زار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، مساء أمس الأول، أسرة الأكاديمي والمحلل الامني والسياسي الراحل هشام الهاشمي، الذي اغتاله مسلحون مجهولون الاثنين، متعهداً بملاحقة القتلة.

واغتال مسلّحون مجهولون يستقلون دراجتين ناريتين الهاشمي (47 عاماً)، مساء الاثنين، أمام منزله في شرق بغداد، ليترك وراءه زوجة وثلاثة أبناء وابنة، في هجوم أثار موجة غضب وتنديد في العراق وخارجه.

Ad

وفيما لا يزال المنفذون طلقاء، يلفت خبراء إلى أن عملية الاغتيال تؤشر إلى تحوّل مأساوي في العنف السياسي المتصاعد منذ انطلاق شرارة الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر الماضي.

ويعرف عن الهاشمي، وهو من مواليد بغداد، ظهوره المنتظم على القنوات التلفزيونية المحلية والأجنبية، لتحليل أنشطة الجماعات الجهادية والسياسة العراقية، كما كان وسيطاً بين أطراف سياسية عدة لقربه منها جميعها، مما كان يضمن له مستوى من الحماية.

لكنه بحسب زملائه تلقى تهديدات، خصوصا بعد حادثة اعتقال قوات مكافحة الارهاب العراقية عناصر من "كتائب حزب الله- العراق" بتهمة اطلاق الصواريخ على سفارات وقواعد اجنبية.

وقدم الكاظمي الأربعاء تعازيه لعائلة الهاشمي، واصفاً الراحل، الذي كان صديقه الشخصي ومستشاره، بـ"البطل والأيقونة الوطنية".

وقال الكاظمي، وهو جالس وسط أبناء الهاشمي الثلاثة، عيسى وموسى وأحمد، إن "الذي يخاف من الكلمة، لا نستطيع ان نقول عنه غير أنه جبان. هشام لم يقم بشيء إلا أنه ساعد العراقيين بالكلمة".

وأضاف، تعليقاً على عملية الاغتيال، أن "هذا التصرف ليس تصرفاً عراقياً. العراقي لا يقتل العراقي".

وتوجه إلى زوجة الهاشمي قائلاً: "من جيل إلى جيل، هشام سيبقى موجوداً. دمه عندي والقتلى لن يفلتوا. هذا واجبي وواجب الدولة".

وحذر محللون من أن عملية الاغتيال قد تدخل البلاد في مرحلة مظلمة وعنيفة، من خلال إسكات الأصوات المنتقدة للأحزاب السياسية.

الى ذلك، كشفت خلية الازمة النيابية، أمس، عن تحرك لاستضافة الكاظمي ووزير الصحة في البرلمان، بسب أزمة كورونا للاطلاع على "الخطط وأسباب زيادة تفشي الوباء في الفترة الأخيرة، لاسيما أن هناك جهودا كبيرة تبذل من قبل جميع الكوادر الطبية والصحية".