استجوابا الثلاثاء قبل الماضي كانا استثناءين فعلا في تاريخ مجلس الأمة الكويتي، ويستحقان لذلك أن يكونا مثالاً يحتذى ويطبقه أي وزير حالي أو لاحق في حال واجه أو هُدد بمعركة المنصة، وكل ما على الوزير هو تطبيق النموذج المناسب له، مثلا النموذج الأول كان استجواب وزير التربية، وهو ما يمكن أن يطلق عليه أسلوب "اختر خصمك"، ويتلخص في عدم انتظار أي استجواب والتقدم لاختيار نائب لا يمثل قبولاً أو هوى شعبيا ليقدم له محاور كالريشة تطيرها أي هبّة هواء لطيفة تخرج من فمه المُفند، فاختيار الخصم مهم هنا، وهو بمثابة هجمة مرتدة ملعوبة والـ"قول" فيها مضمون مضمون مضمون يا ولدي.

أما النموذج الثاني فهو استجواب وزير المالية، ويشترط تكوين غطاء شعبي داعم عبر قرارات تقنع الشارع بأنها تصب في مصلحته، ويختلف الاستجواب الثاني عن الأول بأنه "ملتي سيستم"، ويستطيع التعامل مع أي استجواب ومن أي كان، ميزة الغطاء الشعبي أنه يوفر خطاً أحمر لكثير من النواب، فالناخب كالزبون دوماً على حق، ومطاعم الانتخابات تفهم هذا جيداً، ولا أحد يملك طموحات انتخابية سيغامر بالدخول في معركة حسبة انتخابية لن تخدمه، أو لا تكون في مصلحته مهما كانت المبررات، إذاً النموذج الثاني ممكن تسميته "دع لهوى الشعب وأحلامه القيادة وتمتع برحلة الاستجوابات حتى آخر المحاور، وحط في بطن كرسيك بطيخة صيفي".

Ad

وطبعاً الوزير الذي يواجه استجواباً قوياً شرساً، محاوره تزأر ولا يملك غطاء شعبياً لأنه في صيف هموم المواطن أضاع كل لبن الاقتناع والدعم، فالله يعينه ولا يوجد أمامه سوى نموذج واحد لا ثاني له، وهو نموذج "سكة السلامة، وخذ الباب وراك".