بعد أسبوع من انفجار ضخم بمنطقة عسكرية كشفت مصادر لـ«الجريدة» أنها كانت تحتوي على غازات تستخدم بتخصيب اليورانيوم، قرب العاصمة طهران، تضررت منشأة بموقع نطنز النووي الإيراني نتيجة تعرضها لحادث فجر أمس، تحتوي نفس الغاز الضروي لتخصيب اليورانيوم.

وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية بهروز كمالوندي إن الحادث لم يسفر عن وقوع خسائر بشرية، ولم يعرقل الأنشطة الجارية في المركز، وانه اصاب مبنى قيد الإنشاء.

Ad

وسعى المسؤول الإيراني إلى تهدئة المخاوف من إمكانية وقوع تسرب ذري، قائلا: «لا داعي للقلق، نظرا لعدم وجود نشاط في المنشأة المتضررة من احتمال حدوث التلوث»، مضيفا ان «فرق خبراء يوجدون الآن في مكان الحادث لدراسة السبب».

وقال مصدر في منظمة الطاقة الذرية، لـ«الجريدة»، إن الانفجار الذي حصل في نطنز مثله مثل انفجار الاسبوع الماضي في منطقة بارشين، استهدف مخازن لغاز UF6، وعمليا ادى الانفجاران الى خسارة ما يزيد على ٨٠ في المئة من مخزون ايران لهذا الغاز، الذي تحتاجه محطة نطنز لتخصيب اليورانيوم، مضيفا أن الانفجار الثاني يؤكد وجود عمليات تخريبية منسقة الارجح هو النفاذ الى شبكة الكمبيوتر التي تسيطر على أجهزة ضغط المخازن.

وأشار المصدر إلى أن إيران ستحتاج الى نحو الشهرين لتعويض الغاز الذي فقدته، وعمليا عليها تخفيف سرعة تخفيضها لليورانيوم بنسبة ٨٠ في المئة فعليا، مضيفا ان الانفجار ادى الى تصدع في مبنى المفاعل، وتوجهت مجموعات متخصصة الى المفاعل للكشف إن كان هناك تسريب في المواد المشعة.

يذكر أن موقع نطنز النووي يقع في محافظة أصفهان، وفي وقت سابق اخترق فيروس «استاكس نت» الموقع، وهو ما تسبب في تأخر برنامج إيران النووي.

تلميح إسرائيلي

وألمحت مصادر إسرائيلية الى وقوف تل ابيب وراء الانفجارين، وكان المدون الإسرائيلي إيدي كوهين نقل عن مصادر استخباراتية غربية، أمس الأول، أن تل أبيب قصفت أكبر معمل لتخصيب اليورانيوم في إيران.

وكتب كوهين، عبر «تويتر»، ان «إسرائيل قصفت معمل تخصيب اليورانيوم الأكبر في إيران، ودمرته، وثمة حالات تسمم إشعاعي وإجلاء للسكان من موقع القصف وتعتيم شامل ومحاولة استعانة بخبراء روس».

رد إيراني

في السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، ردا على المبعوث الأميركي براين هوك، وحديثه عن «الخيار العسكري» ضد طهران، إن بلاده ماضية في مشروع تعزيز بنيتها الدفاعية طالما يتحدث الأميركيون عن «الخيار العسكري» ويؤخرون انسحابهم من المنطقة.

وانتقد موسوي زيارة هوك الأخيرة للمنطقة، قائلا إنها ترمي إلى «بث التفرقة، وتصريحاته لا قيمة لها ولا أساس، وهي مرفوضة».

في موازاة ذلك، علق مساعد «الخارجية» الإيرانية للشؤون السياسية عباس عراقجي على اللقاء بين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي وهوك لبحث «الضمانات المتعلقة ببرنامج إيران النووي».

وهاجم عراقجي غروسي متهما إياه بالانحياز لواشنطن، وطالبه بالحفاظ على «التباعد الاجتماعي والسياسي ومبدأ الحياد!».

تحذير بومبيو

وفي وقت تكثف واشنطن جهودها لتمديد حظر السلاح المفروض على طهران، والذي من المقرر أن يبدا رفعه تدريجيا في أكتوبر المقبل، بموجب الاتفاق النووي، ذكر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ان هدف إدارة الرئيس دونالد ترامب ليس تمديد حظر الأسلحة على إيران في الأمم المتحدة لفترة قصيرة من الوقت. وقال بومبيو للصحافيين: «الولايات المتحدة لها الحق بشكل لا لبس فيه ومن دون الحاجة لموافقة أي دولة أخرى، في ضمان أن يظل هذا الحظر على الأسلحة ساريا».

في سياق قريب، أعلن المدعي العام في طهران، علي القاصي مهر، أن النتائج الأولية تظهر أن سبب الحريق والانفجار في «عيادة سينا» بطهران، والذي أسفر عن مصرع 19 شخصا، لم يكُن متعمدا، وقال إن الحادث نتج عن ماس كهربائي وانفجار كبسولات غاز الأكسجين.

على صعيد آخر، أبقى الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد الباب مفتوحا أمام احتمال ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال في تصريحات نشرت أمس: «لا أفكر في الانتخابات مطلقا. علينا التفكير في الوقت الحالي. هل سنة من الوقت فترة قصيرة؟ يمكن أن يحدث العديد من الأشياء الكبيرة في سنة واحدة. لقد أثاروا قضية الانتخابات من الآن حتى يتم نسيان هذه السنة».