بالتزامن مع إطلاق قادة «الحشد الشعبي» العراقي، الموالية لإيران، تهديدات للقوات الأميركية الموجودة بالعراق خاصة بعد انتهاء الحوار الاستراتيجي بين رئيس الحكومة الجديد مصطفى الكاظمي وواشنطن بتفاهم على بقاء التعاون الأمني والعسكري، دون المطالبة بإخراج القوات الأجنبية، تعرض محيط مطار بغداد الدولي، لهجوم بصواريخ كاتيوشا، ليل الاثنين- الثلاثاء.

ولم تسفر الصواريخ التي سقطت قرب «قاعدة التاجي» المشتركة التي تضم قوات عراقية وأميركية عن أضرار، لكن الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة تحسين خفاجي أكد تشكيل لجان لملاحقة الجهات التي تقوم بإطلاق الصواريخ على عدد من المواقع في بغداد وتقديمها للعدالة.

Ad

وأكدت قيادة العمليات المشتركة أن إطلاق الصواريخ، وعددها 4، تصرفات فردية. وذكرت أن «الجهات التي نفذت الاعتداء استخدمت قواعد خشبية لإطلاق الصواريخ، وعثرت القوات الأمنية عليها في حي الفرات، ووُجد فيها صواريخ متبقية تم إبطالها»، مشددة على أن الحكومة ماضية في عدم السماح بحدوث خروقات والحفاظ على هيبة الدولة.

ويأتي هذا الهجوم بعد استهداف مماثل شمل المنطقة الخضراء شديدة التحصين، وسط بغداد، قبل أيام.

انتقاد «الحشد»

وبعد أيام من إطلاق زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي تهديدات باستهداف القوات الأميركية على اعتبار أنها موجودة بشكل غير قانوني غداة انتهاء الحوار، اعتبر القيادي في «الحشد» أبومهدي الكرعاوي، أن تقليص أو تحجيم الوجود الأميركي في العراق كما جاء في التفاهم بين الكاظمي وواشنطن، يعد التفافاً على شرعية الدولة ورغبة الشعب.

وقال الكرعاوي في تصريحات إن «قرار مجلس النواب بإخراج قوات الاحتلال الأميركية هو مطلب شرعي وشعبي وله سند وغطاء قانوني، وبالتالي هو ملزم، وعلى الحكومة تنفيذه».

وأضاف أن الحديث عن تقليص أو تحجيم الوجود الأميركي مخالف للشرعية الدستورية، وخارج عن القانون والإطر الدولية، ويعد تحدياً لإرادة الشعب.

مباحثات مُرضية

وتطرح الهجمات، التي تهدد بوقوع صدام مباشر بين الفصائل الموالية لطهران والكاظمي، أسئلة مهمة حول مصير الحوار العراقي- الأميركي، خصوصاً بعد انتهاء الجولة الأولى قبل يومين، بنتائج مُرضية إلى حد ما رغم الضغوط الإيرانية.

وأكد بيان مشترك لحكومتي البلدين صدر بعد المباحثات، المبادئ المتفق عليها في «اتفاقية الإطار الاستراتيجي» الصادرة عام 2008،

كما تعهدت الولايات المتحدة بتزويد العراق بالمستشارين الاقتصاديين لتعزيز مستوى الدعم الدولي لجهود حكومته الجديدة، وكفلت تسهيل الدعم المقدم من المؤسسات المالية الدولية، ومشاركة شركاتها في مشاريع الاستثمار بقطاع الطاقة والمجالات الأخرى، إضافة إلى مساعدة العراق في تطبيق برنامجه الحكومي والإصلاحي لاستعادة الاستقرار وإعادة إعمار البلد، وتنظيم انتخابات حرة عادلة ونزيهة بعيدا عن الضغوطات.

جاء ذلك، بينما تداولت منصات موالية لفصائل عراقية تعتبر مقربة من ايران شريط فيديو يتناول الكاظمي ويتضمن اتهامات له بالعمالة لواشنطن ويطعن بمسيرته المهنية والسياسية.

ضربات تركية

إلى ذلك، واصلت القوات المسلحة التركية حملتها التي أطلقتها أمس الأول على مواقع حزب «العمال الكردستاني» المتمرد بشمال العراق أمس. وشن الطيران التركي غارات على مناطق ضمن حدود بلدة كاني ماسي التابعة لقضاء العمادية في إطار عملية «مخلب النسر» أمس.

وتزامنت الضربات التركية مع تقارير أفادت بوقوع ضربات مزدوجة على مواقع داخل الأراضي العراقية قرب المثلث الحدودي الواقع بين تركيا وإيران وإقليم كردستان العراق. وشنت طائرات حربية تركية، أمس، للمرة الأولى، غارات على القرى والسلاسل الجبلية الحدودية الواقعة بالقرب من بلدة حاجي عمران التابعة لمحافظة أربيل، وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف لقوات «الحرس الثوري» الإيراني.

وأفاد مسؤول بأن الغارات أرعبت سكان 10 قرى، ودفعتهم إلى مغادرة منازلهم نحو الوديان المجاورة، كما ألحقت خسائر مادية جسيمة بمزارعهم ومناحلهم.

وأضاف أن القصف الإيراني يستهدف مقار تابعة للفصيلين الكرديين المعارضين للنظام الإيراني، وهما «الحزب الديمقراطي الكردستاني» و«حزب الكومله الثوري»، في حين تستهدف الغارات الجوية التركية مواقع منسوبة لـ«العمال الكردستاني».

وكانت المقاتلات التركية استهدفت مقار الحزب ومواقعه، أمس الأول، في معقله بمنطقة قنديل، قرب الحدود الإيرانية، وجبل سنجار وبلدة مخمور بمحافظة نينوى، إضافة إلى مواقعه في منطقة الزاب الكبير بمحافظة دهوك في أقصى شمال شرق إقليم كردستان.

استدعاء السفير التركي

وعلى خلفية القصف التركي، استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير التركي في بغداد، فاتح يلدز، حيث سلّمت إليه مذكرة احتجاج.