• رغم دراستك للصيدلة وعملك في إحدى شركات النفط مدة 15 عاماً اتجهت إلى عالم الكتابة للطفل، ما السبب؟

- دخلت عالم الكتابة بالصدفة، وحدث ذلك بعد أن دعتني صديقة لحضور ورشة في الكتابة الإبداعية لقصص الأطفال، فاكتشفت خلالها أنني أملك شيئاً سيحبه الناس إن أنا كتبته ونشرته، لكني ما زلت أعمل في مجال الأدوية والأبحاث الصحيّة، وأكتب قصصاً أدبية وروايات إلى جانب ذلك، لذا فأنا لم أترك العمل في مجال الصحة من أجل التفرغ للكتابة. أما لماذا أكتب فأنا أفعل ذلك لأطلق الحكاية التي في رأسي وترى النور.

Ad

الموروث القصصي

• ثمة دراسات تناولت الأدب الموجه للطفل العربي وجدت أن الكثير من القصص التي تربينا عليها تهمش دور المرأة وتجعلها تابعة للبطل الرجل. مامدى صحة ذلك وكيف نعالجه؟

- نعم هذا صحيح. هناك قصص فعلت هذا وأصبحت لاحقاً ضمن الموروث القصصي العالمي وصارت قالباً للكثير من الحكايات التي كتبت للأطفال حتى عهد قريب. وهناك أيضاً قصص تعزِّز التمييز العنصري، وتهمش بعض الأعراق ولا تراعي البيئة المحلية والثقافية للطفل. لحسن الحظ المجتمع الأدبي بكُتَّابه ودور النشر التي فيه أصبح أكثر انتباهاً لهذه الأمور ووعياً بآثارها على القراء الصغار وتفكيرهم ونظرتهم إلى ذواتهم وهوياتهم نشر قصص بأبطال من الإناث بشخصيات مستقلة وقيادية، أو أطفال ببشرات سمراء أو سوداء وفي بيئات محلية تشبه تلك التي يعيش فيها الطفل العربي هي واحدة من السبل لخلق أدب يشبه أطفالنا ويعزز ثقتهم بأنفسهم ولا يؤذيهم على المدى البعيد.

المواد المرئية

• من بين عناوين أعمالك ما يعكس اهتمامكِ بأدب الخيال العلمي مثل قصة "عجيب واختراعه المدهش". إلى أي مدى يسهم ذلك في الارتقاء بمخيلة الطفل؟

- حتماً يسهم بقدر كبير جداً، والدراسات تؤكد ذلك لكن يجب ألا ننسى أن الكتب عموماً واقعة منذ فترة في منافسة قوية مع المواد المرئية، التي تتناول أنواعاً وصنوفاً كثيرة من الموضوعات تشمل الخيال العلمي، والفانتازيا، والدراما، والواقع، بالإضافة إلى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي لم تعد حكراً على الكبار.

هذه المنافسة يدركها أصحاب دور النشر جيداً لأن أثرها يظهر في حركة بيع الكتب وإقبال جمهور القراء عليها. الكتب السطحية التي لا تراعي التطور والتغير السريع في حاجة القراء وذائقتهم القرائية لم يعد لها مكان على أرفف مكتباتهم المنزلية لأنها ببساطة غير قادرة على جذب انتباههم أو إشباع عطشهم لأدب مميز ومختلف وخلاق.

مهارة الكتابة

• عموماً، ما الأدوات التي يجب أن يمتلكها من يكتب إبداعاً للصغار؟

- عليه في المقام الأول أن يكون قارئاً لأدب الطفل، وقارئاً جيداً جداً مُلِماً بأنواعه، ومُطلِعاً على التطور الحاصل فيه حول العالم وليس فقط في منطقتنا العربية القراءة والاطلاع أجدى أداة لتطوير مهارة الكتابة وصقلها، كما أنها تطلعنا على الطرق المختلفة في تناول وطرح الموضوعات وتقديمها في قصص الأطفال. أيضاً المشاركة في ورش الكتابة، ومنتدياتها واستشارة الكُتَّاب من أصحاب الأقلام المميزة.

حائط الفصل

• "أمي غوريلا وأبي فيل" حصدت جائرة اتصالات لكتاب الطفل عام 2017 كأفضل نصّ. حدثينا عنها وما الرسالة التي تحملها للأطفال؟

- هي قصة طفل اسمه "شجاع" يعيش مع أمه غوريلا وأبيه فيل بسعادة غامرة، حتى يكتشف أن عائلته لاتشبه العائلة التي علَّقت المعلمة صورتها على حائط الفصل هناك دائماً صورة نمطية لكل شيء في حياتنا، يتم التسويق لها في مجتماعاتنا على أنها الصور الحقيقية للأشياء ولما يجب أن تكون عليه الأمور وأن أي اختلاف عنها هو بمنزلة تقصير أو عيب غير مقبول حين نصدق ذلك نقع في فخ السعي الدؤوب للوصول إلى تلك الصورة المثالية، وهذا يثقل كاهلنا ويضعنا تحت ضغوط نفسية شديدة، لأننا حين سنفشل في بلوغها، ونحن حتماً لن نبلغها، يتملكنا شعورٌ بالنقص والخجل من ذواتنا وحقائقنا والبعض حين يقرأ القصة يعتقد أنها قصة عن الاختلاف، أو التبني أو الخجل من الوالدين، وأنا لا أرفض هذه التحليلات لأنني أحب أن يرى القارئ في القصة ما يريد أن يراه وأن يتفاعل معها بطريقته لكن القصة حين كتبتها لم تكن عن هذه الأشياء وهذا التنوع في تحليلات القراء وتأويلاتهم للنص تسعدني جداً وتشعرني بغنى النص وقوته.

رسومات ملونة

• تكتبين أيضاً لليافعين، ما الفارق بين نص موجه إلى طفل وآخر يستهدف جمهوراً من القراء أكبر سناً؟

- الفوارق عديدة، ومتنوعة تكمن في الموضوع، وأسلوب الطرح، ومستوى اللغة المستخدمة والسرد وحجم النص وغيرها من الفوارق البديهية والشكلية التي نجدها بين الرواية ذات النص الكبير وقصص الأطفال ذات النصوص القصيرة التي ترافقها رسومات ملونة جذّابة فقصص الأطفال لغتها تتلاءم مع الأعمار الصغيرة، وجملها قصيرة وغير مثقلة بالوصف الذي يساعد الرسم المرافق في الاستغناء عنه.

قصة مصوّرة

• ماجديدك الأدبي الذي قد يخرج إلى النور قريباً؟

- لي قصة مصوّرة سترى النور في نوفمبر المقبل بالتزامن مع معرض الشارقة الدولي للكتاب، وأعمل حالياً مع رسّام في رسم قصة مصوّرة قد ترى النور في نهاية العام المقبل، وأحاول الانتهاء من كتابة قصة مصوّرة لكن بنص طويلٍ نسبيّاً.