أكد مصدر سياسي رفيع في بغداد أن زيارة وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد الناصر للعراق تمثل عهدا متميزا في العلاقات بين البلدين، حيث جرى بحث عدد من ملفات المياه والطاقة، كما كانت المعوقات البيروقراطية لتسلم رفات العشرات من الشهداء الكويتيين، وملفات ثنائية مهمة أخرى، على طاولة المباحثات مع كبار المسؤولين في العراق.

وبدأ وزير الخارجية الكويتي زيارة مهمة لبغداد بعد ايام من اكتمال التشكيلة الوزارية العراقية، التي يرأسها مصطفى الكاظمي، الموصوف بأنه جيل جديد من الساسة العراقيين، ومعروف بانفتاحه على المحيط الإقليمي، وقد تسلم الكاظمي رسالة من سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد، وهو ما اعتبره مصدر سياسي رفيع «بداية عهد متميز في التعاون بين البلدين».

Ad

واضاف المصدر، المقرب من الحكومة العراقية، ان المباحثات تناولت العوائق البيروقراطية التي تبطئ التعاون بين البلدين في مجالات عديدة، مثل تبادل رفات عشرات الشهداء الكويتيين المكتشفة في الآونة الاخيرة، ضمن مقابر جماعية في جنوب العراق، وهي في الطب العدلي حاليا.

وأشار الى أن بغداد حريصة على اتباع المعايير الدولية في توثيق المقبرة، الى جانب مقابر الضحايا العراقيين التي لاتزال تكتشف جنوب البلاد بعد نحو عقدين على سقوط نظام صدام حسين.

وأوضح أن حكومة العراق اكدت قدرتها ضبط الامن في المرحلة المقبلة، واصرارها على تنفيذ اصلاحات عميقة ادارية وسياسية، تمهد لتوطيد التعاون الاقتصادي في منطقة الخليج والاستعانة بالبلدان الشقيقة في صناعة الاستقرار وتعزيز الشراكة المسؤولة بعد عقود من الدمار والسياسات الخاطئة.

وأشار إلى أن ملف العلاقات البحرية والطاقة والمياه كانت على رأس المباحثات بين الطرفين، وجرى تأكيد الدور المهم الذي تبذله الجهات الفنية بين البلدين لتسهيل كل التعاملات الثنائية في تلك المجالات.

وذكر بيان رسمي عراقي ان الحوار الذي جرى في بغداد اكد على ملفات مشتركة في قضايا الطاقة والمياه والخلافات البحرية، وسبل تحويل ذلك الى شراكة مميزة بين البلدين، في ظل ما وصفته المصادر بأنها تحديات مشتركة لدول الخليج والعراق، يجب ان تعالج بسياسات جديدة بعد حقبة من الاخطاء والحروب التي دفعت ثمنها شعوب المنطقة.

وتخوض حكومة الكاظمي مواجهة مع اجنحة متشددة في البرلمان العراقي ومشاكل مع الفصائل المسلحة الموالية لايران، وتعول في التعامل مع ذلك على التنسيق الاقليمي والدولي وسياسة الانفتاح على المحيط العربي، كما تراهن بغداد على مساهمة الشركاء العرب في تجاوز ازمة مالية حادة ونقص مزمن في مجال الطاقة بالكهرباء والغاز، وخطط اخرى لتطوير تجارة التزانزيت في منطقة شمال الخليج.