تتجه بورصة سنغافورة إلى خسارة مكانتها الإقليمية كمركز مالي في آسيا، بعد سلسلة عمليات حذف الشركات التي زادت عن عمليات الادراج، مما جعل البورصة تتقلص طوال السنوات الماضية، فيما تواصل البورصات الأخرى المنافسة تسجيل النمو وإدراج مزيد من الشركات.

وخلص تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، واطلعت عليه "العربية نت" الى أن بورصة سنغافورة تواجه "تهديدا وجوديا"، بسبب سلسلة الانسحابات لشركات من السوق تزيد في عددها وحجمها عن عمليات الادراج، وهو ما أثر على سمعة البورصة، وشكل تهديدا لها كمركز مالي إقليمي على مستوى المنطقة.

Ad

وقال أرنود فاجنر، الذي كشف عن المشاكل المحاسبية التي أدت إلى شطب شركة "نوبل جروب" المدرجة في سنغافورة عام 2018، "إنها حقا وفاة البورصة"، في اشارة الى تأثير الاغلاقات والانسحابات من السوق خلال السنوات الماضية.

ويشير أكاديميون ومحللون ماليون الى أن بورصة سنغافورة تعاني انخفاض السيولة، إضافة الى التقييمات المرتفعة للعديد من الشركات على مدى الـ15 عاما الماضية، مما أدى إلى انهيار الأسهم عام 2013، والذي قضى على 8 مليارات دولار سنغافوري (6 مليارات دولار) من السوق.

وقال ديفيد جيرالد، رئيس جمعية مستثمري الأوراق المالية بسنغافورة، "لقد تعرضت الأسهم للضرب منذ تلك الملحمة التي أثرت على حماس المستثمرين"، حسبما نقلت "فايننشال تايمز".

وانخفض عدد الشركات المدرجة في بورصة سنغافورة من 776 في أواخر 2013 إلى 715 في مايو 2020، مما يشير بوضوح الى حجم الأزمة التي تعانيها البورصة.

وبحسب بيانات الأسواق، ففي الوقت الذي كانت الشركات المدرجة في سنغافورة تتقلص وتعاني البورصة هناك من تآكل السيولة، فإن الوضع كان مغايرا في البورصات الآسيوية المنافسة، حيث نمت الشركات المدرجة في هونغ كونغ من حوالي 1600 إلى 2500 تقريبا، أما في طوكيو فكانت أقل من 1800 شركة لتصبح حاليا عند نحو 2100 شركة مدرجة.

وإلى جانب شركة نوبل، التي غادرت في 2018، فإن التخفيضات الأخيرة للشركات المدرجة في بورصة سنغافورة (SGX) شملت "Hyflux"، وهي شركة متخصصة في معالجة المياه قدمت طلبا للإفلاس في 2018، إضافة الى شركة "إيجيل هوسبيتاليتي"، التي تم تجميد أسهمها هذا العام، بعد إثارة العديد من الأسئلة والشكوك حول ممارسات الإفصاح الخاصة بها.

وتقول "فايننشال تايمز" إن سنغافورة ينظر لها على أنها المستفيد المحتمل من الأحداث الأمنية والاحتجاجات التي شهدتها هونغ كونغ في الآونة الأخيرة، والتي نتجت عن خطوة الصين لفرض قانون شامل للأمن القومي، إلا أن جيسون إلدر، الشريك في شركة المحاماة ماير براون، يقول إن بورصة سنغافورة (SGX) لديها منافسة متزايدة من "الأسواق القريبة والقوية جدا" بما في ذلك إندونيسيا وماليزيا وتايلند.