أعرب وزير الخارجية الشيخ د. أحمد الناصر عن أمله في الدفع بالعلاقات الخليجية- الأوروبية وتعزيزها من خلال التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين، التي ستضمن وتؤكد الحفاظ على هذه الشراكات الاقتصادية المهمة، معبراً عن التقدير للمواقف الأوروبية الداعمة لمبادرة الوساطة التي يقوم بها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لرأب الصدع بين الأشقاء في البيت الخليجي.

جاء ذلك خلال مشاركة الناصر في احتفالية الذكرى الأولى لافتتاح بعثة الاتحاد الأوروبي لدى البلاد، التي أقيمت أمس، عبر تقنية الاتصال المرئي والمسموع، بدعوة من سفير مفوضية الاتحاد الأوروبي لدى الكويت كريستيان تودور وبحضور رؤساء بعثات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المعتمدة لدى البلاد.

Ad

وعبر الناصر في كلمة له خلال الاحتفالية عن سروره للمشاركة في هذا الاحتفال الذي يمثل خطوة مهمة، ويعتبر مؤشراً قوياً على العلاقة العميقة والمتينة التي تربط الكويت بالاتحاد الأوروبي وشهادة على الأهمية التي يعول بها كل جانب على الآخر.

وأشار إلى المساعي التي تقوم بها الكويت لتطوير علاقاتها مع جميع مؤسسات الاتحاد الأوروبي ومع الدول الأعضاء، مبيناً أن الكويت هي أول دولة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقعت اتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبي والتي تعتبر حجر الزاوية في العلاقات الثنائية الناجحة، التي تربط الجانبين وفتحت الأبواب ومهدت الطريق للطرفين للحوار والمشاركة في نقاشات تفصيلية في مختلف المجالات التجارية والاستثمارية والاقتصادية والأمن والتعاون في مجال المساعدات الإنسانية والتنمية والعديد من القضايا الحيوية والمهمة.

نتائج مثمرة

واستذكر وزير الخارجية النتائج البناءة والمثمرة للمشاورات والمناقشات السياسية المكثفة بين الجانبين لمعالجة القضايا الإقليمية والدولية والمساهمة في حلها أو التخفيف من حدتها وعلى وجه التحديد استضافة الكويت والاتحاد الأوروبي لعدد من مؤتمرات المانحين الدولية ومؤتمرات الإغاثة لسورية والعراق وشعب الروهينغا علاوة على العمل المشترك بين الكويت والاتحاد الأوروبي في دعم الحوارات الأمنية المعنية بمكافحة الإرهاب واجتثاث جذوره وتجفيف منابعه.

وثمن مستوى العلاقات الوطيدة التي تربط بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي التي أسست عام 1988 وما يميز هذه العلاقات من تجارة بينية ضخمة أصبح خلالها الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لدول مجلس التعاون الخليجي على مدى السنوات القليلة الماضية فيما تعد دول مجلس التعاون رابع أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي.

كما أشاد وزير الخارجية بما توصلت إليه العلاقات العربية - الأوروبية من شراكة مهمة واستراتيجية تعززها علاقات وثيقة وتاريخية مستذكراً القمة الأولى بين قادة الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي التي عقدت في شرم الشيخ العام الماضي وساهمت بشكل كبير في تعزيز العلاقات بين الجانبين الأوروبي والعربي في العديد من الجوانب ومجالات التعاون المشترك لكلا الجانبين.

وأثنى على الموقف المشرف الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي في الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق والاستمرار في دعم التوصل إلى حل الدولتين ورفضه الممارسات الاسرائيلية غير المشروعة بضم أراضٍ فلسطينية وعربية، علاوة على المواقف الإنسانية الداعمة للشعب السوري، كذلك المساعي الحميدة والحثيثة لمساعدة العراق واليمن وليبيا والتخفيف من احتياجاتهم الإنسانية، مؤكداً أن الكويت ستبذل قصارى جهدها لمساعدة شركائها في الاتحاد الأوروبي في هذا السياق.

وأشاد وزير الخارجية وأثنى على العمل الدؤوب الذي تقوم به بعثة الاتحاد الأوروبي في الكويت في إطار تعزيز التعاون المشترك بين الجانين والدفع بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب وأوسع وتحقيق جميع الأهداف المشتركة بينهما.

من جانبه، أشاد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي كريستيان تودور، بالتعاون والدعم الكبيرين اللذين تلقاهما البعثة منذ تدشينها العام الماضي، معرباً عن وافر التقدير والامتنان للمساندة التي تلقتها البعثة من وزارة الخارجية والقائمين عليها نحو تسهيل كل الإجراءات العملية والمهنية لإتمام أعمالها بكل اقتدار.

وثمن تودور عالياً الجهود والمواقف التي تتخذها الكويت على الصعيدين الإقليمي والدولي وبمبادراتها الإنسانية ودعمها لحفظ أمن واستقرار المنطقة.

حضر المناسبة مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا السفير وليد الخبيزي، ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب وزير الخارجية السفير صالح اللوغاني، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا المستشار محمد حياتي، وعدد من كبار مسؤولي وزارة الخارجية.