انتهت مدة مهمة الأمم المتحدة لتسليم المساعدات عبر الحدود في سورية، أمس الأول، من دون أن يتمكن مجلس الأمن الدولي، الذي يشهد انقساماً عميقاً، من تمديد هذه الآلية الحيوية لتأمين مساعدة إنسانية لملايين الأشخاص في هذا البلد.

وبعد 5 عمليات تصويت، منذ الثلاثاء، لم تجدِ أي منها، واستخدمت روسيا والصين حقهما في النقض (الفيتو) ضد مقترحات ألمانية- بلجيكية، بدأت برلين وبروكسل مبادرة أخيرة لمحاولة إنقاذ هذه الآلية على أمل إجراء تصويت جديد في نهاية الأسبوع.

Ad

وحذرت منظمات غير حكومية عدة في الأيام الأخيرة من إيقاف المساعدات عبر الحدود نهائياً. واعتبرت أن ذلك سيمثل «ضربة قاصمة لملايين العائلات السورية التي تعتمد عليها للتزود بالمياه الصالحة للشرب والغذاء والعلاج والسكن».

السويداء

إلى ذلك، أعلنت حركة «رجال الكرامة» سعيها للوقوف في وجه «النهج الحكومي الظالم» المستمر في محافظ السويداء منذ 50 عاماً.

وأصدرت الحركة بياناً، أمس الأول، أكدت فيه أن «سياسة المماطلة التي ينتهجها بعض المسؤولين في الحكومة السورية في تأخير تلبية المطالب المحقة لأهالي المحافظة، لم تكن نتيجته إلا هذا الدمار والخراب، الذي حل بعموم وطننا»، ملوحة إلى امتلاكها كثيراً من الخيارات «للحفاظ على الوجود والكرامة وعدم الرضوخ لأي محاولة لأي ابتزاز ولنيل منها».

وإذ رفضت الحركة الدرزية أي «مشروع خارجي أو أي أجندة لا تصب في مصلحة المجتمع السوري بكل مكوناته وأطيافه أو أن تكون جزءاً من أي مؤامرة تحاك من أي طرف»، تعهدت بدعم التظاهرات التي خرجت في المحافظة، خلال الأسابيع الماضية، تحت شعار بدنا نعيش»، وقالت: «كرامة أهلنا وحريتهم في التعبير من أهم مقدساتنا، ولن نسمح لأحد كان من كان أن يسلبنا حريتنا وكرامتنا، وسندافع عن حقوقنا بكل السبل تماشياً مع أخلاقنا وعاداتنا».

وجاء البيان بعد ساعات من إفراج الحكومة عن ثمانية شبان اعتقلتهم على خلفية مشاركتهم في تظاهرات السويداء، منتصف يونيو الماضي.

خروج وتغيير

وفي دير الزور، أفاد المرصد السوري، أمس، عن خروج تظاهرة في بلدة العزبة الخاضعة لسيطرة الأكراد تطالب خصوصاً بطرد المليشيات الإيرانية، وتفعيل دور المكون العربي، وإطلاق سراح المعتقلين، وتغيير المجالس المدنية، فضلاً عن مطالبتهم للتحالف الدولي بأن يكون له دور في إيجاد حلول للمشاكل في المنطقة.

وفي درعا، أشار المرصد إلى خروج تظاهرة مماثلة في الجيزة تطالب بتغيير سياسي وتهتف ضد النظام السوري، وتدعو لخروج الإيرانيين وحزب الله اللبناني من سورية، مشيراً إلى أن القوات الحكومية نفذت حملة دهم واعتقالات ببلدة قرفا الواقعة بالريف الشمالي.

أنقرة

في المقابل، استبعد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن تخلي الرئيس بشار الأسد عن منصبه أو اللجوء إلى دولة أخرى. وقال كالن: «ما يجب فعله في سورية هو تحقيق تقدم في المسار السياسي، بموجب القرار الأممي رقم 2254، وإكمال أعمال لجنة صياغة الدستور التي ستجتمع في أغسطس القادم، ومن المهم أن تكون النتيجة التي ستصدر عن اللجنة ملزمة للجميع».

ضربة مجهولة

وفي تطور ميداني، قتل 35 مسلحاً بينهم قياديان، أمس الأول، جرّاء استهداف طيران مجهول الهوية يعتقد انه إسرائيلي، رتلاً من مجموعات تابعة لإيران بالقرب من مدينة البوكمال في محافظة دير الزور على الحدود العراقية، بحسب وكالة «الأناضول»، التيأكدت إصابة العشرات واحتراق عدد كبير من الآليات العسكرية.

وتتعرض دير الزور، التي تشهد وجوداً كثيفاً لمليشيات إيران يتم إدارتها من قبل الحرس الثوري الإيراني، لقصف متكرر من طائرات أميركية وإسرائيلية.

وفي الميادين، أكد المرصد أن الشرطة العسكرية الروسية أطلقت النار على سيارة يستقلها 3 عناصر من المخابرات الجوية، لعدم توقفهم على حاجزها عند دوار البلعوم، ما أدى لمقتل أحدهم واعتقال آخر وفرار الثالث.

لقاءات كوباني

وبعد أيام من لقائه قائد القوات الروسية في سورية أليكساندر تشايكو، التقى القائد العام لقوات سورية الديمقراطية (قسد) مظلوم كوباني، قائد القوات المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي. وأوضح كوباني أن لقاءه مع ماكينزي تناول مناقشة قضايا مشتركة، في مقدمتها «محاربة تنظيم داعش وتنامي خطر الإرهاب الذي يهدد عالمنا وتوطين السلام في المنطقة»، معرباً عن تقديره لدعم واشنطن المستمر لقواته.

ووسط مؤشرات على معركة قريبة، اتفق كوباني، في وقت سابق، مع قائد القوات الروسية على رفع مستوى التنسيق والعمل المشترك، قبل أن يزور العميد في الجيش السوري سهيل الحسن المنطقة الواقع أغلبها تحت السيطرة الكردية، الاثنين الماضي.

إلى ذلك، أعلن التلفزيون السوري الرسمي أن القوات الحكومية اعترضت رتلاً للقوات الأميركية في ريف الحسكة الشمالي الغربي