بعد أسبوع من عملية اعتقال وإطلاق سراح مقاتلين موالين لإيران على خلفية هجمات مشابهة وغداة قيام رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بتعديلات على رئاسة الأجهزة الأمنية، استهدفت المنطقة الخضراء وسط بغداد بصاروخ كاتيوشا ما أدى إلى إصابة طفل، فيما أحبطت القوات هجوما آخر على معسكر التاجي الذي يضم قوات مشتركة أميركية وعراقية.

وأفادت الخلية الأمنية في بيان أمس، بـ«إطلاق صاروخ كاتيوشا مِن منطقة علي الصالح ببغداد باتجاه المنطقة الخضراء»، مضيفاً أنه سقط بجوار أحد المنازل مما أدى إلى جرح طفل وحدوث أضرار مادية.

Ad

في الوقت ذاته، ذكرت السلطات العراقية أن القوات الأمنية تمكنت من إحباط هجوم آخر في منطقة أم العظام والسيطرة على صاروخ كاتيوشا وقاعدة إطلاقه، وأكدت أن الصاروخ «كان موجهاً نحو معسكر التاجي».

وتأتي هذه المحاولات غداة قيام السفارة الأميركية في بغداد باختبار منظومة «سي رام» المضادة للصواريخ، بحسب ما أكد مسؤول أمني عراقي لوكالة فرانس برس.

وهذه المنظومة، التي نشرت بداية العام في السفارة الأميركية، تقوم بعملية مسح لأي صاروخ أو مقذوف وتفجره في الهواء بإطلاق آلاف الرصاصات في أقل من دقيقة.

ولم يصدر أن تعليق من السفارة الأميركية بشأن استخدام هذه المنظومة أثناء هجوم الأحد.

لكن مصادر عراقية محلية بينها المحلل الأمني هشام الهاشمي أكدت أن المنظومة تمكنت من صد صاروخ الكاتيوشا الذي استهدف المنشأة الدبلوماسية.

وكانت تقارير قالت إن الولايات المتحدة قامت بتجربة منظومة صواريخ «باتريوت» للدفاع الجوي والتي تتكون من رادارات فائقة التطور وصواريخ اعتراض قادرة على تدمير صاروخ باليستي خلال تحليقه، في سماء سفارتها في بغداد لخمس مرات. ووصف رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية محمد آل رضا، ونائب رئيس البرلمان حسن الكعبي الخطوة بـ»الاستفزازية».

وفي أبريل الماضي، بدأت الولايات المتحدة تشغيل أنظمة دفاع جوي لحماية قواعد عسكرية في العراق، تضم جنوداً أميركيين ومن «التحالف الدولي»، ضد تنظيم «داعش»، كانت تعرضت في السابق لهجمات صاروخية تعتقد واشنطن أن إيران والفصائل الموالية لها تقف وراءها.

وباشرت الولايات المتحدة بنشر منظومة صواريخ باتريوت للدفاع الجوي في العراق نهاية مايو الماضي، بعد نحو شهرين من تعرض القوات الأميركية لهجوم بصواريخ بالستية من قبل طهران انتقاماً لقتل واشنطن قائد فيلق القدس قاسم سليماني. وأسفرت إحدى الهجمات في 11 مايو على قاعدة التاجي شمال بغداد، عن مقتل عسكريين أميركيين ومجندة بريطانية.

وتواجه كتائب «حزب الله ـ العراق»، اتهامات من حكومة الكاظمي وواشنطن بالوقوف وراء الهجمات الصاروخية. واتتهم الكتائب الموالية لطهران رئيس الحكومة الحالي مصطفى الكاظمي بالتواطؤ في الضربة الجوية التي قتلت بها الولايات المتحدة قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس مطلع يناير الماضي.

ومنذ أكتوبر 2019، استهدف أكثر من 33 صاروخاً منشآت عراقية تستضيف دبلوماسيين أو جنوداً أجانب إضافة إلى السفارة الأميركية في بغداد. ويشير هجوم أمس، إلى أن محاولة إنهاء الهجمات لم تؤت ثمارها.

محاولة اقتحام

إلى ذلك، نجحت قوات الأمن العراقية في منع اقتحام البوابة الرئيسية للمنطقة الخضراء بعد استجابة العشرات لدعوات وجهتها فصائل عراقية مسلّحة وقوى سياسية مقربة من إيران للتظاهر أمام مقر السفارة السعودية للتنديد برسم كاريكاتوري نشرته صحيفة سعودية تصدر من لندن في عددها الصادر الجمعة الماضي، يتناول الحديث عن السيادة العراقية، واعتبر مسيئاً للمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني.

وقدمت الصحيفة تنويها في وقت سابق إلى أن الكاريكاتير لا يتعلق بالمرجع بل بإيران، إلا أن جهات سياسية وفصائل مسلّحة هاجمت في بيانات وتصريحات لها الصحيفة والسلطات السعودية ودعت إلى تنظيم الاحتجاجات أمام السفارة.

ووفقاً لمصادر أمن عراقية في بغداد، فإنّ المحتجين حاولوا الوصول إلى محيط مبنى السفارة وسط مخاوف من نية اقتحامها.