أطلق قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي (سنتكوم)، الجنرال كينيث ماكينزي جملة من المواقف، في خضم جولة بالمنطقة، شملت حتى الآن الكويت والسعودية والبحرين وقطر والأردن ولبنان والعراق وشمال سورية، هدفها مناقشة التحديات الأمنية المشتركة.

ورغم رفضه الإجابة عن أسئلة تتعلق بالحوادث الغامضة في إيران، وبينها الانفجار في موقع نطنز النووي، فضلاً عن الهجوم المحدود الذي استهدف معدات أميركية في جنوب العراق، والتصعيد الحوثي ضد السعودية، اللذين رأى مراقبون أنه قد يكون وراءهما «طلائع» رد إيراني، كان ماكينزي حازماً لجهة تحذير طهران من أن أي استهداف للقوات الأميركية سيكون ثمنه باهظاً.

Ad

وقال ماكينزي، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف نظمه المكتب الإقليمي الإعلامي للخارجية الأميركية، وشاركت فيه «الجريدة» أمس، إن «الكويت هي شريك رئيسي ومهم لنا بالمنطقة، في دعمها لنا وللتحالف العالمي لمكافحة الإرهاب، ونعتبرها أهم موقع استراتيجي لقواتنا ولقواعدنا في المنطقة، ويسمحون لنا بالتحرّك بحرية مطلقة وحسب اللزوم».

وأضاف: «الكويت دولة صديقة للولايات المتحدة، منذ سنوات طويلة، ولدينا علاقات مهمة وممتازة على مختلف الصعد مع الكويت، التي لطالما كانت مضيافة جداً».

وتابع: «أريد أن أعبّر عن سروري للفرصة الرائعة، التي أتيحت لي، بمقابلة رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ أحمد المنصور، ونائب رئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن الشيخ خالد الصباح».

وعن مدى تأثير فيروس كورونا المستجد على العمليات العسكرية، بما في ذلك بالكويت، أوضح: «تم عزل جنودنا المصابين ومعالجتهم، لضمان عدم انتقال العدوى منهم الى آخرين والتسبب بأي مشاكل صحية للدولة التي تستضيفنا. كما أننا حصلنا على مساعدات طبية من جانب حلفائنا في المنطقة، فيما يتعلق بمعالجة المصابين. ولكني أؤكد أنه رغم هذه الاصابات، فإنه لايزال بإمكاننا تنفيذ كل مهامنا على أكمل وجه، عالمياً وإقليمياً». ورداً على سؤال عما إذا كانت إيران عدلت استراتيجيتها للهيمنة على المنطقة، بعد تصفية قائد ​فيلق القدس​ الجنرال ​قاسم سليماني،​ في يناير الماضي، أجاب ماكينزي: «بعد ما حصل في يناير، أصبحنا في مرحلة من الردع المتنازع عليه، والذي وُلد من خلال القدرة والإرادة، وأنا لا أعتقد أن إيران لديها أي شك في قدراتنا، لكن في بعض الأحيان كانوا يشككون في إرادتنا».

وأشار إلى أن «إيران لا تزال تسعى للسيطرة على المنطقة، وإخراج ​الولايات المتحدة​ منها، وأعتقد أنهم ما زالوا عازمين على متابعة ذلك، لكنهم يحسبون كيف يمكنهم تحقيق هذا الهدف، من دون عبور أي خط أحمر، وأعتقد لأول مرة أننا حددنا نوعاً ما بعض الخطوط الحمر، التي ربما لم تكن مرئية لهم من قبل».

ولفت إلى أن «من الصعب جداً معرفة ما تفكر به إيران، ووضعها الآن في المنطقة حساس جداً، وأعتقد أن إيران تواجه صعوبة في عملية اتخاذ القرار، خصوصاً بعد مقتل سليماني».

وتابع: «واشنطن أسست مسرحاً كاملاً لردع إيران بشكل مباشر وغير مباشر، وتكلفة أي فعل ضد القوات الأميركية في المنطقة ستكون باهظة، والولايات المتحدة تعتقد أن إيران دائماً على دراية بقدرات الجيش الأميركي العسكرية».

وإذ جدد القول بأن بلاده «ستدفع نحو المضي قدماً في حظر الأسلحة المفروض على إيران في الأمم المتحدة»، علق ماكينزي على الاتفاق الموقع بين إيران وسورية أخيراً، في مجال الدفاع الجوي، معتبراً أن «إيران تستخدم سورية لأسباب خاصة بها، وعلى رئيس النظام السوري بشار الأسد أن يكون على دراية بذلك، ونحن نراقب التحركات الفعلية على الأرض، لا النقاشات فقط بين الجانبين».

وفي الموضوع العراقي، أعرب ماكينزي عن تفاؤله «بشأن واقع وجودنا في العراق، فرئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي يريد فرض السيادة العراقية، ونحن نتفق معه تماماً، ونؤمن بأنه يمكننا المساهمة في ذلك، وأعتقد أنه يسعى إلى كسر سيطرة ميليشيات الحشد الشعبي وتوفير الأمن للقوات الأميركية، وأعتقد أننا في وضعية جيدة مع الكاظمي، للمضي قدماً بالحوار الاستراتيجي الثنائي، ولديه أيضاً واقع سياسي عليه التعامل معه، وهو يدرك صعوبة هذا الموضوع، والوجود الأميركي العسكري في العراق يعتمد على التشاور بيننا وبين الحكومة العراقية، وعلينا أن نتحلى بالصبر بينما يمضي هو قدماً».

وبعد أيام على تقارير عن تجربة القوات الأميركية في بغداد أنظمة دفاع جوي، أقر قائد «سنتكوم» بأن هناك «أنظمة حماية جديدة في المنطقة الخضراء، إذا استدعى الأمر ذلك»، لكنه رفض «مناقشة التفاصيل التكتيكية حول الموضوع»، رداً على سؤال عن التجربة التي أثارت الذعر في العاصمة العراقية.

إذا هاجم «حزب الله» إسرائيل فلن تكون النهاية «جيدة» للبنان

فيما يتعلّق بالوضع اللبناني، أكد ماكينزي أن «واشنطن ملتزمة بدعم لبنان والقوى الشرعية فيه»، معتبراً أن «حزب الله لا يزال المشكلة».

وحذر الجنرال الأميركي «حزب الله» من أي عمل عسكري ضد إسرائيل، معتبراً «أن ذلك سيكون خطأ كبيراً، ولن تكون نهايته جيدة للبنان والحزب ومناصريه».