أطلق الباحث في التاريخ، المتخصص في دراسة الأبنية القديمة، بشار خليفوه، أخيرا، دراسة قصيرة بعنوان "ما تخير من القصائد على القصور والمدارس والمساجد".

وقال خليفوه في مستهل دراسته "للأبنية وقع وتأثير في نفوس الناس، لاسيما الشعراء، فهذه الدراسة تكشف جانباً من الأبنية التاريخية في الكويت، ومدى وقعها في وجدان الشاعر المعاصر للأحداث الخاصة فيها، وهي دراسة قصيرة نحو طرق باب المحاولة بالدمج بين الأدب من جانب وبين المعمار الأثري من جانب آخر.

Ad

وتناولت الدراسة مجموعة من الأبنية والمساجد، ومنها "مسجد الخالد"، وذكر خليفوه بعض المعلومات التاريخية، حيث قال إن المسجد يقع على ساحل الحي القبلي بمدينة الكويت، لافتا إلى أن هذا المسجد أسسه يعقوب يوسف الغانم، ثم أعاد بناءه مرة أخرى الحاج حمد الخالد الخضير سنة 1342 هــ، وبذل في ذلك ما لا يقل عن 14 ألف روبية، وقال الشيخ يوسف بن عيسى القناعي بمناسبة إصلاح المسجد: "لو قيل مَن هم في الكويـت أولى المكارم والمـحامد، الطيبون المحـــسنون على المدارس والمساجد، الراحمون الثابتون على المبادئ والمقاصد، لأجبتهم هذي الخصال تجمّعت في آل خالد".

قصر السيف

ومن النماذج التي تطرق لها خليفوه "قصر السيف"، وذكر أن القصر يقع على سيف الكويت، وهو من أشهر القصور الكويتية، الذي أصبح مركزا للحكم، حيث تميّز في السابق ببنائه ومعماره، فالكويت لها تاريخ معماري ذو طابع خاص يمتاز بالبساطة العربية في تشييد القصور المختلفة التي بناها أمراء الكويت. وأشار إلى أن الشيخ مبارك الصباح بنى هذا القصر في عام 1904، واتخذه منزلاً ومقاماً له، وقام الشيخ سالم ابن الشيخ مبارك بتجديده في سنة 1917، وكتب على بوابته عبارة: "لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك".

وعن "دائرة المالية" وأزمة التموين سنة 1945 م قال خليفوه: كتب الشاعر فهد راشد بورسلي هذه القصيدة التي في مطلعها هذه الأبيات:

الله يساعد ها الماليه

ما تفرغ صبح وعصريه

يمالـــــــــيتنا عــــذرينه

وفــرتي ولادجـــــــــينه

من هالوقت اللي محدينه

والجوع يقط الغــــاريه

وعن "النادي الأدبي"، لفت خليفوه إلى الاحتفال الذي أقيم في يوم افتتاحه سنة 1342 هجري الموافق 1924 ميلادي، وألقيت به العديد من القصائد، كان منها ما قاله الأديب حجي بن جاسم آل حجي:

فجدّوا في المسير لنَيل علم

فبئس العيش عيش الجاهلينا

من ناحية أخرى، أكد خليفوه أن الاتجاهات الحديثة لدى الكتّاب والباحثين أصبحت تتجه نحو الدراسات التوثيقية أكثر من توجهها نحو التدوين التاريخي، فالتوثيق من منطلق دراساته يخدم التاريخ، لكونه مصدرا معلوماتيا.

وحول العلاقة بين التوثيق وعلم الآثار، يشير إلى أن التوثيق يسبق علم الآثار، لأن المعلومات لدى الموثق يعتبرها عالم الآثار بيانات لا معلومات، وما على الأثري إلا أن يتلقاها ويعالجها، ليحولها إلى معلومات يستفيد منها في تنقيباته وأبحاثه.

يشار إلى أن ثمة أبنية كثيرة في الكويت تحتفظ بشكلها العمراني القديم، ومنها بيت السدو والمرسم الحر وغيرهما.