تخصصت حكومات هاتين الدولتين في ضرب وتخريب وسلب الشعب العربي وأراضيه، فهل تعي هاتان الحكومتان أنهما تقدمان ما حلمت به الصهيونية على طبق من ذهب؟ ربما اعتقدتا أنهما ستكسبان أرضا ونفطا وموارد أخرى، ولكنهما، وأقولها لهما مرة أخرى، ستخرجان بخفي حنين بعد أن تكونا قد أنهكتما قوة العرب، وأضعفتما وحدتهم، ومزقتما إرادتهم، وأهدرتما المليارات في غطرستكما وأحلامكما المجنونة، وتسببتما في تجويع شعبيكما لتصبح الأرض جاهزة لاستكمال مشروع إسرائيل الكبرى، ثم يلتفت الغرب والصهيونية العالمية لتخييركما بين الانسحاب أو تدمير بلديكما.

لا تنخدعا بضعف العرب الحالي أو تخاذل وتشرذم حكامهم، ولا بسكوت إسرائيل وأسيادها وتشجيعهم، فلن تترك بلاد العرب لكما، ولا تحلما باستمرار وجودكما على أرض العرب، لأن اليهود وأسيادهم لن يقبلوا بكما شريكين حتى إن قدمتما خدمات جليلة لهم، فإن كنتما مسلمين وتعاديان الصهيونية كما تدعيان فاتركا أرض العرب وقضاياهم للعرب، فكلتاكما طردت من أرض العرب عندما اعتقدت ضعف العرب واحتلت أرضهم، ولكنكما خرجتما بقوة العرب عندما ثاروا لضعفهم وقدموا الغالي والنفيس من أجل تحرير وطنهم.

Ad

التاريخ يعيد نفسه، لكنكما هذه المرة لا تفعلان هذا لمصلحتكما، إنما لمصلحة أعداء العرب والإسلام، وأنتما الآن، شئتما أم أبيتما بالعقل أو بغيابه، أداة لضرب إخوانكما وجيرانكما، ولن تكسبا شيئا، وربما انتهى الأمر بوبال عليكما لم تحسبا له حسابا، ثم حين يسترد العرب عافيتهم تكونان قد خسرتما من كل النواحي.

تذكرا أن بلاد العرب كاملة احتلت من قبلكما، وظننتما أنكما سيطرتما وابتلعتما العرب وأوطانهم، لكن صحوة العرب أخرجتكما رغم كل الجيوش التي دفعتما بها والأموال الطائلة التي صرفتماها، وعدتما الى بلديكما مدحورين.

اللعبة الآن أكبر منكما، والمخططون يدركون أطماعكما، وشجّعاكما على دخول بلاد العرب لتمزيق قوتهم ووحدتهم من ناحية، ولشغلكما وإضعافكما وتحويلكما إلى حكومتين فاشلتين ودولتين فقيرتين تابعتين، وإن لم تدركا اللعبة فإن اتهامكما بالعمالة وتسهيل مهمة اليهود يصبح أمراً مكشوفاً ومبرراً، وستريان اليوم الذي يتحرك فيه العرب ليكنسوا قواتكما ووجودكما، ويقضوا على الأحلام الصهيونية اليهودية والمسيحية.

أما الإخوان المسلمون فإنهم سيظلون يحلمون ويتذاكون ويحركون هذا أو ذاك، ويخلقون كل أنواع التحالفات حتى مع أعداء الإسلام لتحقيق أحلامهم في حكم بلاد العرب والمسلمين، وهو حلم لم ولن يتحقق بعد أن انكشف زيفهم، وعرف الناس خداعهم واستعانتهم بأعداء العرب لتحقيق مآربهم.

الحكومة التركية تكرر في ليبيا ما فعلته الحكومة الإيرانية في سورية والعراق، وكلتا الحكومتين ستواجه بثورات قريبة من الشعبين التركي والإيراني تنهي هذا الارتباط المكشوف بالمخططات الصهيونية.