في خطوة أثارت ضجة في الأوساط الطبية، قالت منظمة الصحة العالمية إن إمكانية انتقال كورونا المستجد من أشخاص حاملين للفيروس دون ظهور أعراض عليهم "نادرة جدا".

وخلال مؤتمر صحافي، في جنيف أمس الأول، قالت مدير وحدة الأمراض الناشئة والأمراض الحيوانية المنشأ بمنظمة الصحة الدولية ماريا فان كيركوف: "من البيانات التي حصلنا عليها، لا يزال من النادر أن تنتقل العدوى من شخص لا تظهر عليه أعراض إلى شخص ثانوي".

Ad

وأضافت فان كيركوف أن "الحكومات أثناء مكافحة الفيروس يجب أن تركز على المرضى الذين يظهرون أعراضا، فإذا عزلنا هذه الحالات، ووضعنا المخالطين لهم في الحجر الصحي، فيمكننا بالتأكيد الحد من انتقال الفيروس".

ويحتاج الأمر إلى المزيد من البحث من أجل تأكيد الدور الذي تلعبه حالات الـ"لا أعراض" وحالات "ما قبل الأعراض" في نشر الوباء.

وفي حال أن المعلومة تأكدت، فإن ذلك قد يثير ضجة كبيرة، وسيكون له تأثير كبير على الآليات المتبعة من قبل الحكومات في مكافحة الجائحة.

وأوضحت كيركوف كيفية انتقال الفيروس عبر قطرات الرذاذ التي تنتشر عند السعال أو العطس. كما أكدت أن "ما يبدو أنها حالات من دون أعراض لكوفيد- 19 غالبا ما تتحول إلى حالات مرض خفيف، عندما ننظر إلى عدد الحالات التي لا تظهر عليها أعراض، نكتشف أن العديد منهم مصابون بمرض خفيف".

وأضافت: "هم لا يعانون أعراض كوفيد- 19، أي ربما لم يصابوا بالحمى بعد، أو ربما لم يكن لديهم سعال شديد، أو قد لا يعانون من ضيق في التنفس، ولكن البعض قد يكون لديهم مرض خفيف. نعلم أنه يمكن أن يكون هناك أشخاص لا تظهر عليهم الأعراض حقا. ومن الواضح أنه من النادر أن ينقل مصاب لم تظهر عليه أي أعراض الفيروس إلى شخص آخر".

وكان المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس قال: "بعد مرور ما يزيد على 6 أشهر على تفشي الوباء، ليس هذا هو الوقت المناسب لأن تحد أي دولة من جهودها لمكافحته".

وبعد تنظيم تظاهرات حاشدة ضد العنصرية في الولايات المتحدة وخارجها، حضّ غيبريسوس المشاركين في التظاهرات على اتّباع تدابير الوقاية. وأضاف: "رغم أن الوضع في طور التحسن في أوروبا، إلاّ أنه يزداد سوءا عالميا".

وتابع أن "أكثر من 100 ألف إصابة سجّلت في تسعة من الأيام العشرة الماضية. والأحد، سجّلت أكثر من 136 ألف إصابة، وهي الحصيلة الأعلى على الإطلاق للإصابات المسجّلة في يوم واحد".

أما كبير خبراء الطوارئ لدى المنظمة مايك رايان، فرأى أن وتيرة العدوى في دول أميركا الوسطى لا تزال في تصاعد.

وأضاف رايان: "أعتقد أن هذا وقت مثير للقلق الشديد"، داعيا إلى قيادة حكومية قوية ودعم دولي للمنطقة.

وأُصيب ما يزيد على 7 ملايين شخص بالوباء، الذي أودى بحياة ما يزيد على 400 ألف شخص حول العالم.

في غضون ذلك، أظهر بحث أجرته كلية الطب بـ"جامعة هارفارد"، أن الفيروس ربما كان ينتشر في الصين في أغسطس من العام الماضي على أبعد تقدير، وذلك استنادا إلى صور بالأقمار الاصطناعية لأنماط حركة الدخول والخروج من المستشفيات وبيانات محركات البحث، إلا أن الصين وصفت التقرير بـ"السخيف".

واستخدم البحث صورا بالأقمار الاصطناعية لأماكن صف السيارات في مدينة ووهان التي ظهر فيها الفيروس للمرة الأولى في أواخر 2019، ولبيانات البحث على الإنترنت عن الأعراض المرتبطة بالمرض مثل السعال والإسهال.

ويقول البحث: "زيادة التردد على المستشفيات، والبحث عن الأعراض على محركات البحث في ووهان سبقا البداية الموثقة للجائحة في ديسمبر 2019".

ويُظهر البحث زيادة كبيرة في شغل أماكن صف السيارات أمام المستشفيات في أغسطس 2019.

وأكد البحث: "في أغسطس رصدنا زيادة فريدة من نوعها في بيانات البحث عن الإسهال لم ترصد في مواسم الإنفلونزا السابقة، أو تضاهي بيانات البحث عن السعال".

وردا على سؤال، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ: "أعتقد أنه من السخيف جدا أن نتوصل إلى هذا الاستنتاج، استنادا إلى ملاحظات سطحية مثل الأحجام المرورية".

موسكو

وعلى غرار نيويورك ودول عدة حول العالم، بدأت موسكو، أمس، رفع تدابير العزل.

وعادت الاختناقات المرورية من جديد إلى العاصمة الروسية، التي بدأت عملية فك الإغلاق، مع إعادة افتتاح تدريجي للمتاجر والمطاعم والخدمات الشخصية وأماكن الترفيه.

ولا يزال وضع الكمامات في الشارع والقفازات في الأماكن المغلقة إلزاميا في المدينة التي تعد 12 مليون نسمة.

وتبقى موسكو بؤرة تفشي الوباء مع نصف عدد الوفيات، حتى لو تراجع فيها العدد اليومي للحالات من ستة آلاف مطلع مايو إلى 1572 الثلاثاء.

وفي مدريد، أكد وزير الصحة الإسباني سلفادور إيلا، أمس، أن وضع الكمامات سيبقى إلزاميا في بلاده، حتى بعد انقضاء حالة الطوارئ في 21 يونيو، و"سيستمر تطبيقه إلى أن نهزم الفيروس بشكل دائم، أي عندما يتوافر علاج فعّال أو لقاح ضده".

بريطانيا

وفي بريطانيا، التي بدأت تفرض على القادمين من الخارج حجرا صحيّا لمدة 14 يومًا، لتجنب استيراد إصابات جديدة، في إجراء مثير للجدل يشكّل مصدر قلق بالنسبة إلى قطاعي الطيران والسياحة، ارتفع عدد حالات الوفيات إلى نحو 50 ألفا.

وتظهر البيانات أن الوفيات في إنكلترا وويلز تتخطى معدل السنوات الخمس الماضية بـ 57.961 وفاة، خلال فترة عشرة أسابيع منذ تفشي الفيروس في مارس.

«ريمديسيفير»

إلى ذلك، أوضحت دراسة نشرت في مجلة "نيتشر" الطبية، أمس، أن عقار "ريمديسيفير" المضاد للفيروسات من إنتاج شركة "جلعاد ساينسز" الأميركية المدرجة في بورصة وول ستريت، منع تطور المرض في الرئة في القردة المصابة بفيروس "كورونا".

وكانت السلطات المعنية أجازت استخدام "ريمديسيفير بصفة استثنائية في مرضى الحالات الحرجة في الولايات المتحدة والهند وكوريا الجنوبية. كما تستخدمه بعض الدول الأوروبية ضمن برامج الحالات الإنسانية.

ولا تزال تجارب الدواء جارية على البشر، وقد أظهرت البيانات الأولية أن الدواء ساعد المرضى على الشفاء من المرض أسرع من غيرهم.

وأعلنت وكالة الأدوية الأوروبية، أنها تلقت طلباً للتصريح بالتسويق المشروط في الاتحاد الأوروبي لدواء "ريمديسيفير".

وسيُجرى تقييم فوائد ومخاطر المضاد الفيروسي في غضون فترة قصيرة، ويمكن إصدار رأي "في غضون بضعة أسابيع"، اعتماداً على قوة البيانات المقدمة، وما إذا كان من الضروري تقديم معلومات إضافية لدعم الطلب.

15 مليون إيراني مصابون

قد يكون إيراني من كل خمسة على الأقل أصيب بفيروس "كورونا" المستجد منذ بدء تفشي الوباء في الجمهورية الإسلامية في فبراير حسبما أفاد، أمس، إحسان مصطفوي أحد أعضاء فريق العمل الحكومي الإيراني المكلف مكافحة الفيروس.

وقال مصطفوي: "نحو 15 مليون إيراني ربما تعرضوا للإصابة بالفيروس منذ بدء تفشي الوباء، وهذا يعني أن الفيروس أقل فتكاً بكثير مما اعتقدنا أو اعتقد العالم". ويمثل العدد 18.75 في المئة من عدد سكان إيران الذي يتجاوز 80 مليون نسمة.