فيما يشير إلى أن فيروس «كورونا» المستجد يتفشّى مجدّداً بوتيرة أسرع في معظم مناطق العالم، أظهر إحصاء لـ«رويترز» أن نحو 40 دولة سجّلت زيادات قياسية في عدد الإصابة الجديدة على مدى الأيام السبعة الماضية، وهو ضعف الرقم تقريباً مقارنة بالأسبوع السابق.

وتشهد دول عدة، لاسيما تلك التي خفّف فيها المسؤولون في وقت سابق إجراءات التباعد الاجتماعي والعزل العام، ذروة ثانية لتفشي المرض بعد أكثر من شهر من تسجيل الأولى.

Ad

وتظهر بيانات «رويترز»، أن هناك زيادة مطردة في عدد الدول التي تسجل أعداد زيادة يومية قياسية لحالات الإصابة على مدى الشهر المنصرم.

وسجّلت سبع دول على الأقل تلك الزيادات قبل 3 أسابيع وزاد عددها قبل أسبوعين إلى 13 دولة على الأقل ثم إلى 20 دولة قبل أسبوع وإلى نحو 40 في الأسبوع الأخير. ويقول خبراء في مجال الصحة ومسؤولون، إن الأعداد الحقيقية لكل من الإصابات والوفيات أكبر بكثير من المعلن، خصوصاً في الدول التي لديها أنظمة صحية متواضعة.

وظلت الولايات المتحدة تتصدر الدول المتضررة من حيث الإصابات إذ تخطّت قبل أيام أربعة ملايين كما سجلت أكثر من 70 ألف إصابة وألف وفاة لأربعة أيام متتالية.

ترامب

بدوره، أعلن الرئيس دونالد ترامب، أن إدارته ضمنت شراء نحو 90 في المئة من الاحتياطات العالمية لدواء «رمديسفير» المضاد للفيروس.

وقال خلال مراسم توقيع أوامر تهدف لخفض أسعار الأدوية في الولايات المتحدة، أمس الأول، «ضمنت إدارتي السيطرة على 90 في المئة من المعروض العالمي لرمديسفير الذي له تأثير كبير بالنسبة إلى الولايات المتحدة»، مضيفاً أن «هناك دراسات مستمرة على أساس يومي لتطوير علاجات واعدة كثيرة».

ويأتي هذا الإعلان بعد أن أفادت صحيفة «غارديان»، بأن الولايات المتحدة اشترت تقريباً كل احتياطات «رمديسفير» لمدة 3 أشهر مقدماً، مشيرة إلى أن هذا الإجراء سيمنع أي دولة أخرى من اقتناء هذا العقار بكميات كافية.

أميركا اللاتينية

وفي أميركا اللاتينية والكاريبي، تجاوز عدد الإصابات عتبة الأربعة ملايين، بينهم 2.2 مليون في البرازيل وحدها.

والوضع مأساوي في البيرو خصوصاً حيث بلغ النظام الصحي في ثاني مدن البلاد أريكويبا طاقته القصوى.

من ناحيته، قال الرئيس المكسيكي مانويل لوبيز أوبرادور، إن الحاجة إلى الارتداء الدائم للكمامات في الأماكن العامة لم تثبت علمياً، وذلك بعد يوم من تسجيل بلاده رقماً قياسياً من الإصابات اليومية.

أوروبا

وفي أوروبا، أدى الوباء إلى وفاة 207 آلاف و118 شخصاً، حيث بلغ عدد الإصابات أكثر من 3 ملايين.

وقالت ناطقة باسم الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية إن «ارتفاع عدد الإصابات مجدداً في بعض الدول بعد تخفيف إجراءات التباعد يشكل بالتأكيد مصدر قلق».

ودعت المنظمة الدول الأوروبية إلى البقاء مستعدة للتحرك ورفع القيود «بحذر» وحتى إعادة فرضها إذا اقتضى الأمر.

وانطلقت تحذيرات من حدوث موجة ثانية من الجائحة في ألمانيا وسط عودة الإصابات اليومية للارتفاع مجدداً، مما اعتبره معهد «روبرت كوخ» الألماني لمكافحة الأمراض أمراً مثيراً للقلق.

أما في فرنسا، فقال وزير الصحة أوليفييه فيران، في مقابلة مع صحيفة Pais اليومية الإسبانية، إنه لا يمكن استبعاد إعادة إغلاق الحدود، مع زيادة الإصابات.

وأضاف: «في يوم واحد عززنا السيطرة على الحدود مع مناطق معينة، خصوصاً بين فرنسا وألمانيا. من المهم الالتزام بمبدأ المعاملة بالمثل، والحفاظ على الحوار ونشر وتبادل المعلومات إذا لزم الأمر، والاتفاق على التدابير».

في وقت سابق، أوصى رئيس الوزراء جان كاستيكس المواطنين الفرنسيين، بتجنب زيارة كتالونيا بشمال شرقي إسبانيا إذ أمرت الحكومة بإغلاق الملاهي والحانات ليلاً بسبب تدهور الوضع الوبائي هناك مع ارتفاع عدد الإصابات.

كما أن النروج فرضت قيوداً على الرحلات مع إسبانيا حيث تسجل زيادة في عدد المصابين.

وأعلنت بلجيكا وفاة طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، لتصبح أصغر الضحايا سناً في هذا البلد الذي شهد ارتفاعاً في عدد الإصابات الذي بلغ 67 ألفاً و847.

جونسون

وفي لندن، أقر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأخطائه في تعامل حكومته مع الجائحة، وذلك في حوار تلفزيوني أمس، لمناسبة مرور عام على توليه المنصب.

وقال جونسون لقناة «سكاي نيوز»: «بالطبع، أحياناً ما نحكم على الأشياء بشكل خاطئ ونحن نتعلم طوال الوقت. يجب أن تتعلم من أخطائك بأسرع وقت ممكن»، متوقعاً أن أسوأ أزمة صحية «ستنتهي بحلول منتصف العام المقبل».

الفيروس سيستمر

في غضون ذلك، يواصل العلماء في بريطانيا إجراء التجارب حول لقاح ضد الفيروس، ليؤكد أحد كبار علماء المناعة في العالم، البروفيسور جون بيل، العالم البارز وأستاذ الطب في «جامعة أكسفورد»، إن «الفيروس قد يظل مستوطناً إلى الأبد، لأن العنصر المسبب لعدوى الفيروس قد لا يقضى عليه أبداً».

وقدم بيل أدلة تفيد بأن أي «لقاح محتمل ضد الفيروس، من غير المرجح أن يكون له تأثير مناعي مستدام فيستمر فترة طويلة جداً».

في المقابل، ذكرت دراسة دولية نشرتها شركة «كيكست سي ان سي» أمس، أن تأييد الحكومات في إدارة استجابتها لأزمة «كورونا» يتضاءل في العديد من البلدان مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان.

وأظهرت الدراسة التي أجريت في فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا واليابان والولايات المتحدة والسويد هذا الانخفاض مقارنة بشهر يونيو.

صلاة العيد

في غضون ذلك، أعلنت سبع دول عربية، منع صلاة عيد الأضحى في عموم المساجد والساحات، وقصرها على مسجد واحد أو مساجد محددة وبضوابط واشتراطات حازمة.

وهذه الدول هي: السعودية، والإمارات، والمغرب، والجزائر، ومصر، والعراق، وسورية.