أول العمود: تجارة الإقامات ليس لها تمثال يمكن تحطيمه كما حدث في مدن غربية بعد حادثة جورج فلويد، المجرمون بحق الكويت على قيد الحياة ويجب محاسبتهم.

***

Ad

أطلق رائد الأعمال الفرنسي في مجال الثقافة الرقمية «ستيفان ديستنغان» مبادرة غير تقليدية عندما اقترح بيع لوحة «الموناليزا» لإنقاذ الإنسان في فرنسا عبر صرف مبلغها على القطاع الصحي واحتياجاته القاتلة في زمن كورونا، اقترح ٥٠ مليار يورو لها، (بعد ما شبِعنا افتخاراً بملكيتها) في متحف اللوفر كما يقول، وهذه الجرأة تخرج من عمق المأساة وهي لا تخرج إلا من صنف يُفكر خارج الصندوق.

في الكويت ليس لدينا «موناليزا»، ولا «موناعيسى»، لكن يوجد من يفكرون خارج الصندوق لكنهم مُستَبعدون، يقدمون مشورة اقتصادية مجانية لكن الحكومة تذهب إلى «ماكنزي» لعمل دراسة بمقابل مادي شبيهة بالدراسة التي قدمها توني بلير لإنقاذ تعليمنا وقبض ١.٥ مليون دينار! ولا نزال نناقش اليوم التعليم عن بعد في زمن الابتعاد عن التعليم.

للكوارث فوائد كثيرة، بينها إبراز كم ذوي العقول النيرة في المجتمع، وتكشف كيف يتعامل العقل مع المصائب المفاجئة كما في كورونا.

اليوم تقول حكومتنا إن الاقتصاد في حالة غير سارّة، وهذا أول سبب يجعل الإدارة الحكومية تفعل غير المألوف لإعادة كثير من الأمور لنصابها، لأن زمن الشُح يؤلم ومن يتألم يفكر كما فكر صاحب فكرة بيع الموناليزا، غير المألوف كان يجب أن يتم بعد الغزو العراقي لدولة الكويت، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء في لقائه مع رؤساء تحرير الصحف عندما قال إن دراسات تنموية كويتية أخذتها دول مجاورة وطبقتها بنجاح!

لكن هل التفكير خارج الصندوق مسموح به في الكويت؟ هناك نوعان، الأول مسكوت عنه وهو التفنن في سرقة المال العام وغسل الأموال التي أصبحنا بفضل رجاحة عقل السُراق حديثا للعالم، فهؤلاء يفكرون خارج الصندوق فعلاً، والثاني يتم قمعه على الفور، وهو عندما حاول خبازو التنور الإيراني إضافة الجبن إلى الطحين لإنتاج وجبة جديدة (خارج الصندوق) منعتهم وزارة التجارة فعادوا لرشدهم وقدموا الخبزة التقليدية.