في وقت تواجه القاهرة تحديات وصفها الرئيس عبدالفتاح السياسي بأنها الأخطر في تاريخها الحديث، بدا وكأن بعض الأصوات تتعالى في القاهرة لإعادة إحياء مقترح تأسيس "قوة عربية موحدة" وهي المبادرة التي أطلقها السيسي، خلال القمة العربية بمدينة شرم الشيخ مارس 2015.

المتحدث باسم مجلس النواب المصري صلاح حسب الله، قال أمس، إن "موقف الدول العربية الداعم لمصر ورئيسها في تحركاتها لإحباط مخطط ضرب استقرار المنطقة العربية، يدفعه للإعراب عن أمله في أن تكون هذه الصحوة من الأشقاء العرب، بداية جادة لتنفيذ مبادرة السيسي، التي أطلقها منذ أكثر من ست سنوات بإنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة".

Ad

وشدد حسب الله، في بيان، على أن "تنفيذ تلك المبادرة على أرض الواقع وفي هذا التوقيت المهم سيكفل إنهاء جميع المؤامرات والتحديات والمخاطر التي تواجه الأمة العربية، لا سيما من قوى الشر والظلام والإرهاب والدول الداعمة لهذه القوى".

ووجه المتحدث "التحية إلى قادة الشعوب العربية لدعمهم مصر، تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية، خصوصاً في ملفي سد النهضة والأزمة الليبية، وأن الوضع الموحد عربياً مهم لإعادة موازين القوى بالمنطقة لحالتها الطبيعية، بقيادة مصرية ودعم سعودي وخليجي مطلق".

في غضون ذلك، حكم ميراث عدم الثقة مصير مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، إذ كشف عضو فريق التفاوض المصري حول السد، علاء الظواهري، عن استياء مصري عميق من التصرفات الإثيوبية، إذ قال في تصريحات إعلامية، إنه لا يوجد أي تفسير لحالة الانقلاب الشديدة في شكل تصريحات غريبة ومستفزة لوزير خارجية إثيوبيا غيدوأندرغاشو، والتي قال فيها الأخير، إنه بعد إتمام الملء الأول لبحيرة السد، أصبح "النيل لنا".

وأبدى الظواهري تعجبه الشديد من التصريحات الإثيوبية المستفزة، وأضاف: "هل يرغبون في دفع مصر للانسحاب من المفاوضات؟" ولفت إلى النهج الإثيوبي السعي لدفع المفاوضات نحو الهاوية، إذ كلما تم التوصل إلى اتفاق بشأن السد، يسعى الجانب الإثيوبي إلى هدمه في آخر لحظة، وكشف عن أن أديس أبابا تعطي "وعوداً وهمية" خلال المفاوضات.

الإحباط الواضح في لهجة المسؤول المصري جاء بعد أن قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، أمس الأول، إن بلاده لا تريد إبرام اتفاق ملزم بشأن سد النهضة مع مصر والسودان، بل تسعى فقط إلى اتفاق استرشادي يمكن مراجعته في أي وقت، بينما قال نائب رئيس الوزراء الإثيوبي ديميكي مكونن، إن الانتهاء من الجولة الأولى من ملء السد يعد "نهاية الاستخدام غير العادل لفترة طويلة لنهر النيل".

ورغم التوتر المتصاعد والواضح في التصريحات المتبادلة، دعا الاتحاد الإفريقي، أمس الأول، مصر والسودان وإثيوبيا إلى العمل على وجه السرعة لوضع اللمسات الأخيرة على نص اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، بدعم من خبراء ومراقبي الاتحاد، لكنه لم يحدد أي مسار زمني للانتهاء من المفاوضات، واكتفى بالقول، إن جنوب إفريقيا بصفتها رئيسة الاتحاد ستتواصل مع الأطراف الثلاثة بشأن جلسة المفاوضات الثلاثية المقبلة لمعالجة القضايا القانونية والتقنية العالقة.