أكدت الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي، أن المرأة تجذبها أكثر في أعمالها، لأنها ترمز إلى أشياء كثيرة، مشيرة إلى أن رسم المناظر الطبيعية لا يشدها، ومبينة أن حالتها النفسيَّة تنعكس على أعمالها.

جاء ذلك في جلسة حوارية للبقصمي مع مجموعة "Art Spot"، أدارتها الفنانة سارة شير. وتضمَّن الحوار عدة مضامين، منها: تجربة الضيف الثرية، وتكنيكها في الرسم، إضافة إلى رؤيتها التشكيلية، والفنانين الذين تأثرت بهم.

Ad

في البداية، قالت البقصمي إنها لا تجد علاقة بين ارتباط المزاج وإنتاجية الفنان، حيث من الممكن أن يرسم لوحات جميلة عندما يكون مزاجه سيئا، "هذا الجانب ليس موجودا لديَّ، ولم أجرِّبه، وعندما يكون مزاجي سيئا لا أقدر على الرسم، وأفضل حالات الرسم لديَّ حينما أكون فرحة".

وأضافت أن أي فنان يتأثر بالآخرين، وأن بدايتها الفعلية كانت عندما انضمَّت إلى الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وكان عُمرها آنذاك 16 عاما، وبدأت تشارك في معارض، وكانت تحب كثيرا الفنان بيكاسو، لأن خطوطه الفنية فيها حيوية وطاقة، وتتناسب مع شخصيتها وحيويتها.

ولفتت إلى أنه بالنسبة للفنانين العرب، فقد أعجبت بالفنان العراقي جواد سليم، كما أعجبت بالفنانين موديلياني، والفرنسي ماتيس، ومارك شاغال، بسبب المساحة اللونية والخط، و"هذا يدل على أنه منذ البداية في داخلي فنان غرافيك أو حفارة".

التنويع في الأعمال

وأشارت البقصمي إلى أنه ليس لديها خط خاص بها، لكنها من الفنانين الذين يحبون التنويع والتغيير: "طريقة عمل الفنان هي التي تطلق العنان لأسلوبه، وتجعل المتلقي يتعرَّف عليه من عمله، ولا أتعمَّد فعل ذلك، لكنه يأتي بصورة طبيعية وعفوية. هناك الكثير من الفنانين المبتدئين تنتابهم حالة من الشغف الكبير في صُنع خط خاص لهم، وذلك الشيء من وجهة نظري خطأ، لأنك تحرم نفسك من التجريب والتغيير، ولم تعطها فرصة للتنويع".

الطباعة الأحادية

من جانب آخر، أوضحت البقصمي أن فن الحفر من الفنون المتطورة في العالم، "لكن للأسف في الكويت عدد الفنانين الذين يمارسون فن الحفر قليل جدا".

وقالت إنها تمارس نوعا من أنواع الحفر يُطلق عليه "مونوبرينت"، وهو الطباعة الأحادية، مشيرة إلى أنها في الصيف الماضي أنجزت مجموعة أعمال من حفر الزنك وسلك سكرين، ويطلق عليه الطباعة "الحريرية".

وأكدت البقصمي أن فن الحفر لا يقل أهمية عن فن التصوير، ووصفته بأنه فن جميل، ويعطي الفنان فرصة في أن يكتشف قدراته. وذكرت أنها تتمنى وتحلم بافتتاح استديو أو مركز لتعليم فن الحفر، ينتسب إليه الفنانون الموهوبون، حتى يقوموا بإنتاج أعمال جميلة، لكنها ذلك من الصعب تحقيقه، لأنه يحتاج إلى دعم مادي.

شخوص حقيقية

وعن سبب عدم نقلها شخوصا حقيقية في أعمالها الفنية، قالت البقصمي: "لا أحب أن أنقل صورا. أما بالنسبة للمناظر الطبيعية، فهي لا تشدني كثيرا. يشدني الإنسان، لأنني أحب أن أرسم الشخص، وطبعا أتجه إلى المرأة، لأنها كائن كشكل ممتع في الجماليات أكثر من الرجل، إضافة إلى أن المرأة ترمز إلى أشياء كثيرة، وعالمها أجمل من الرجل، وأعتذر للرجال على تفضيلي المرأة في أعمالي، وإذا أردت أن أرسم شخصا، فلديَّ قدرة على الاستعانة بمخيلتي أو ذاكرتي".

وفسَّرت البقصمي ابتعادها عن رسم الرجال، بأن أستاذها في المرحلة الدراسية كان يكره رسم النساء، ولمدة أربع سنوات كانت آنذاك ترسم رجالا فقط، ما رسخ لديها عقدة من رسم الرجال، وقررت بعد التخرج ألا ترسم رجالا، وتظل وفية للمرأة.

مصدر إلهامها

ولفتت البقصمي إلى أن هناك مصادر كثيرة لإلهامها، منها الحياة اليومية، و"تطرَّقت إلى بعض أعمالي لحقوق المرأة السياسية في لوحة رسمتها، وأطلقت عليها (أين حقي؟)، وكانت في فترة حرمان المرأة من حقها السياسي، وتلك اللوحة موجودة بمتحف حقوق الإنسان في جنيف".

وفي الختام، عبَّرت البقصمي عن سعادتها بمبادرة "Art spot" الشبابي، باستضافتهم مجموعة من الفنانين الرواد عبر "إنستغرام"، والفنانين الذين لديهم تواجد في الساحة التشكيلية، لتعريف المتابعين بهم، و"هذا كُله يندرج تحت الثقافة التشكيلية، التي تساهم في إطلاع الفنانين الشباب على الفنانين الذين سبقوهم في هذا المجال"، لافتة إلى أن تلك مبادرة جميلة، موجهة الشكر إلى المجموعة التي تبنت هذا العمل خلال فترة الحظر.