قال المدير الإقليمي لشركة طيران الشرق الأوسط - الكويت، مروان عبدالباقي إن طيران «ميدل إيست» سيدشن رحلاته التجارية بداية أغسطس المقبل، بالتزامن مع بدء تشغيل مطار الكويت للرحلات التجارية رسمياً، وبمعدل رحلة يومياً بشكل مبدئي، بالتنسيق مع الطيران المدني، مبينا أن جدول الرحلات بانتظار موافقة الجهات المختصة.

وكشف عبدالباقي، في حوار مع «الجريدة»، عن قرب تسلّم 15 طائرة جديدة منتصف الشهر الجاري لتحديث أسطول طيران الشرق الأوسط، موضحا أن كل طائرات الشركة مجهزة بأحدث التقنيات الخاصة بتنقية الهواء والفلاتر الهيبا الخاصة بالقضاء على الفيروسات، إلى جانب الحرص على تطبيق مبدأ التباعد بين المقاعد، تجنباً للعدوى بـ «كورونا».

Ad

وأكد استقرار وضع شركة طيران الشرق الأوسط المالي رغم الأوضاع الراهنة في المنطقة والجائحة التي عصفت بأرباح أغلب شركات الطيران، مبينا أن هذه الأزمة لم نشهدها من قبل بإغلاق المطارات حول العالم لفترة 4 أشهر مما ادى الى تفاقم خسائرها.

ورحّب عبدالباقي بالسائح الكويتي لزيارة لبنان، مؤكداً أنه وجهة معتادة مفضلة لدى الكويتيين، كما أن الأسعار فيه ممتازة جداً، كما يعتبر لبنان وجهة آمنة نسبياً من حيث تفشي الفيروس، فهو من أقل الدول تسجيلاً للإصابات في العالم، حيث لم تتجاوز فيه 1600، وإلى تفاصيل الحوار:

• متى ستشغل طيران الشرق الأوسط رحلاتها التجارية؟

- سندشن رحلاتنا التجارية مطلع شهر أغسطس المقبل بمعدل رحلة يوميا، ونحن نتابع عودة عمل مطار الكويت الدولي للعمل رسميا بداية شهر أغسطس وفتح الرحلات التجارية، حيث قدمنا جداول رحلاتنا الجديدة بمعدل رحلة يوميا من بداية اغسطس حتى 24 أكتوبر، وبانتظار موافقة الطيران المدني حول هذه الرحلات لتكون وجهتنا بيروت والانطلاق منها حول العالم.

أما فيما يتعلق بالرحلات الحالية، فقد قام الطيران منذ بداية مرحلة الحظر الكلي البدء بتشغيل رحلات الإجلاء، حيث ان مطار الكويت كان مغلقا أمام الرحلات التجارية، وتم السماح لرحلات الإجلاء فقط، حيث أصبح لدينا معدل رحلة الى رحلتين كل عشرة أيام خلال هذه الفترة وتم إجلاء أكثر من 3 آلاف لبناني الى لبنان خلال تلك الفترة.

• هل هناك إجراءات صحية متّبعة في طائرات لحماية صحة المسافرين؟

- نعم فقد راعينا التباعد الاجتماعي في رحلاتنا ومنذ رحلات الاجلاء التي قام بها طيران الشرق الأوسط، فقد وصلت السعة الاستيعابية للطائرة الى النصف، حيث إن الطائرة التي كان يسافر على متنها 200 راكب، سافر عليها 100 فقط، الى جانب وجود طاقم طبي مؤلّف من طبيبين وممرضات، يقومون بفحص جميع المسافرين، والتأكد من وضعهم الصحي، وإن كانوا يحملون أمراضا مزمنة ودرجة حرارتهم، إضافة الى فحص أوّلي على باب الطائرة في قاعة المغادرة، ويتم تغير كافة المستلزمات الوقائية، مع الزام المسافرين بارتداء الكمامات والقفازات.

•مع عودة مطار الكويت لاستئناف رحلاته بداية أغسطس بطاقة 30 بالمئة، ما خطة طيران الشرق الأوسط؟

- عند استئناف مطار الكويت تشغيل الرحلات التجارية بطاقة 30 في المئة، فقد وضعنا خطة تراعي مراحل التدرج، إلا أنه حتى اللحظة لا نعلم قوة ونسبة الطلب خلال الفترة القادمة، لاسيما بعد إغلاق استمر أكثر من أربعة أشهر، وأن هناك أعمالا ستعود للعمل من جديد بقوة دون وجود إجازات، كما أن الصورة غير واضحة، وسط توارد أنباء تأجيل المدارس، حيث انه كان من المفترض أن تعود في شهر اغسطس حتى أواخر سبتمبر، ومع عودة العام الدراسي الجديد في شهر أكتوبر، وإن طبّق هذا الأمر فسيؤثر على عدد الطلبة المسافرين أو الذين سينهون العام الدراسي، وأشير الى أن كل هذه المعطيات تؤثر في نسبة الاقبال على الطيران، ولذلك نرى الأمور غير دقيقة بنسبة 100 بالمئة، إلا أننا سنعمل على مجاراة هذه التطورات.

• هل تقوم طيران الشرق الأوسط بتعقيم طائراتها والمحافظة على نقاء الهواء؟

- نعم، تحافظ طيران الشرق الأوسط على أعلى معايير التعقيم والنظافة في أسطول طائراتها، والتي تضعها الشركات المصنعة للطائرات التي بدورها تحدد طريقة التعقيم والمواد المستعملة، حيث من غير الممكن جلب مواد تجارية وتجربتها في تعقيم الطائرة، مما قد يؤثر في سلامة الطائرة والسلامة العامة، ومن الممكن ان تحتوي على مواد ضاره، كالأسيد وغيرها، التي من الممكن أن تضر التوصيلات الكهربائية أو المعدات داخل الطائرة، والتي قد تقود الى وقوع حادث، لذا نحن نستعمل المواد المصرح بها من المصنع الخاص بالطائرة والمنظمة العالمية للطيران ومنظمة الصحة العالمية، إضافة الى ذلك يحدد الطيران المدني لكل دولة الاشتراطات في هذا الشأن وعلينا الالتزام بها.

أما فيما يتعلق بطائراتنا كذلك، فهي طائرات حديثة وبها تقنية فلاتر الهيبا التي تنظف الهواء الموجود في الطائرة من الفيروسات والبكتيريا كافة، وإضافة الى التعقيم العادي، هناك تعقيم خاص للطائرة لكل توقّف، الى جانب الفلاتر الموجودة في داخلها، والذي يضمن سلامة الركاب والطاقم بداخلها، مما يوفر الحماية للركاب.

• هل سيكون هناك فحص PCR لكل المسافرين على متن رحلاتكم؟

- تختلف الآلية في هذا الشأن، فهناك دول في العالم مسموح بها القيام بفحص

الـ PCR سيتحتم على الراكب القيام بالفحص قبل صعود الطائرة، وتكون النتيجة سلبية خلال أربعة أيام من السفر حتى الـ 96 ساعة، وعند وصوله لمطار بيروت سيكون هناك طاقم طبي كامل من وزارة الصحة لاستقباله، ويعمل له فحص PCR آخر، وعلى المسافر عزل نفسه منزليا حتى تظهر نتيجة الفحص الأخير، دون الحاجة إلى الانتظار بالعزل المنزلي .

وتتحمل شركة طيران الشرق الأوسط كلفة فحص الـ PCR في مطار بيروت على نفقتها الخاصة دون احتسابه في سعر التذكرة، اما عن المسافرين من دولة الكويت نظراً لعدم وجود فحص لديهم عند المغادرة فيتوجب عليهم إجراء فحص الـ PCR لدى وصولهم إلى مطار بيروت من قبل وزارة الصحة اللبنانية والعزل ٣ أيام بالمنزل حتى الخضوع لفحص PCR ثانٍ واذا كانت نتيجة الفحصين سلبية فيتم فك العزل تلقائيا.

• ما الإجراءات الاحترازية للمسافرين، وما الموانع في صعود الطائرة؟

- من أجل ضمان أكبر قدر من السلامة، نمنع ركوب المسافر للطائرة ممن تظهر عليه أي حرارة أو سعال، مع إجبار المسافرين على ارتداء الكمامة طوال فتره الرحلة، وأوضح أن أي مسافر قادم من دولة لا يتوافر بها فحص

الـ PCR سيعزل نفسه في المنزل مدة 3 أيام الى أن تظهر نتيجة الفحص بمختبر معتمد، وسيكون له موعد محجوز له بتفاصيل من وزارة الصحة، إضافة الى حجز آخر وتعبئة كل البيانات في موقع خاص لوزارة الصحة يحتوي على كل التفاصيل، ليكون هناك تواصل مع وزارة الصحة مع الركاب.

وفي حال كانت النتيجة إيجابية يعتبر مصابا بالمرض ويتّبع الإجراءات الصحية من قبل وزارة الصحة، أما إذا كانت النتيجتان سلبيتين فإنه يتم فك العزل فورا، وأؤكد أن المسافر مع طيران الشرق الأوسط في أمان.

• هل سيتم مضاعفة عدد الرحلات مستقبلا في المراحل الثانية والثالثة؟

- بالطبع سنضاعفها خلال المراحل المقبلة، إلا اننا ملتزمون بنسبة 30 بالمئة التي حددها الطيران المدني الكويتي، وأتمنى أن تكون كافية للركاب الموجودين، وإلا سندرس مع الطيران المدني إدراج رحلات طيران إضافية، حيث إنهم حددوا عدد 10 آلاف راكب يوميا، وسنبحث القدرة على زيادة رحلة أو رحلتين، إلا أن هذه الأمور ترجع للطيران المدني وموافقة السلطات ودراسة السوق والإمكانية الموجودة.

وأتوقع أن يكون هناك طلب عال على الرحلات السياحية، وإذا تم تأجيل المدارس والمواطنين كذلك من بداية الشهر المقبل وسفرهم دون إذن، ولأن الأوضاع عالميا مضطربة وسط الإغلاق الأوروبي وعدم وجود موافقات للسفر الى أوروبا إلا من داخل الاتحاد الأوروبي، الى جانب إغلاق العديد من الدول مطاراتها وعدم اتضاح الصورة في الجانب الآسيوي، مثل سنغافورة وتايلند وغيرها، ونؤكد أن من الوجهات التي اعتاد عليها المواطن الكويتي هي لبنان، وتعد من الوجهات المفضّلة لديه، إضافة الى ذلك نجد أن الأسعار في الدولة ممتازة جدا في الوقت الراهن من ناحية المشتريات في المطاعم والاستراحات، وأصبحت دولة ذات أسعار رخيصة بالنسبة للسياح، وستكون وجهة آمنة نسبيا، فهي من اقل الإصابات في العالم، حيث انها لم تتجاوز 1600 إصابة و30 مريضا في العناية الفائقة، إلا أنهم ليس جميعهم من «كورونا»، فهناك أمراض مرتبطة بالجهاز التنفسي.

350 مليار دولار خسائر القطاع عالمياً

قال مروان عبدالباقي إن أثر "كورونا" على سوق قطاع الطيران العالمي جاء مدمرا، "لأننا لم نشهد في التاريخ الحديث للبشرية إيقاف الطيران بهذه الفترة الطويلة، كما أن الشركات لم تكن مستعدة لمواجهة هذا المرض، وهذه الأزمة عصفت به"، غير أن "طيران الشرق الأوسط" كان "استثنائيا بسبب وجود لبنان في منطقة متفجرة وخطيرة، إذ مرت علينا أزمات شبيهة بإغلاق المطار، إلا انها ليست طويلة كما نمر به حاليا، وتوقف الطائرات بشكل كامل، حيث قمنا بنقل الشركة في السابق وغرف عمليات الى مطار باريس في السبعينيات وكذلك قبرص ودمشق".

وأوضح عبدالباقي أن تفشي الجائحة أثر على كل الشركات العالمية، التي من المتوقع ان تصل خسائرها الى 350 مليار دولار، وأن جميع أرباح شركات الطيران التي حققتها خلال الثلاثين عاما الماضية تمت خسارتها خلال أشهر، إضافة الى إعلان إفلاس عدة شركات وأخرى طلبت الحماية والدعم من دولها، في حين أنه لا توجد أي شركة لم تتأثر والخسائر التي تتكبدها كبيرة، رغم فتح عده مطارات.

وأشار إلى أنه برغم تلك الأحداث، فإن طيران الشرق الأوسط، بالقيادة الحالية برئاسة محمد الحوت، حافظت على موظفيها دون خصم أي راتب، ودفعت جميع مستحقاتهم في موعدها، ولم يتم الاستغناء عن أي موظف بسبب هذه الجائحة، وهذا ما يؤكد الإدارة الممتازة في الشركة، كما أن وضعها المالي مستقر، رغم الأوضاع المالية السيئة في لبنان وتداعيات الجائحة، "ومازلنا نعمل في السوق بدليل وصول 15 طائرة جديدة سيتم تسلمها منتصف الشهر الجاري، وسيتم تحديث كل الأسطول بطائرات حديثة مع تصفية الطائرات القديمة.