خصمه الديمقراطي جو بايدن بسبب المخاوف المتعلقة بتفشي فيروس كورونا.

وكتب ترامب، في سلسلة تغريدات، «الإعلام المفبرك يحاول تصوير المتظاهرين في بورتلاند وسياتل بالرائعين والأبرياء، وفي الواقع هؤلاء مرضى ومختلون ومخربون. وسيدمرون مدننا في حال فاز جو النائم دمية اليسار والأسواق ستنهار والمدن ستحترق وبلادنا ستعاني كما لم يحدث من قبل».

Ad

وفي أحدث تغيير يسببه الفيروس على جدول أعمال أنشطة الانتخابات الرئاسية، جرى نقل المناظرة الأولى بين ترامب وبايدن من نوتردام إلى جامعة كيس ويسترن ريزرف بمدينة كليفلاند بولاية أوهايو.

وقال رئيس جامعة نوتردام جون جينكينز في بيان، «أنا ممتن لكثير من أعضاء الجامعة الذين كرسوا ساعات لا تحصى للتخطيط لهذا الحدث ولقيادة لجنة المناظرات الرئاسية على مهنيتهم وتفهمهم».

وأعلن ترامب الخميس الماضي إلغاء المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في مدينة جاكسونفيل بفلوريدا نهاية الشهر المقبل على خلفية المخاوف المتعلقة بتفشي الفيروس، وقبله قرر الحزب الديمقراطي في نهاية الشهر الماضي عقد مؤتمر تسمية بايدن مرشحاً رسمياً له بشكل افتراضي نظراً للمخاوف ذاتها.

لقاح كورونا

ووسط مساعيه لإظهار تصديه للجائحة أمام الناخبين في ولاية نورث كارولاينا لتعزيز حظوظه للفوز بولاية ثانية، وضع ترامب كمامة وتحدث، أمس الأول، عن إمكانية الحصول على لقاح لفيروس كورونا بنهاية العام الحالي.

وأطلق الرئيس الأميركي على عملية إنتاج اللقاح التجريبي تسمية «وورب سبيد» (عبارة مستوحاة من الخيال العلمي وتعني أسرع من سرعة الضوء) وهو لا يخفي أن الهدف منها تلقيح الأميركيين أولاً، بعيداً من الخطابات الأوروبية التي تتحدث عن لقاح «للمنفعة العامة العالمية».

السجلات الضريبية

وفي إطار معركة الإقرارات الضريبية، اعتبر محامو ترامب أن أمر استدعاء السجلات من جانب ممثل الادعاء لمنطقة مانهاتن سايروس فانس يحمل قدراً كبيراً من المبالغة و»صدر بسوء نية».

وطالب المحامون من قاضٍ اتحادي في نيويورك إعلان أن أمر الاستدعاء «باطل وغير قابل للتنفيذ»، كذلك منع فانس من «اتخاذ أي إجراء لتطبيقه»، ومنع شركة المحاسبة التي تتولى أعمال ترامب من تسليم المعلومات.

وفي وقت سابق، رفضت المحكمة العليا تذرع ترامب بالحصانة الرئاسية في التحقيقات الجنائية، مما قد يمهد الطريق أمام الادعاء للحصول على السجلات.

ولم تأمر المحكمة بتسليم الوثائق الضريبية، وأشار حكمها إلى أنه بإمكان الرئيس الطعن على أمر استدعاء السجلات في محاكم أقل درجة. وقام ترامب بطلب استدعاء تلك السجلات لما يقرب من عام، وتعهد محاموه بمواصلة المعركة.

إعادة التموضع

إلى ذلك، تتجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال أيام إلى إعلان تفاصيل خطة إعادة تمركز قواتها في أوروبا، بما في ذلك خفض عدد الجنود المتمركزين في ألمانيا على أن تعرض أولاً على الكونغرس ثم على حلفاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الألمانية، في مؤتمر صحافي، «سيصدر هذا الأسبوع إعلان منسق من جانب الأميركيين ومن جانبنا»، متحدثاً عن موضوع «معقد يعني عدة بلدان وحكومات».

وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن تفاصيل الخطة، التي وافق ترامب بموجبها في نهاية يونيو على سحب 9500 جندي أميركي متمركزين في ألمانيا، قد تنشر «منتصف الأسبوع»، مشيراً إلى «محادثات هاتفية جارية لدراسة مضمون هذه المناقشات».

وتقوم الفكرة على إعادة البعض إلى الولايات المتحدة وإعادة نشر البعض الآخر في دول الكتلة السوفياتية السابقة، بهدف توجيه رسالة واضحة إلى روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين الذي جسد طموحاته العسكرية من خلال ضم شبه جزيرة القرم على نحو خاص.

وستتمركز بعض هذه القوات بشكل دائم، لكن سيتم نشر معظمها على أساس التناوب، ويعتقد «البنتاغون» أن نظام التناوب يوفر أيضاً مزيداً من المرونة، وأنه لا يمكن التنبؤ به، ومن ثم سيسبب لروسيا مزيداً من القلق.

إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض، أمس الأول، ترشيح ترامب للكولونيل المتقاعد دوغلاس ماكغريغور المعروف بمعارضته الصريحة لنشر قوات أميركية خارج الحدود لتولي منصب سفير الولايات المتحدة لدى ألمانيا خلفاً لريتشارد غرينيل المثير بدوره للجدل، الذي استفز برلين بتصريحات غير معهودة من سفير، منها تعهده دعم اليمينيين والمعادين للمؤسسة السياسية في أوروبا.

ويحتاج تعيين ماكغريغور مصادقة مجلس الشيوخ، الذي يحظى فيه حزب ترامب الجمهوري بالأغلبية، لكن الوقت أمامه ضيق للعمل مع اقتراب انتخابات نوفمبر الرئاسية وانشغال المشرّعين حالياً بالتركيز على وباء كورونا.

وكان ماكغريغور صريحاً في انتقاده لحرب العراق، إلى درجة أنه وصف قائد الائتلاف الدولي ديفيد بترايوس بأنه «أحمق» روّج له الساسة والإعلام من أجل الاستفادة منه.

وحلّ ماكغريغور مرات عدة ضيفاً في «برنامج تاكر كارلسون» الشهير والمفضّل لدى ترامب على قناة «فوكس نيوز»، حيث دافع بقوة عن قرار الانسحاب من سورية في وجه الانتقادات التي واجهته.

من جهة ثانية، دخلت الولايات المتحدة وروسيا مرحلة جديدة من المحادثات بشأن الحد من التسلح النووي أمس في فيينا، حيث بدأت مجموعات عمل تضم خبراء حكوميين من كلا الجانبين الاجتماع للمرة الأولى.

وعلى مدار ثلاثة أيام، سوف تتعامل مجموعات الخبراء مع المعتقدات والإمكانات العسكرية، والشفافية والتحقق، وكذلك أمن الفضاء، وفقاً لوزارة الخارجية الروسية.

وتم وضع الصيغة الجديدة في يونيو في مفاوضات بين المبعوث الأميركي للحد من التسلح مارشال بيلينغسليا ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في العاصمة النمساوية.