أكد مصدر رفيع بمكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني أن المبعوث الأميركي الخاص بإيران، برايان هوك، طلب عقد لقاء مباشر مع وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف في إسطنبول، الاثنين الماضي، لبحث موضوع الإفراج عن السجناء بين البلدين.

وأوضح المصدر، لـ «الجريدة»، أن ظريف أبلغ روحاني والمرشد الأعلى علي خامنئي بالدعوة، معتبراً أنها قد تكون مناسبة لكسر الجليد، حتى لو لم تتم علناً، لافتاً إلى أن الوزير أخّر سفره إلى موسكو بضع ساعات، وأمضى وقته يتجول في أسواق إسطنبول، بانتظار رأي المرشد.

Ad

وأوضح أن روحاني طلب من خامنئي السماح لظريف بإجراء اللقاء بشكل سري، إذ لا يجب التعويل على سقوط دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مضيفاً أن ترامب يواجه متاعب داخلية ويمكن أن يقدم امتيازات كبيرة لطهران إذا هي أهدت إليه انتصاراً خارجياً قد يبقيه في البيت الأبيض.

وذكر أن روحاني شرح للمرشد أن الوضع الاقتصادي في أسوأ حالاته تاريخياً، بسبب العقوبات و«كورونا»، ومن الممكن أن تواجه البلاد انهياراً اقتصادياً، لكن خامنئي رفض عقد اللقاء، وقال إنه حتى لو تمت الموافقة على المبدأ، فإن هوك أقل مرتبة دبلوماسياً من ظريف، وإن أي تواصل يجب أن يبقى سرياً ولا يتم إفشاؤه، حتى يتم التأكد من نتيجته.

وقال المصدر إن موقف المرشد هذه المرة يمثل انفتاحاً نسبياً، مقارنة برفضه المطلق لأي لقاءات مع الجانب الأميركي، الذي كان يردده سابقاً، الأمر الذي يمكن أن يفسح المجال أمام بدء اتصالات خلف الكواليس، خارج نطاق الشكل السابق الذي كان عبر سويسرا، الراعية للمصالح الأميركية والإيرانية في البلدين.

وكان هوك قال في فعالية نظّمها مجلس العلاقات الخارجية، عبر الإنترنت، إن الولايات المتحدة تودّ عقد اجتماع مباشر مع إيران، لبحث تبادل السجناء، كما تريد أن يفرض مجلس الأمن الدولي حظر أسلحة لأجل غير مسمى على طهران.

وشدد هوك على أن «باب الدبلوماسية من جانبنا مفتوح على مصراعيه، ليس فقط بخصوص تلك الأمور بل أيضاً بخصوص كل القضايا التي تفسد العلاقات الأميركية- الإيرانية منذ 41 عاماً»، لافتاً إلى أن ترامب «يود الجلوس إلى طاولة التفاوض».